أحدث الأخبار
  • 10:32 . الإمارات ترحب باتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين... المزيد
  • 09:48 . عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى وعمليات هدم واسعة بالقدس... المزيد
  • 12:42 . ترحيب خليجي باتفاق تبادل الأسرى في اليمن... المزيد
  • 12:32 . كيف ساهمت أبوظبي في ضم كازاخستان إلى اتفاقيات التطبيع؟... المزيد
  • 12:20 . "الموارد البشرية والتوطين" تلغي ترخيص مكتب لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:17 . تقرير: توقعات إيجابية لنمو اقتصاد الإمارات واستقرار التضخم... المزيد
  • 12:08 . تونس تحكم بالمؤبد على 11 متهماً باغتيال مهندس "كتائب القسام" محمد الزواري... المزيد
  • 12:04 . "صحة" توفر جراحة تفتيت حصى الكلى بالليزر للأطفال لأول مرة في أبوظبي... المزيد
  • 11:51 . الجامعة العربية تدعو للتفاعل الإيجابي مع مبادرة السلام السودانية... المزيد
  • 11:50 . مصرع رئيس أركان الجيش الليبي ومرافقيه في تحطم طائرة أثناء مهمة رسمية بتركيا... المزيد
  • 09:39 . الدعم السريع تعلن استعادة بلدة مهمة وترفض عرض الخرطوم وقف الحرب... المزيد
  • 08:50 . بينهم سعوديون وسودانيون.. اتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين للإفراج عن 2900 أسير... المزيد
  • 08:05 . كيف تشغّل أبوظبي شبكة مؤثّريها لتشويه الإسلاميين؟.. تحقيق يوضح البنية والسرديات... المزيد
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد

العلاقة الأزلية بين الدين و«الدولة»

الكـاتب : عبد الله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 18-06-2016


في دول العالمين العربي والإسلامي يعتبر الدين عاملاً مهماً في الصراع الأزلي الدائر من أجل التحرر السياسي والاجتماعي، مثلما هو مهم أيضاً على صعد الحراك الوطني والاجتماعي، لذلك فإن تأثيره في جميع نواحي حياة المجتمعات العربية والإسلامية يعتبر أكبر بكثير من تأثيره في حياة المجتمعات البشرية غير المسلمة شرقاً وغرباً. وعليه من الطبيعي أن تسعى القوى المتعددة التي تتخذ القرار أو تعمل من أجل التغيير إلى إيجاد أسباب أو تبريرات لإضفاء صبغة دينية على ممارساتها لكي تصبح شرعية. ومن جانب آخر فإن ميل الدين نحو الحفاظ على دوره الاجتماعي والسياسي عن طريق الدفاع عن الأوضاع القائمة، أي البنى الاجتماعية والسياسية الموجودة، يقصد من ورائها حماية الأسس الاجتماعية والسياسية التي يقوم عليها المجتمع، ومن ثم حماية النظام السياسي والسلطة السياسية والقائمين عليها، على الرغم من أن جزءاً من الصراع الاجتماعي الذي ينشأ في المجتمعات الإسلامية يقوم ويعبر عن نفسه في صيغ دينية، وفقاً لظروف كل مجتمع.


ولهذا السبب يلاحظ بأن النظم السياسية القائمة في جميع الدول العربية والإسلامية التي نشأت على أسس آيديولوجية حديثة أخذت منذ البداية في البحث عن خلفيات إسلامية ترتكز عليها. لذلك فإن الدين يؤثر على السياسة بطرق مباشرة وغير مباشرة، فتأثيره غير مباشر عندما تصبح الآراء والتوجهات الدينية العامة ذات علاقة من الناحية السياسية، فعلى سبيل المثال يلاحظ، بأن مواقف الجماهير الشعبية تجاه السياسة في العالمين العربي والإسلامي أمر شائع، وله جذوره العميقة المرتبطة بالفكر الديني وبالتبريرات المستندة على نصوص تراثية. فلقرون طويلة يشير الموروث الثقافي إلى طاعة أولى الأمر ومؤسسات السلطة التي يقيمونها، لأن طاعتهم من طاعة الخالق، فهذه الطاعة تؤدي في نهاية المطاف إلى النجاة من عقاب الخالق في الحياة الآخرة. وهذا يعني أن فكرة الطاعة تعد واحدة من أهم التعاليم الدينية التي تحكم العلاقة بين المواطنين والسلطة السياسية الحاكمة. ويكون تأثير الدين مباشراً عندما تعطى القرارات السياسية بواعث وصيغة دينية خالصة.

وعلى الرغم من ظهور مسميات جديدة للدول القائمة اليوم في العالمين العربي والإسلامي، فإنه بقراءة المشهد السياسي العام يتضح أن الإسلام هو مصدر الأفكار لجميع المشاركين في الصراع الاجتماعي، ومن الإسلام ينبع سعيها في البحث عن المقولات الفكرية والنقاشية المعبرة والمدافعة عن مواقفها السياسية. وبرغم ما في الإسلام من كوامن سياسية أمكن للعديد من دول العالمين العربي والإسلامي الاستفادة منها، إلا أن الحقيقة الأزلية الخاصة بالصراع بين الديني والسياسي تبقى قائمة، فعلى مدى التاريخ البشري نشأت بين السلطات الحاكمة والمؤسسات الدينية علاقات غير مستقرة، وحاولت كل جهة منهم بطرق شتى السيطرة على الأخرى. وبينما تنظر الديانات جميعها إلى السلطة السياسية بأنها وسيلة ضرورية لتحقيق أهدفها الروحية، تسعى السلطة السياسية في المقابل إلى تجنيد الأديان لخدمتها مستخدمة إياها كإيديولوجيات من خلال تعبئة القوة الروحية الكامنة فيها لتحقيق أهدافها السياسية. وإذا كان الغرب قد نجح في تكريس الفصل بين ما هو ديني وما هو سياسي، إلا أن تجارب الدولة في العالمين العربي والإسلامي ما زالت تتسم بالمغايرة والتفاوت على هذا الصعيد، ولا يزال الدين عرضة للاستخدام من قبل العديد من الأطراف ذات الأهداف الغامضة، وربما المدمرة لاستقرار المجتمعات.