أحدث الأخبار
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد
  • 11:32 . بعد زيارة السعودية ومصر.. البرهان يبحث في أنقرة تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية والدولية... المزيد
  • 11:32 . بيان إماراتي يرحّب بجهود السعودية في اليمن دون التطرق لتصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 11:31 . الداخلية السورية تدعو المنشقين الراغبين بالعودة للخدمة إلى مراجعتها... المزيد
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد
  • 02:31 . "أطباء السودان": الدعم السريع تحتجز 73 امرأة و29 طفلة... المزيد
  • 12:10 . الإمارات تسلّم "زعيم شبكة لتهريب البشر" إلى السلطات الهولندية... المزيد
  • 11:57 . الدكتور يوسف اليوسف: على أبوظبي مراجعة سياساتها بعد أن أصبح اسمها مقروناً بالتعاون مع الأعداء... المزيد
  • 11:45 . مواطنون يقترحون حوافز مالية وتقليص دوام الأمهات لمواجهة تراجع المواليد... المزيد
  • 11:16 . السعودية تحذّر المجلس الانتقالي من التصعيد في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 10:32 . الإمارات ترحب باتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين... المزيد

الهجرات العربية والصدمة الأوروبية

الكـاتب : سالم سالمين النعيمي
تاريخ الخبر: 03-05-2016


يتحدث البابا «خورخي ماريو بيرجوليو فرانسيس»، وهو بابا الكنيسة الكاثوليكية السادس والستين بعد المئتين، عن أزمة المهاجرين العرب إلى أوروبا ويصفها بـ «الغزو العربي»، وهو الوصف الذي كان متصدراً للعناوين الرئيسية التي يقرأها سكان أوروبا وكاثوليك العالم. ومن جهة أخرى، وبذكاء شديد، يقول البابا في وسط خطابه: إن تلك الهجرات من شأنها أن تعزز التبادل الحضاري بين الثقافات. والبابا عندما قال ذلك كان يلقي خطاباً أمام جمهور من المسيحيين في فرنسا، كون أزمة المهاجرين حقيقة اجتماعية تعيشها القارة الأوروبية، فلا بد أن تكون الألفاظ منتقاة كي ترسل رسائل مزدوجة، فهل هم الوافدون الجدد أم الغزاة الجدد في المنظور الأوروبي السياسي والديني بصورة خاصة؟

فالنازحون العرب إلى أوروبا يهرعون هرباً من نيران الحروب في بلدانهم لنيران عدم القبول والنظرة غير التكافئية في مجتمعات تلعب فيها الأحزاب اليمينية المتطرفة والأحزاب ذات الصبغة الدينية المحافظة دوراً كبيراً في تسير الإعلام المسيس بجانب ما يفعله قلة من النازحين من سلوك غير حضاري في تلك الدول، مما أدى إلى شيطنة النازحين، وبأنهم لا ينتمون للقارة الأوروبية، وهم غير قادرين على الانسجام مع الحياة المدنية في أوروبا، ونشر فكرة أنهم قنابل مؤقتة، وتصوير اللاجئين على أنهم مجموعة من الهمج، ولذلك تجد في دول أوروبية مثل إستونيا والنرويج وغيرهما بروز مجموعات يمينية متطرفة، تطلق على نفسها (جنود أودين)، وهي تنتشر بسرعة مذهلة خاصة بين صفوف الشباب في مختلف أنحاء أوروبا لمواجهة موجات اللاجئين العرب، وتطبيق القانون بيدها.

فلا يوجد اتفاق بين الدول الأوروبية مع تصاعد وتيرة الخوف من الأعمال الإرهابية، فتجد مثلاً رئيس الوزراء اليوناني «أليكسيس تسيبراس» يتهم النمسا ودول البلقان بتخريب أوروبا من خلال فرض القيود على الحدود، في محاولة الحد من تدفق المهاجرين المتجهين شمالاً من اليونان، وسيطرة الإجراءات الأحادية في حماية ووقاية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي ومساعدة اليونان على مواجهة تدفق المهاجرين، مع أن حصص المهاجرين تدعم بقوة إلزامية في جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ولكن بعض البلدان، وبخاصة في أوروبا الشرقية، رافضون للمختلف. ويقول أحد المعلقين الأوروبيين «اليمينيين» إن العالم يريد منا قبول النساء العربيات وهن مرتديات الحجاب. وضرب مثلاً بالاعتداءات الجماعية على النساء في كولونيا في ليلة رأس السنة الحالية.

حيث يرى العديد من الأوربيين أن المسلمين بالتحديد يرفضون الاندماج في المجتمعات التي يهاجرون لها، وبالتالي يصبحون جسماً غريباً في المجتمع، وتحديات التكامل مع القيم الأوروبية أمر بعيد المنال، والأمر سيستغرق أكثر من مجرد تغيير الملابس وجوازات السفر للوافدين الجدد.

فهناك الكثير ليتعلمه المهاجر الجديد عن الحياة اليومية في أوروبا، وحتى الأشياء الصغيرة مثل احترام إشارات المرور الحمراء وعدم التحدث بصوت عال جداً في الأماكن العامة، وعدم التحديق وإطالة النظر، والوقوف بنظام في طابور الانتظار، أو حتى المسائل المتعلقة بالنظافة الشخصية أو عدم النظر لحرية لبس المرأة على أنها دعوة للنيل منها، حيث إن العيش وفق القواعد الأوروبية يتطلب احترام وقبول الاختلاف والتنوع، وهو ما لا نتقنه بصورة عامة.

ولك أن تعلم أنه في جنوب كولونيا بألمانيا، قررت حكومة المدينة حظر جميع اللاجئين الذكور من استخدام حمامات السباحة بعد تقارير عن التحرش اللفظي المتكرر، ويجب عدم التعميم، ولكن هناك أبعاداً مختلفة لا يمكن أن ننكرها في سلوكيات فئة منا في تعاملها مع الجنس الناعم من غير العرب والمسلمين.

وفي الجانب العربي هناك أكثر من خُمس سكان لبنان الآن من السوريين، والأردن بها بلدات بأكملها مع السوريين أو يشكلون فيها أغلبية السكان، وتلك الدول تحتاج لدعم حقيقي لتخطي تلك الأزمة، وبكل صراحة الذي لا أفهمه كيف نجرؤ على لوم أوروبا في تعاملها الحذر مع اللاجئين العرب، بينما أغلبية الدول العربية لا تقبل باستضافة لاجئ عربي واحد والضغوط على المجتمعات الأوربية المضيفة لا يمكن الاستهانة بها، ولماذا لم نسمع عن مبادرة عربية لحل مشكلة اللاجئين بصورة مستدامة، طالما أن معاملة الأوربيين لا تروق لنا، وما فعلوه بصراحة جهد كبير بعد تبني المفوضية الأوروبية ملف اللاجئين العرب، بينما جامعة الدول العربية لم تتبن حتى موظفيها.