أحدث الأخبار
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد
  • 11:32 . بعد زيارة السعودية ومصر.. البرهان يبحث في أنقرة تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية والدولية... المزيد
  • 11:32 . بيان إماراتي يرحّب بجهود السعودية في اليمن دون التطرق لتصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 11:31 . الداخلية السورية تدعو المنشقين الراغبين بالعودة للخدمة إلى مراجعتها... المزيد
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد
  • 02:31 . "أطباء السودان": الدعم السريع تحتجز 73 امرأة و29 طفلة... المزيد
  • 12:10 . الإمارات تسلّم "زعيم شبكة لتهريب البشر" إلى السلطات الهولندية... المزيد
  • 11:57 . الدكتور يوسف اليوسف: على أبوظبي مراجعة سياساتها بعد أن أصبح اسمها مقروناً بالتعاون مع الأعداء... المزيد
  • 11:45 . مواطنون يقترحون حوافز مالية وتقليص دوام الأمهات لمواجهة تراجع المواليد... المزيد
  • 11:16 . السعودية تحذّر المجلس الانتقالي من التصعيد في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 10:32 . الإمارات ترحب باتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين... المزيد

الكتابة الحقيقية

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 27-04-2016


عندما بدأت في قراءة رواية ( حارس الموتى ) للبناني جورج يرق، التي كانت ضمن الروايات الست المرشحة لنيل البوكر العربية، انتابني شعور بالملل في البداية سرعان ما تبدد وأنا أبحر في صفحاتها، لقد أحسست بما كان يشعر به الكاتب تماماً، وفي ظني أنه إذا وصل القارئ إلى هذه النقطة فإنه حتماً لن ينسى هذا العمل الذي يقرؤه، سيظل عالقاً في ذاكرته طويلًا، اليوم وأنا أتابع وقائع الإعلان عن الفائز بالجائزة، صرت أتذكر تفاصيل (حارس الموتى) فشعرت كأنني واحدة من أولئك الناس البسطاء الذين عبروا شوارع بيروت وتعرضوا للقصف والقذائف وعاشوا الرعب فعلًا ولسنوات طويلة!

شعور القارئ بقربه الشديد من النص المكتوب من الأمور التي تعبر عن مهارة فائقة يتمتع بها الكاتب أو الروائي، إن مقدرتك على أن تقترب من قارئك وأن تشركه في نصك الذي تكتبه بحيث يصير جزءاً منه أو يشعر هو وكأنك تكتبه أو تكتب عنه ليس بالأمر السهل، إنه من أكثر العوامل التي تعمل على أن يتحول الكاتب تدريجياً إلى أيقونة حقيقية في فن الكتابة العميقة والحقيقية والقريبة من الناس.

هذه كتابة نفتقدها، الكتابة العميقة التي تستطيع أن تصل إلى هدفها مباشرة، روح القارئ، لذلك هي حقيقية، إنها لا تعقد صفقة مع السوق بل تؤسس لبقاء طويل في الذاكرة، لهذا السبب فإن أكثرنا اليوم وقد غادر حياة المراهقة لازال يتذكر تلك الأعمال الرائعة التي قرأها أيام الدراسة الجامعية وما بعدها!

يقول جورج يرق «لقد نجوت من الموت مرات ومرات أثناء الحرب، أنا شخص يعيش اليوم لأن صدفة ما أنقذته، لذلك فأنا منحاز للحياة تماماً، وكتابتي تعبير عن هذا الانحياز، لقد عشت الحرب وعشت الحياة في ظل الحرب لذلك أكتب عنها»، لقد أجل الكاتب البدء في الكتابة حتى تجاوز الخمسين من عمره، وكأنه كان يريد تعويض الحياة التي فاتته لأكثر من عشرين عاماً، إنه عمر طويل لم يمر عليه وهو نائم، بل وهو يواجه موتاً وقتلاً عبثياً في كل زاوية من زوايا بيروت التي وصفها الروائي ربيع جابر (بيروت مدينة العالم) وهذه حقيقة لكن الحرب حولتها إلى مدينة عبثية تطرح على سكانها عشرات الأسئلة العبثية التي بلا إجابة!

في التعبير عن بشاعة الحرب جعل جورج يرق بطل حكايته (عابر ليطاني) عابراً على معظم الأرض متساوياً، هو الحي الباحث عن الحياة مع الموتى في ثلاجة الموتى، يحرسهم ويسرقهم وقد يغتصبهم إن لزم الأمر، هكذا يعامل الأحياء في الحرب: لا فرق بينهم وبين الموتى في الثلاجة !

صحيح أن الرواية لم تفز بجائزة البوكر، لكن وصولها للقائمة القصيرة يعتبر إنجازاً، لقد فازت رواية ربعي المدهون (مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة) التي لا تقل صدقاً في التعبير عن النكبة وتحولاتها وانعكاساتها على الإنسان الفلسطيني. إن الأعمال الحقيقية هي ما يجب أن يعتلي منصات التتويج.