تواصل مؤسسات الحكومات المحلية والاتحادية التعامل بسياسة ازدواجية وتمييز بين الإماراتيين في الحقوق والواجبات على مختلف الصعد، حتى وصل التمييز والتفرقة بين نزلاء السجون في الدولة، بين معتقلي الرأي الذين يحرمون أبسط حقوقهم الإنسانية مقابل نيل السجناء الجنائيين أو المدنيين كامل حقوقهم، وأحيانا بصورة "ترفية".

سجناء جنائيين 

فقد نظّمت إدارة المؤسسة العقابية والإصلاحية في شرطة رأس الخيمة «ملتقى الأمهات» في قاعة صقر، بالمؤسسة العقابية والإصلاحية، بحضور عدد من النزلاء وأمهاتهم.

وأكّد نائب مدير المؤسسة، العقيد يعقوب أبوليلة، على ما وصفه بـ"الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في رعاية النزلاء، والاهتمام بهم، ومراعاة القيم الإنسانية واحترام الشرعية الدستورية والقانونية"، مشيراً إلى جهود «إصلاحية رأس الخيمة» والخدمات المتنوعة التي تقدّمها إلى نزلائها.

وأشار إلى استمرار شرطة رأس الخيمة في إطلاق مزيد من المبادرات، التي تعزز الاهتمام بالأوضاع الإنسانية للنزلاء، بما ينسجم مع القوانين والأعراف والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، إذ تأتي في إطار تعزيز حقوق النزيل، وتضييق الفجوة بينه وبين المجتمع الخارجي، ممثلاً في الأسرة، وخلق بيئة من التناغم الإنساني داخل المؤسسة. 

معتقلون في سجون أبوظبي

سجون أبوظبي ليست الأسوأ على الإطلاق في الإمارات ودول الخليج فقط، وإنما يعتبر سجن الرزين هو أحد أسوأ عشر سجون عربية تنتهك فيه حقوق الإنسان على نطاق واسع، وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات العائلية مع أعزائهم النزلاء وخاصة معتقلي الرأي.

فمنذ اعتقال عشرات معتقلي الرأي عام 2012 ومورست ضدهم انتهاكات حقوقية موثقة، منها على سبيل المثال:

منع زيارات الأهالي  عن المعتقلين بصورة تامة ولبضعة أشهر، ومنعهم من الاتصال بذويهم.

بعد هذه الشهور، كانت تتم الزيارات بفترات متباعدة ولمدة قصيرة بين المعتقل وذويه.

كانت بعض أمهات المعتقلين من كبار السن اللواتي وصلت أعمارهن الثمانين مثل الدكتور محمد الركن، وكان الأمن يمنعها من زيارة نجلها وإذا سمح لها، فبعد ساعات طويلة من الانتظار أمام بوابات السجن فضلا عن ساعات السفر في الصحراء للوصول للسجن ثم تمنع.

موزة المنصوري نجلة الدكتور محمد المنصوري تمت محاكمتها وهي في زيارة لوالدها بذريعة التعدي على رجل أمن.

توفي والد المعتقل خالد الشيبة ولم يسمح له بتشييع جنازة والده، وكذلك والد الدكتور ناصر بن غيث مؤخرا، منع من المشاركة في جنازة أبيه.

الدكتور إبراهيم الياسي خضع لعملية جراحية خطيرة دون تمكين ذويه من مرافقته أو زيارته وبعد حرمانه من زيارتهم لأكثر من شهر.

أبناء المعتقل محمد عبد الرزاق الصديق سحبت جنسيات 3 منهم الشهر الماضي وهو ما يعني أيضا عدم القدرة على زيارة والدهم لانهم لا يمتلكون وثائق تسمح لهم بالزيارة.

ولا تزال السلطات تتعامل مع حقوق الإنسان بمزاجية وانتقائية أقل ما تؤشر إليه هو أن الإماراتيين يواجهون التمييز والكراهية والتفرقة فيما بينهم ليس من جانب أي طرف إلا من طرف جهاز الأمن وداعميه من جهات أمنية وتنفيذية معروفة.