أحدث الأخبار
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد
  • 11:32 . بعد زيارة السعودية ومصر.. البرهان يبحث في أنقرة تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية والدولية... المزيد
  • 11:32 . بيان إماراتي يرحّب بجهود السعودية في اليمن دون التطرق لتصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 11:31 . الداخلية السورية تدعو المنشقين الراغبين بالعودة للخدمة إلى مراجعتها... المزيد
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد

نهاية تنظيم الدولة.. بين بروكسل وتدمر

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 29-03-2016


بعد أيام من تفجيرات بروكسل الدامية أعلن النظام السوري استعادته لتدمر التاريخية من تنظيم الدولة، وفي ظل ردود الأفعال المتعاطفة مع بلجيكا غربياً وعربياً خرج النظام ليقول إنه الطرف الوحيد القادر على هزيمة تنظيم الدولة، تنظيم الدولة من ناحية حاول تصوير خسارته لتدمر على أنها ملحمة عظيمة خسر النظام خلالها المئات من جنوده، ولكن الواقع هو أن الأمر تم سريعاً، وبشكل فعال، وجاء ذلك في وقت مناسب جداً للنظام من ناحيتين: الناحية الأولى هي أنه يستطيع توظيف هذا «النصر» ليثبت أن الانسحاب الروسي المفاجئ لم يؤثر على قدرته على مواجهة خصومه، ومن ناحية أخرى هو يعزز فرضيته على طاولة المفاوضات بأن بقاءه بشكل أو آخر هو صمام الأمان لسوريا، النظام السوري يجد نفسه الآن يتفاوض مع معارضة تقع تحت ضغط دولي للقبول بأي حل كان، وهذا التطور يزيد من عزم القوى الغربية على إنهاء الأزمة السورية ولو كان ذلك يعني تغييراً شكلياً في النظام.
من جهته، تنظيم الدولة والذي استفاد بشكل كبير من تضارب المصالح على الأرض وتنوع الأجندات يجد نفسه اليوم في مأزق، القوى التي كانت مستفيدة من تمدده في الفراغين السوري والعراقي تغلق اليوم واحدة بعد الأخرى صنبور الدعم الذي كانت تقدمه من تحت الطاولة للتنظيم، النظام العراقي الذي يواجه أزمة داخلية بين القوى الشيعية ليس قادراً اليوم على استثمار وجود التنظيم كما كان يفعل سابقاً، لذلك بدأ يصعد مع حلفائه من مواجهته العسكرية مع التنظيم، النظام السوري يقترب من نهاية اللعبة التي بدأها مع التنظيم وسيحتاج أن يتخلص من أدلة الجريمة قبل أن يصل لاتفاق نهائي حول الوضع في سوريا، وحتى إن سلمنا بأن أجهزة استخبارات غربية مختلفة استفادت من التنظيم لأهداف مختلفة، فهي اليوم ومع امتداد يده إلى أهداف أوروبية بشكل متكرر لن تجد غضاضة في جعله عبرة، والساسة الغربيون لن يمانعوا في الاستفادة من سقوط التنظيم أو تحجيمه على الأقل لمواجهة المعارضين اليمينيين الذين يستغلون خطر الإرهاب للطعن في قدرة القوى السياسية التقليدية على مواجهة التحديات الأمنية.
ولكن هل هذه نهاية تنظيم الدولة؟ حتماً لا، التنظيم هو امتداد لما سبقه من التنظيمات المسلحة، القاعدة وقبلها تنظيمات مسلحة كثيرة ربما تكون تقزمت أو اختفت من الساحة ولكن نموذجها باق، هذا النموذج هو العمل الجهادي المسلح العالمي الذي لا يعبر عن انتماء قُطري ولا أجندة سياسية، في هذا النموذج العدو هو كل من لا ينتمي له، وسواء عبر التكفير أو التخوين يسمح هذا النموذج لمن يعملون استناداً إليه بقتل من حولهم بدعوى أنها حالة حرب غير منتهية مع أعدائهم، تنظيم الدولة يبدو حالة متقدمة في تطبيق هذا النموذج، وهذا التصاعد في التطرف هو نتاج طبيعي لما سبقه ولتردي الوضع عالمياً خاصة في العالم الإسلامي، المطالبات السياسية السلمية لم تؤتِ نتيجة، الأنظمة العربية القمعية تزداد وحشية، والضحايا الذين لم تحصدهم آلة الحرب يتحولون إلى خزان استراتيجي لهذه التنظيمات.
تنظيم الدولة اليوم ينتظر أحد مصيرين، إما نهاية كيانه المتماسك في الشام والعراق وتحوله إلى مجموعات صغيرة تقوم بعمليات محدودة هنا وهناك، أو أن ينهار توافق المصالح الهش بين القوى المختلفة وتعود الحاجة لوجوده ميدانياً، ولكن في الحالتين من الصعب أن نتصور امتداداً أكثر للتنظيم، حلم التنظيم في تحقيق قفزة في نموذج الجهاد العالمي من خلال تأسيس كيان سياسي عسكري يمثله يبدو أنه اليوم آيل للسقوط في أية لحظة، ولكن من المهم أن ننتبه إلى أن سقوط هذا التنظيم سيكون مدوياً، فإذا وصل إلى شفير الهاوية لن يسقط حتى يأخذ معه داعميه السابقين، ربما لن تسقط معه دول ولكن لا شك أنه سيترك ذكريات مؤلمة لكل من راهن على أنه يمكنه استخدامه والتخلص منه.