أحدث الأخبار
  • 07:47 . منخفض جوي ثالث يهدد بمفاقمة معاناة النازحين في غزة... المزيد
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد
  • 11:32 . بعد زيارة السعودية ومصر.. البرهان يبحث في أنقرة تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية والدولية... المزيد
  • 11:32 . بيان إماراتي يرحّب بجهود السعودية في اليمن دون التطرق لتصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 11:31 . الداخلية السورية تدعو المنشقين الراغبين بالعودة للخدمة إلى مراجعتها... المزيد
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد

جهاد الأوغاد

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 21-03-2016


صرخ في أهل البلدة بعد أن جمعهم هو ورفاقه بتهديد السلاح: الفتاة التي نجدها وقد طلع وجهها، أو شعرها، سأجلب أباها وأخاها وأجعل أجسادهم تتقطع بين سيارتين. هذا ما قاله أحد الدواعش لأهل البلدة وهو محاط بالعشرات من المدججين بالسلاح. تنظيم الدولة والتنظيمات الأقل منها تطرفا، هم درجات في إذاقة الويل للسكان، في سوريا أو العراق. لقد زادت هموم السكان إلى همومهم، فهل يصدق عاقل أنه تحت ويلات القصف، تجد بعض المقاتلين يتجمهرون لأجل جلد صبي، أو معاقبة امرأة، أو مراقبة من يدخن السجائر ومن لا يغلق وقت الصلاة.
كون المجتمعات التي تحررت من ربقة النظام السوري لم تجد بديلا آخر يسيطر عليها بسبب تعقيدات الصراع، هذا لا يعني قابلية السكان لأن يكونوا فئران تجارب لما سمّي بتطبيق الشريعة. هنالك جدل معتبر بين الباحثين الإسلاميين، يوضح كثير منهم أن سيادة الأمة قبل تطبيق الشريعة. واعتبار أن ما يريده الناس وما يميلون إليه سابق على كل شيء، وهو الأصل. وهذا أمر لا يتحقق إلا في ظروف طبيعية، لا الظروف التي تخاطبك فيها بندقية. في سوريا، كان الإسلام دوما إسلاما معتدلاً، لم يعرف التشدد الاجتماعي والديني. وفرض ذلك على الناس اليوم في بعض مناطقهم، أسوأ من زمن الاستبداد الذي عاشوه.
كل خطاب ديني يطمح إلى الهيمنة على المجتمع، وله أدواته في ذلك، وشاهدنا ذلك في دول عربية مختلفة. كانت أدوات تعليم وثقافة، وطبيعية في مجملها باعتبار الهوية الإسلامية لهذه الشعوب، والحاجة إلى ثقافة حاضنة، تكون مرجعا في الأخلاقيات والممارسات الاجتماعية، لكن الإشكال في الوقوع تحت هذه التنظيمات المتطرفة، أنها تحمل في الغالب السلاح بجانب التشدد والجهل. والقادة والمنظرون من الخارج لهذا النوع من الجهاد، مرتاحون في أماكنهم، وفي مقابلاتهم الأريحية «والاستراتيجية» مع أجهزة المخابرات، بينما يطالبون بقتال الجماعات والأفراد الذين يسعون للقانون والمدنية في سوريا، أو لا يعلنون دولة الخلافة. وكأن الفرد السوري، الطالب لحريته وكرامته، كُتبت عليه خدمتهم وطاعتهم ليخرج من قتال مفترض، إلى قتال زائد عن الحاجة.
في سوريا قوت شوكة التنظيمات الجهادية، واستغنت عن الحاجة إلى حواضن شعبية، مقلدة في ذلك داعش التي استغنت تماما منذ البداية. إن الفشل الحقيقي للتيار الجهادي الذي يعلن نفسه تيارا مناضلا، يكمن في حرصه على قمع الناس، وفي ترويج خطاب جاهليتهم. لا يستحق الإنسان أبداً الإكراه في هذه الحياة، من أي أحد كائناً من كان. لقد قال الجابري، في إضاءة ملفتة: إن الآخرة إنما وضعت لأجل الدنيا، وليس العكس. لم توضع الدنيا لأجل الآخرة. الآخرة بجزائها ومثوبتها تهدف إلى تحريض الإنسان على صنع حياة كريمة عادلة. وهذا ما لا يفهمه المتطرف، إنه يفجر نفسه، ويفسد حياة الناس على الناس، بسبب زعمه أنه يهتم للآخرة ولا تهمه الدنيا وخرابها.