أحدث الأخبار
  • 12:42 . استشهاد شابة فلسطينية وغرق وتطاير خيام نازحين في غزة جراء المنخفض الجوي... المزيد
  • 11:48 . نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة لبحث اتفاق غزة وضرب إيران... المزيد
  • 11:37 . كتاب "بينما كانت إسرائيل نائمة": أبوظبي كـ"درع إقليمي" في استراتيجية تل أبيب التي حطمها 7 أكتوبر... المزيد
  • 12:53 . عبدالخالق عبدالله يهاجم التحالف العربي بقيادة السعودية: انتهى عملياً في 2019... المزيد
  • 12:05 . بدون المطبعين الجدد.. 21 دولة عربية وإسلامية ترفض اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال"... المزيد
  • 11:11 . الشارقة بطلاً لكأس السوبر للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد
  • 10:12 . الإمارات: البعثة الأممية إلى الفاشر خطوة هامة لاستعادة وصول المساعدات... المزيد
  • 08:25 . الأرصاد يتوقع أمطاراً لمدة ثلاثة أيام على المناطق الشمالية والشرقية... المزيد
  • 07:47 . منخفض جوي ثالث يهدد بمفاقمة معاناة النازحين في غزة... المزيد
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد

الانتخاب كثقافة

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 15-02-2016


هنالك اهتمام واسع بمتابعة الانتخابات في أرجاء مختلفة في العالم، فالانتخابات الرئاسية في أميركا انطلقت، وستبدأ هذا الشهر الانتخابات البرلمانية في إيران. وككثير غيرها، تؤثر نتائج هذه الانتخابات في العلاقات الدولية، وتتجاوز الأثر الداخلي، ففوز الإصلاحيين في إيران، أو دخول محافظ مخضرم إلى البيت الأبيض، أمر له ما بعده. ورغم التشكيك الواسع الذي يوجّه دوماً للعمليات الانتخابية، باعتبارها تقع في دائرة الهيمنة وألاعيب السياسة، إلا أنها عملية لا بديل لها، والأكيد أن عملية إصلاحها لن تتم بالتأكيد إذا لم تكن موجودة.
إن أسوأ ما يمكن أن تتعرض له الثقافة السياسية في بلد ما،هو أن يتم تشويه الانتخابات، أو الشك بها كمعطى سياسي مهم قادر على تهذيب الصراع، والمحافظة على الاستقرار رغم تعدد القوى. العالم بطبعه صراعي، والانتقال إلى هذا المستوى من تهذيب الصراع هو ضمانة تجاهه لكي لا يجنح. إن غياب الآلية التنافسية، يعني بالتأكيد هيمنة جهة محددة، لن تتقبل تعدد الأصوات، بل ستضعها في خانة العداء حتى لو كانت داخل مجتمع واحد. يذكّر هذا بمقولة لأحد الكتّاب: «الغريب في طبائع القوى، أن غياب العدو يحدث وحشة أكثر من وحشة يحدثها غياب الحليف». إن المهيمن يحتاج إلى خلق العدو ليبقى مهيمناً.
لقد سبقنا الجيران في الممارسات الديمقراطية، ففي إيران والدولة العثمانية قبل قرن، وهذا ما ورثته تركيا، كان هنالك رواج حركي وتأسيسي للمشروطية، وهذه المفردة تشير للدستورية، وهي لا تعني بالضبط أهداف الديمقراطية، ولكن تشاركها بعض الأهداف، كتحجيم الحكم المطلق، والتأسيس لانتخابات تنافسية. لم ينجح كل هذا الزمن الذي مرت به الأمة العربية في فتح أبواب مدنية ومؤسسية للعمل السياسي، وظل المجال العام مفتوحا على صراعيات أضرت ولم تنفع.
مر الربيع العربي، ولم تثبّت الممارسات الانتخابية أقدامها، بل أضحت الممارسة الانتخابية مشوهة أكثر، عبر تشويه الدول العميقة للممارسات المبتورة، وإفادتها من الأزمات والحروب الأهلية التي اشتعلت في المنطقة. مع أن هذه الأزمات إنما دخلت من باب عدم الثقة، وعدم الاحتكام إلى الآليات السلمية السياسية. لقد بدأت الأزمات حين غاب كل طريق آخر. وتروتسكي، الذي يعتبر من أهم من كتب عن الثورات، كتب يقول «لا تتوق الشعوب إلى القيام بثورة، تماماً كما لا تتوق إلى الحروب، ولكن هناك هذا الفرق وهو أن «الإكراه» يلعب دوراً مصيرياً لنشوء الحرب، بينما وحدها «الظروف» تكون قسرية في اندلاع ثورة. تندلع الثورة فقط في غياب أي مخرج آخر».
كان يفترض في الأزمات أن تقدم درسا جاذبا للممارسات الانتخابية، لا منفراً منها. لكن أبواب التشويه للانتخابات ظلت مستمرة، ومن ذلك القول إنها لعبة سياسية في يد النخب الحاكمة، أو إنها تثير الفوضى والصراعات، وأيضاً القول إنها تجلب الإسلاميين (على اعتبار أن هذه تهمة!). من يعرف السياسة يعرف بالضرورة أن الانتخابات تهذيب للصراع وخروج منه إلى مستوى تنافسي أفضل، أما رفض الأحزاب لمجرد كونها إسلامية فليس من السياسة قبول هذا الرفض. أما بالنسبة للقول الأول إنها لعبة بيد النخب الحاكمة، فيمكن القول إن هذا شائع جدا، لكن استمرار الآلية الانتخابية وتحسينها، كفيل بتجاوز ذلك، لكنه يحتاج إلى وقت طويل. والنماذج كثيرة لنخب هيمنت سابقاً وتم سحب البساط منها عبر الانتخاب، ومثال ذلك إندونيسيا، فبعد إسقاط سوهارتو نهاية التسعينيات، حصلت عدة عمليات انتخابية فاز فيها أفراد من النخبة المهيمنة، ولكن استمرار الانتخابات، جعلنا نرى في الرئاسية الأخيرة عام 2014، فرداً من عامة الشعب يحكم البلاد.