أحدث الأخبار
  • 12:42 . استشهاد شابة فلسطينية وغرق وتطاير خيام نازحين في غزة جراء المنخفض الجوي... المزيد
  • 11:48 . نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة لبحث اتفاق غزة وضرب إيران... المزيد
  • 11:37 . كتاب "بينما كانت إسرائيل نائمة": أبوظبي كـ"درع إقليمي" في استراتيجية تل أبيب التي حطمها 7 أكتوبر... المزيد
  • 12:53 . عبدالخالق عبدالله يهاجم التحالف العربي بقيادة السعودية: انتهى عملياً في 2019... المزيد
  • 12:05 . بدون المطبعين الجدد.. 21 دولة عربية وإسلامية ترفض اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال"... المزيد
  • 11:11 . الشارقة بطلاً لكأس السوبر للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد
  • 10:12 . الإمارات: البعثة الأممية إلى الفاشر خطوة هامة لاستعادة وصول المساعدات... المزيد
  • 08:25 . الأرصاد يتوقع أمطاراً لمدة ثلاثة أيام على المناطق الشمالية والشرقية... المزيد
  • 07:47 . منخفض جوي ثالث يهدد بمفاقمة معاناة النازحين في غزة... المزيد
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد

تطوير خطبة الجمعة

الكـاتب : ياسر حارب
تاريخ الخبر: 15-02-2016


قبل 10 سنوات، كنت أصلي الجمعة في مسجد كبير، يرتاده الناس من كل مكان، اعتقدتُ في البداية أن المكان يكتظ بالناس لجمال المسجد ورائحته الطيبة، لكن بعد أسابيع عدة اكتشفتُ السر: لقد كان الخطيب!

كان يخطب لمدة نصف ساعة تقريباً، وعندما ينتهي تود لو أنه استمر نصف ساعة آخر، بسبب ذلك الرجل قرأتُ التاريخ الإسلامي، وقرأتُ الشعر والأدب، وكتب الفلسفة والمنطق، اكتشفتُ سقراط وابن رشد، وعشقتُ المتنبي والبحتري، والتهمتُ روايات نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم. وأذكرُ أنه خرج بعد الصلاة يوماً فاجتمع حوله الناس يسلمون عليه، كان نجم الحيّ، فقال له أحدهم: «يا شيخ بسنا من هالعلوم، نبا قصص مال أول»، فابتسم الشيخ وقال بلهجته الشامية الجميلة: «ومين قال لك إني حكواتي؟!». كنتُ أخرج من صلاة الجمعة، وأظل أفكر في كلامه حتى أصل إلى بيتي، ولا أجدني إلا جالساً أمام الكمبيوتر، أبحث عن معلومة قالها في الخطبة، أو أشتري كتاباً ذَكَره.

وعندما كنتُ مراهقاً، كنتُ أذهب إلى السينما مع أصدقاء الحيّ في إجازة نهاية الأسبوع، ونطيل السهر حتى الصباح؛ فنصل إلى الخطبة متأخرين، ونجلس في إحدى زوايا المسجد، فينظر الخطيب تجاهنا، ويبدأ الحديث عن أضرار السهر، وعن بركة الحضور إلى المسجد قبل الإمام، ثم لا ينسى أن يتحدث عن الدراسة، ونظافة البدن، وعن الأدب مع الكبار.. لقد كان يربينا من على منبره.

سألتُ الناس في برنامج «سناب شات» عن رأيهم في خطب الجمعة اليوم، فجاءت الردود، من كل الدول الخليجية، بأنها لا تشد مسامع الحاضرين، الجميع يقولون إنها مكررة، لا جديد فيها، حتى القصيرة منها تصيبهم بالملل.

المسجد ليس مكاناً للعبادة فقط، فجامعات عريقة كالأزهر الشريف والقرويين والزيتونة، كلها انطلقت من جوامع، ومازالت الحلقات العلمية في الجوامع العريقة تُعد بصمة لأحد أوجه التعليم في الحضارة الإسلامية.

إن خطبة الجمعة، التي يفد إليها الناس من كل الفئات، لابد أن تناقش قضايا الناس والمعارف الإنسانية، فالمنبر منصة للتفكير وليس للوعظ فقط، تصور معي لو أنك ذهبت إلى صلاة الجمعة وحدثك الإمام عن نشأة الكون، أو عن علاج الأمراض الخبيثة، أو عن كشف علمي في مجال ما، وتصور لو أن ذلك الإمام هو أستاذ فيزياء أو فلسفة أو أخصائي نفسي، وساعدك لتعلم شيء جديد كل أسبوع، فماذا ستكون حصيلتك العلمية في نهاية العام؟

لا شك في أن هيئات الشؤون الإسلامية في الدولة تبذل جهداً في الحفاظ على نقاء منبر الجمعة، من خلال توحيد الخطبة، وهو جهد تشكر عليه، ففي السابق كان المنبر يُعتلى من بعض المتطرفين، الذين لم يرعوا استقرار المجتمع، وحُرمة أمنه، إلا أن الناس ترجو منهم توسيع نطاق الموضوعات المطروحة فوق المنبر، نريد أن يتحدث الخطيب في شأن خارج نطاق الوعظ، أن يحاور الفكر، ويتعمق في المعرفة الإنسانية، حتى يتحول المنبر إلى منصة معرفية، تشجع الناس على حضور خطبة الجمعة للفائدة الفكرية والاطمئنان الروحي، لا لأداء الواجب الديني فقط.