أحدث الأخبار
  • 07:50 . صحيفة إسرائيلية: أبوظبي امتنعت عن إدانة اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال" حفاظاً على مصالحها... المزيد
  • 12:42 . استشهاد شابة فلسطينية وغرق وتطاير خيام نازحين في غزة جراء المنخفض الجوي... المزيد
  • 11:48 . نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة لبحث اتفاق غزة وضرب إيران... المزيد
  • 11:37 . كتاب "بينما كانت إسرائيل نائمة": أبوظبي كـ"درع إقليمي" في استراتيجية تل أبيب التي حطمها 7 أكتوبر... المزيد
  • 12:53 . عبدالخالق عبدالله يهاجم التحالف العربي بقيادة السعودية: انتهى عملياً في 2019... المزيد
  • 12:05 . بدون المطبعين الجدد.. 21 دولة عربية وإسلامية ترفض اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال"... المزيد
  • 11:11 . الشارقة بطلاً لكأس السوبر للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد
  • 10:12 . الإمارات: البعثة الأممية إلى الفاشر خطوة هامة لاستعادة وصول المساعدات... المزيد
  • 08:25 . الأرصاد يتوقع أمطاراً لمدة ثلاثة أيام على المناطق الشمالية والشرقية... المزيد
  • 07:47 . منخفض جوي ثالث يهدد بمفاقمة معاناة النازحين في غزة... المزيد
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد

هل يعود الربيع؟

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 08-02-2016


ذهب الربيع العربي وأعقب صراعات حادة في بعض المناطق العربية. البعض يترحم على الربيع، ويؤكد رحيله لأنه فصل يطوى مثلما هي عادة الفصول. لكن الحقيقة تقول أيضا إن الفصول تذهب وتعود. لم تبدأ ظاهرة الربيع العربي عبر نوايا أو فعل جهة محددة، كان انفجارا لظروف اقتصادية وسياسية راكمها التاريخ على المجتمع. لم تكن هناك قوة تستطيع منع التغيير الذي حصل، بل المفارقة أن محاولة منع التغيير بالقوة تعجل في قدومه. وقد شاهدنا كيف أن أعنف الأنظمة العربية هي بالتحديد من تمت الثورة عليها.
كان هنالك فراغ بعد إسقاط الأنظمة، نشوة الثورة قد توصل إلى إسقاط نظام، لكنها لا تكفي لأجل تأسيس ما بعده. هذا الفراغ لم تملأه القوى المدنية القادرة على إنجاز التحول الديمقراطي، بل اهتبلته مرة أخرى قوى الدولة العميقة التي قابل وجودها فورا وجود الجماعات المتطرفة التي استفادت هي بدورها من هذا الفراغ. لم تتحول الديمقراطية -التي رأينا ملامحها تتبدى في الحالة التونسية- إلى مادة ثقافية حيوية تتفتح مسارات تطبيقها وتلوكها ألسنة العرب يوميا وتتجادل عقولهم حولها، لقد تحولت معايير الشرعية السياسية، ونحن نعيش اليوم في عصر توالت فيه الموجات الديمقراطية عالميا، وتحولت معظم البلدان إلى ثقافة مشاركة نسخت كل أنواع الشرعية القديمة التي كانت قائمة على القوة وسلطة التغلب القادمة من شرعيات تراثية.
إن جزء أصيلا من كل هذا الصراع العربي يعود إلى الرغبة في تغليب الشرعيات القديمة والتقليدية التي تتعارض مع الأصول المدنية القاضية بمشاركة الناس والتداول الديمقراطي للسلطة. ولكون هذه الأقطاب المتصارعة اليوم من قوى استبداد عميقة أو قوى متطرفة تتكئ على مرجعيات تقليدية أو تراثية، فإن حصيلتها من الدعم والزخم الشعبي أعظم مما تحصلت عليه قبيلاتها من القوى المدنية. وهذا أمر متوقع وحتمي ما دامت الثقافة مستقرة لم تتغير ولم تحتضن مفاهيم مدنية حديثة.
إن المعركة أمام التغيير صعبة، فالنخب السائدة والقائمة حاليا هي من تصارعه، وهي تلقائيا تتحول إلى حرس قديم للوضع القائم، أليس هذا الوضع بالتحديد هو ما أوصلهم إلى ما هم فيه من نخبوية وسيادة؟! إن المؤسسات القديمة غير قادرة على إصلاح مشاكل عميقة كانت هي بالتأكيد من أسبابها؛ لذا فإن عدم نجاح الربيع العربي اليوم يعني عودته لاحقا، حتى مع كل المحاولات الوقائية التي تنجح فقط في تأجيل الأزمات، بلا حلول أصيلة لها.
قال ابن خلدون: «إن الهِرَم إذا حل بالدولة لا يرتفع». هذا هو الترهل الناتج عن العطالة والتقصير الإداري وغياب العدالة المجتمعية، لذا الحل لدى ابن خلدون يكمن في تبدل جذري تستمر به الحياة، وبداية جديدة وصفها بقوله: «وإذا تبدلت الأحوال جملة فكأنما تبدل الخلق من أصله، وتحول العالم بأسره، وكأنه خلق جديد ونشأة مستأنفة وعالم محدث». يعلق الجابري على كلامه بأن «الثورة» هي سبيل ذلك التبدل الذي أراده ابن خلدون، فيقول: «حالة واحدة يمكن أن تتجاوز الهرم، هي تلك التي نسميها اليوم بالثورة التي تقوم حين يصبح كل شيء في الدولة لا يستطيع مواصلة السير، وذلك حين تتبدل أحوال البلد جملة» (نقد الحاجة إلى الإصلاح، 222).