أحدث الأخبار
  • 11:16 . الاحتلال الإسرائيلي يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة... المزيد
  • 02:16 . حاخام يهودي: قادة أبوظبي سيفتحون الحياة اليهودية في الخليج... المزيد
  • 07:50 . صحيفة إسرائيلية: أبوظبي امتنعت عن إدانة اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال" حفاظاً على مصالحها... المزيد
  • 12:42 . استشهاد شابة فلسطينية وغرق وتطاير خيام نازحين في غزة جراء المنخفض الجوي... المزيد
  • 11:48 . نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة لبحث اتفاق غزة وضرب إيران... المزيد
  • 11:37 . كتاب "بينما كانت إسرائيل نائمة": أبوظبي كـ"درع إقليمي" في استراتيجية تل أبيب التي حطمها 7 أكتوبر... المزيد
  • 12:53 . عبدالخالق عبدالله يهاجم التحالف العربي بقيادة السعودية: انتهى عملياً في 2019... المزيد
  • 12:05 . بدون المطبعين الجدد.. 21 دولة عربية وإسلامية ترفض اعتراف نتنياهو بـ"أرض الصومال"... المزيد
  • 11:11 . الشارقة بطلاً لكأس السوبر للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد
  • 10:12 . الإمارات: البعثة الأممية إلى الفاشر خطوة هامة لاستعادة وصول المساعدات... المزيد
  • 08:25 . الأرصاد يتوقع أمطاراً لمدة ثلاثة أيام على المناطق الشمالية والشرقية... المزيد
  • 07:47 . منخفض جوي ثالث يهدد بمفاقمة معاناة النازحين في غزة... المزيد
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد

«أبوالغيرة..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 14-01-2016


كان يتعامل مع سجائره بطريقة غريبة، ممارسته أشبه بالانتقام، لا أعلم هل كان ينتقم من السجائر أم من صحته؟ لا تكاد السيجارة تنتهي إلا وأشعل واحدة جديدة بعقبها، ولهذا فقد كان لا يحتاج إلى «ولاعة»، قاطرة بخارية قديمة تعمل على مدار اليوم من لحظة الاستيقاظ إلى لحظة العودة إلى السرير، كنت أحبه بصدق، ولذلك لن يحتمل قلبي الصغير تلك اللحظة التي سيموت فيها، كما تقول العبارة التي تعلو صورة لرئة مسلوخة قبيحة المنظر، أنتظر لحظة صمته لكي أقول له: علاوي.. أنت تدخن بشراهة!

لم يكن يجيب عن هذه الآراء أو التعليقات.. يكتفي بنظرة بعيدة إلى المجهول، ثم يصدح بصوته المشروخ من أثر التدخين بموال قصير عن «ألم» ما، أو «مصيبة» ما، أو «حبيب مهاجر» ما، كل حباله الصوتية تنشج بالألم، سواء كان ذلك في أغنية، أو في هدهدة أطفال، أو حتى في نغمة تلاوة مقدسة.

«حياة الضيم» هو المصطلح الأقرب إلى قلبه للتعبير عن سيرته الذاتية، يقول «علاوي» إنه وبني جيله ولدوا مع بداية حرب بلادهم ضد إيران في بداية الثمانينات، وهكذا كانت طفولتهم المبكرة حرب السنوات الثماني، ثم كانت مراهقتهم مع حرب الخليج الأولى تخللتها بعض المؤثرات الصوتية من حرب لحكومتهم المركزية مع الجنوب تارة ومع الشمال تارة أخرى، وعدد من الغارات التأديبية وقرصات الأذن، وحصار خانق ومقرف، وحين اشتد العود وكبر الشباب جاءت الجائزة الكبرى بغزو بلادهم، وحين وصلوا إلى مرحلة الاستقرار والزواج، كان الاستقرار أو الزواج هو آخر ما يحلم به العراق، فقد سقط في مستنقع من الكره والطلاق بين جميع مكوناته، وهكذا كانت حياة «علاوي» حياة الضيم، إلا أنه لايزال يكرر المواويل والأغاني الحزينة ذاتها عن حب الوطن.

أغافله وأنا أخبّئ «باكيت الجقاير» كما يسميه من أمامه، وأسأله عن سبب عدم عودته مادام يحب الوطن لهذه الدرجة؟ يخبرني بأن الميليشيات ستقتله بسبب لون عينيه، أنصحه بأن يربي لحية فيقول لي إذن سيقتله الشماليون، أو أن يقص اللحية فيخبرني بأن «داعش» سيقتله، أو أن يظهر شهاداته وخبراته فيقول لي الحكومة ستقتله. إذن مثّل أنك جاهل، العشائر ستقتلني، ادعي الفقر، تجار الأعضاء البشرية سيغتالونني، ادعي الغنى، العصابات المتخصصة بطلب فدية ستقتلني، ادعي التدين، سيقتلني الغزاة، ادعي عدم التدين، سيقتلني المتشددون.

فكرت بصدق بأن أهديه رصاصة بين عينيه تريحه من حياته.

أعيد له «باكيت الجقاير».. وأنا أتمنى له قتلاً رحيماً.