شهد وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الأربعاء، مراسم توقيع اتفاقية إنشاء مقر جهاز الشرطة الخليجية، وذلك على هامش اجتماعهم الرابع والثلاثين الذي عقد بالدوحة ظهر اليوم.
ووقع الاتفاقية عن دولة الإمارات التي ستكون مقر الجهاز سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وعن الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام.
وكانت لجنة لممثلين عن وزارات دول مجلس التعاون الخليجي تولت وضع الدراسات اللازمة، في حين تولت الأمانة العامة لمجلس التعاون إعداد المتطلبات الضرورية، فيما اختيرت أبوظبي مقراً للشرطة الخليجية الموحدة.
وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، أعلن منذ عام 2014 أن المجلس سيؤسس شرطة وقيادة عسكرية موحدة تجسيداً لمبادرة جديدة في مجال التنسيق الأمني بين أعضائه.
كما شهد وزراء الداخلية بدول المجلس اليوم، مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين كلية الشرطة بدولة قطر والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء القطرية.
وتهدف الاتفاقية إلى الاستفادة من الخبرات التعليمية والبحثية لدى الأمانة العامة لمجلس التعاون، والمشاركة في أنشطتها وتبادل الأبحاث بين الطرفين.
ويأتي الاتفاق على إنشاء الجهاز ضمن توصيات أمنية تم التوصل إليها بعد الربيع العربي ولتكون أجهزة الشرطة في الخليج جهازا واحد تعمل بتنسيق كامل إلى جانب أنها إحدى استحقاقات الاتفاقية الأمنية الخليجية التي انتقدتها منظمات حقوقية كونها تتضمن نصوصا فضفاضة على نحو خطير يمس حريات وحقوق الإنسان الخليجي على نطاق واسع.
وتتزايد الانتقادات الحقوقية الدولية لأجهزة الشرطة في دول الخليج وخاصة الإمارات والبحرين نظرا لحجم انتهاكات حقوق الإنسان التي تقترفها هذه الأجهزة. كما يتدخل بعض قادة هذه الأجهزة في العمل السياسي الداخلي والخارجي ويطلقون تصريحات استفزازية من حين لآخر لشعوب الخليج تحديدا ويدعون لاستعمال القانون والقضاء لتصفية حسابات سياسية مع ناشطين حقوقيين وأكاديميين، كنائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان الذي يطالب بمقاضاة مثقفين خليجيين ويصدر تهديدات لهم بسبب تغريدة لهم أو مقال ويطالب بمحاكمتهم بموجب قانون مكافحة الكراهية الإماراتي الأخير مثلا، ويضرب ناشطون هذه الأمثلة للتدليل على مخاوفهم من استغلال البعض أجهزة الشرطة وسيلة عقابية ضد حقوق الإنسان وترك الجريمة تستفحل والتهديدات الأمنية تتعاظم.