أحدث الأخبار
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد

«أولاد البسة»و«أولاد الكلب»

الكـاتب : داود الشريان
تاريخ الخبر: 22-11-2015

تشتهر «البسس» أو القطط بأنها لا تهتم بمشاعر أولادها، أو رفاهيتهم، وتكتفي في تعاملها معهم بالحفاظ على الجانب الأمني. فإذا أحسّت أنهم في خطر، سرعان ما تنقلهم إلى مكان آخر، لا يهمّها أن يكون بارداً أو دافئاً، قذراً أو نظيفاً، المهم أن يكون آمناً. لذلك صار بعض الناس يقول «هل نحن أولاد بسة»، إذا أحسّوا أنهم يعاملون بطريقة متدنية، أو يخاطَبون بطريقة غير لائقة.
على عكس القطط، تتصرّف الكلاب مع أولادها بطريقة راقية، وتراعي مسألة الدعة والنظافة والأناقة في أماكن صغارها. وإذا أردنا أن نستخدم لغة السياسة في هذا السياق، نقول إن الكلاب تضع أولادها في فنادق خمس نجوم، والقطط تضع أولادها في موتيلات شعبية. من هنا صار الناس يقولون فلان «ابن كلب»، كناية عن القدرة والعز، وغير ذلك من الأوصاف الخمس نجوم.
السياسة استعارت هذين المصطلحين. هناك دول تعامل شعوبها على طريقة القطط، وأخرى تعاملها على طريقة الكلاب. فإذا قيل لك هذه دولة متخلّفة، فاعرف فوراً أنها تتصرف مع مواطنيها على طريقة القطط، وإن كانت دولة متقدمة فإنها تتصرف مع مواطنيها على طريقة الكلاب. الدول المتخلّفة تهتم بالأمن وتفرّط بسواه، تماماً مثلما تفعل القطط، والدول المتقدّمة تهتم بتفاصيل حياة مواطنيها، وتجمّل هذه التفاصيل بتعبير يقال له الرفاهية. من هنا نجد أن «أولاد الكلب» يتمتعون بصحة جيدة وأجسام كبيرة، و «أولاد القطة» يتسمون بالهزال وصغر الحجم، ويحصلون على قوتِهم بالخداع والفهلوة، فضلاً عن الخنوع، والعيش عالة على الناس، في حين يعيش «أولاد الكلب» بكرامة، وتتم رعايتهم في المنازل، ويُنفَق عليهم بسخاء.
وعلى رغم أن هذين الوصفين «أولاد البسة وأولاد الكلب»، غير مطروحين في شكل علني في الدراسات الاجتماعية والسياسية في الغرب، إلا أنهما لم يغيبا عن أذهان خبراء السياسة الغربيين. وحين يراقب الإنسان أساليب تعامل الدول الغربية مع شعوب العالم الثالث، سيدرك معرفة الغربيين مفهوم «أولاد البسة وأولاد الكلب». الدول الغربية تدرك أن شعوب العالم الثالث اعتادت المعاملة بأساليب القطط، وشعوبها اعتادت الحياة على طريقة الكلاب، فضلاً عن أن الغربيين وجدوا أن هذه الشعوب تحب القطط وتتعاطف معها، لأنها تعيش على طريقتها، وتكره الكلاب وتحرّم تربيتها في المنازل. وحين قرأ الغربيون تاريخ العلاقة بين الكلاب والقطط عند بعض شعوب العالم الثالث، اكتشفوا أن هذه الشعوب تحمل كراهية تاريخية للكلاب، ممتدة منذ أيام سفينة نوح عليه السلام، وأن لا مجال عندها لمناقشة مبدأ السلام والتعايش بين القطط والكلاب.
وعلى هذا الأساس، رسم الغربيون منهجاً للتعامل السياسي مع شعوب العالم الثالث، اتفقوا على تسميته «منهج أولاد البسة»، وفي مقتضاه يتم إشغالها بهاجس الأمن، وتضخيمه في حياتها، باعتبار ذلك الشيء الوحيد الذي ينبغي أن تسعى إلى تحقيقه. ولكي يتحقق لها هذا الهاجس - المطلب، عليها أن تضحّي، في سبيله، بكل ما سواه.
نشرتُ هذا المقال في مجلة شهرية قبل أكثر من 21 سنة، وأُعيد نشره لأن ما ذُكر فيه تحقَّق اليوم على نحو مخيف.