أحدث الأخبار
  • 09:39 . الدعم السريع تعلن استعادة بلدة مهمة وترفض عرض الخرطوم وقف الحرب... المزيد
  • 08:50 . بينهم سعوديون وسودانيون.. اتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين للإفراج عن 2900 أسير... المزيد
  • 08:05 . كيف تشغّل أبوظبي شبكة مؤثّريها لتشويه الإسلاميين؟.. تحقيق يوضح البنية والسرديات... المزيد
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد
  • 12:22 . كلمات صادقة من حاكم الشارقة لفلسطين تشعل التفاعل: "لو كان بيدنا لكنا معكم"... المزيد
  • 12:01 . وثيقة ويكيليكس تكشف رؤية محمد بن زايد للانتخابات والإسلام السياسي وإيران... المزيد
  • 11:53 . كتاب "الوهم الأندلسي" لروضة الطنيجي يثير موجة انتقادات حادة واتهامات بالتحريض وتشويه صورة الإسلام... المزيد
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد

بلير يعتذر بلطف عن «الهولوكوست» العراقي

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 05-11-2015

تعرضت الإنسانية في تاريخها المأسوي إلى مذابح ومحارق وإبادة وتشريد. بعضها تم الكشف عنه والبعض الآخر ما زال طي النسيان أو الكتمان. كما تم الاعتذار عن بعض ما كُشف عنه والبعض الآخر ما زال قيد المكابرة أو الإنكار. ومن أشهر تلك المذابح: مذابح الموريسكيين في الأندلس والهنود الحمر في أميركا ومذابح الأرمن والأكراد والروهينجا واليهود، والأخيرة هي بالطبع أكثر المذابح ذيوعاً في الإعلام ومدونات التاريخ الحديث. الموقف الغربي من «الهولوكوست» اليهودي يفتح شهيةً دائمةً للتساؤل أمام كل مذبحة همجية جديدة: هل يكفي الاعتذار عن المذبحة بوصفها خطأً، أم يجب التكفير عنها بوصفها ذنْباً لا يكفي عنه الاعتذار؟! ظلت الحكومات الألمانية المتعاقبة تكفّر عن جريمة هتلر ضد اليهود منذ وقوعها حتى اليوم. لم يكن الاعتذار يوماً هو المنشود بل التكفير... والتكفير المتواصل. في الأسبوع الماضي، أعلن رئيس الحكومة البريطاني الأسبق توني بلير عن «اعتذاره» في شأن غزو العراق في العام ٢٠٠٣. كان اعتذاراً تلفزيونياً عابراً وهادئاً وكأن «الاعتذار يخصّ طيوراً نفّرها أو شجيرات قطعها، وليس لمليون قتيل وأربعة ملايين مشرد وخمسة ملايين يتيم» كما وصفه الزميل الكاتب في هذه الصحيفة د. مسفر القحطاني في تغريدة تويترية بليغة. لا ينفي بلير، في اعتذاره الرقيق، وجود علاقة بين ذلك الغزو «الخاطئ» ونشوء «داعش» الآن، كما لا ينفي كذب المعلومات الاستخباراتية التي بُني عليها الغزو، ما يعني المسؤولية الكاملة عن كل تبعات ذلك الغزو الخاطئ، من قتل وتشريد الإنسان العراقي وهدم وتخريب الوطن العراقي وتذويب خصائصه ومقوماته، ثم تسليمه للجار اللدود كي يستكمل فيه من التشويه ما لم تفعله الغزوة الغربية «الخاطئة»! هذا السجل المأسوي والنتائج الكارثية لـ «الهولوكوست» العراقي لا يستوجب من أحد أعمدة ذلك الخطأ، تخطيطاً وتبريراً وتنفيذاً، سوى اعتذار تلفزيوني عابر، لا يترتب عليه أي شيء من صور التكفير. لو تم تقسيم هذا «الاعتذار»، الذي استغرق دقيقة واحدة من الحوار التلفزيوني، على أُسر وذوي مليون قتيل عراقي، كم سيصبح نصيب كل أسرة عراقية مكلومة من هذه الدقيقة الاعتذارية من بلير؟! وهل سيكون هذا هو آخر اعتذار عن غزو خاطئ؟! أم أننا موعودون باعتذارات كثيرة قادمة، قريباً أو بعيداً، عن غزوات تخريبية «خاطئة» في بلاد العرب، بعضها وقع فعلاً وبعضها الآخر ما زال تحت التخطيط «الخاطئ»؟! ما أبشع الإنسان حين يكون ظالماً، وما أبشعه أكثر حين يظن باعتذار طفيف أنه قد تحلّل من ظُلمه!