أحدث الأخبار
  • 12:51 . على حساب الهلال السعودي.. العين يبلغ نهائي أبطال آسيا للمرة الرابعة في تاريخه... المزيد
  • 09:49 . تقرير: أبوظبي تشارك بنقل الفلسطينيين من رفح تمهيداً لاجتياحها من قبل الاحتلال... المزيد
  • 09:40 . جوجل تطرد 20 موظفًا احتجوا على صفقة مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 09:39 . أمير الكويت يبدأ زيارة رسمية إلى الأردن... المزيد
  • 08:25 . تسعير خام دبي لشهر يوليو بخصم 0.10 دولار عن خام عمان... المزيد
  • 08:20 . استثنى "سكاي نيوز".. السودان يعيد عمل مكاتب قناتي العربية والحدث السعوديتين... المزيد
  • 07:18 . النفط يتراجع إثر تقييم تداعيات العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران... المزيد
  • 07:15 . أبو عبيدة: سنواصل ضرباتنا ومقاومتنا ما دام عدوان الاحتلال مستمراً... المزيد
  • 07:01 . الإمارات وعُمان توقعان شراكات استثمارية بـ 129 مليار درهم... المزيد
  • 06:47 . بيان إماراتي عُماني مشترك يدعو لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر التصعيد... المزيد
  • 06:39 . تقرير: السعودية أكثر دول الشرق الأوسط إنفاقاً في المجال الدفاعي... المزيد
  • 01:05 . وزير الخارجية الإيراني يصف عقوبات الاتحاد الأوروبي بأنها “مؤسفة”... المزيد
  • 01:03 . الاحتلال يقصف شواطئ غزة ويكثف غاراته وسط القطاع... المزيد
  • 12:08 . ألم المستقيم.. أسبابه وطرق علاجه... المزيد
  • 11:33 . "دوكاب" تخطط لإنتاج قضبان الألمنيوم الأخضر... المزيد
  • 11:32 . حاكم الشارقة يؤكد عودة الأمور إلى طبيعتها في الإمارة خلال ثلاثة أيام... المزيد

دم الإماراتيين يتفرق بين "الشرق الأوسط" و "الاتحاد" في حرب اليمن

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 23-08-2015


أُعلن السبت (22|8) عن وصول قوات برية عربية تتكون من نحو 100 مدرعة وآلية ودبابة لمأرب في اليمن، دون تحديد عدد القوات البشرية وجنسياتها. ولكن مصدرا عسكريا يمينا "توقع أن تلعب القوة العربية دورًا مفصليًا في دحر مسلحي الحوثي من المواقع التي يسيطرون عليها بمحافظة مأرب"، أي أن دور هذه القوات يختلف عن دور القوات العربية والخليجية والإماراتية في عدن والتي دخلت بعد تحريرها وتراجع خطورة المواجهات مع الحوثيين، على خلاف هذه المرة التي ستلتحم فيها القوات مع المتمردين. فما جنسية هذه القوات وما هو دورها الحقيقي، وما هي السيناريوهات التي تنتظر عدن ومأرب، وهل سوف يستمر مسلسل الجنائز في الإمارات؟ كان "الإمارات 71" أول من طرح هذه التساؤلات في تغطيته للخبر أمس، فيما يخص جنسيات القوة البرية وأعدادها وتفاصيل تسليحها، كون ذلك التسليح مؤشر لطبيعة الأهداف.


رواية "الشرق الأوسط"
قدمت صحيفة الشرق الأوسط السعودية - وهي من الصحف التي توصف من المؤيدة للتوجهات السياسية لأبوظبي أكثر من تأييدها لسياسات العاهل السعودي الملك سلمان وفقا لمتابعين بالشأن الخليجي - رواية مفاجئة ومباشرة عن هذه القوات في عنوان رئيسي على صدر صفحاتها، يقول" صعدة معزولة.. وقوة إماراتية في مأرب للتدخل المباشر". 
وأسندت "الشرق الأوسط" الخبر لمصادر يمنية وصفتها بـ"المطلعة"، والتي أكدت "وصول قوة إماراتية مدربة تدريبا عاليا ومجهزة بكافة التجهيزات إلى محافظة مأرب". وأوضحت المصادر،" دخول تلك القوة يأتي لخوض مرحلة جديدة ومتقدمة تأخذ طابع التدخل المباشر في كثير من الجبهات".
وبتصريح المصدر أمس، والمصدر اليوم للشرق الأوسط، يتضح أن القوة الإماراتية في مأرب سيكون عليها مقاتلة الحوثيين الذين يخوضون معارك منذ بضعة سنوات أمام قوات إماراتية تدخل معركة ومواجهة قتالية للمرة الأولى.

 
رواية "صحيفة الاتحاد"
أما صحيفة الاتحاد الصادرة في أبوظبي – رسمية وحكومية- فقد جاء عنوانها "غامضا" و"مبهما"، "حرب اليمن تحتدم وتعزيزات برية من السعودية إلى مأرب". ويبدو أن الصحيفة أرادت الإيحاء من العنوان أن القوات سعودية الجنسية. في حين خلت تفاصيل الخبر من تحديد جنسية القوات، مكتفية بالقول عبور قوات برية من السعودية (أي من الحدود البرية السعودية اليمينة)، مستفيدة من "عدم الوضوح" في التقرير. ويرى متابعون، للإعلام الإماراتي أن طريقة "نشر الاتحاد" لخبر هذه القوات يعزز رواية "الشرق الأوسط"، كون "الاتحاد" تعمدت التمويه.
ولكن الجانب المهم الآخر، في عنوان "الاتحاد"، وصفها "الحرب في اليمن" وهو وصف ليس من مصلحة صحيفة حكومية إبرازه أمام الرأي العام الإماراتي الذي يشارك أبناؤه في تلك "الأحداث" وارتقى منهم نحو (8) شهداء. فاستخدام "حرب اليمن" مع نبأ وصول القوات إلى مأرب مع "تسريب" الشرق الأوسط جنسية هذه القوات، سوف يرفع من الترقب والتخوف لدى الرأي العام الإماراتي الذي لا يجد شفافية فيما يخص مشاركة الدولة في الأزمة اليمنية ولا فيما يخص مصير أبنائه.
يرى محللون أن إخفاء الإمارات جنسية قواتها في اليمن يصب في صالح أمن هذه القوات حتى لا تكون عرضة للاستهداف المباشر من جانب الحوثيين أو "القاعدة" كما سبق أن تم استهدافهم في عدن من جانب عناصر القاعدة وفق تأكيد مصادر يمنية حينئذ.
ولكن يرد مراقبون، لو كان إخفاء الجنسية مرتبط بأمن هذه القوات، لما نشرت "الشرق الأوسط" هذه المعلومات، خاصة أن الإعلان عن نشر القوات جاء بعد زيارة نائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد الملك سلمان في مقر إقامة الأخير في المغرب، وما أشاد به وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، من أن لقاءات كهذه ترفع مستوى التنسيق بين دول الخليج ما يعطيها دورا فاعلا في التعامل مع ملفات المنطقة. وتساءل هؤلاء عن مستوى التنسيق ومظاهره التي تحدث عنها قرقاش في مسألة تخص أمن قواتنا المسلحة، ومن الذي يكاشف الإماراتيين، الشرق الأوسط أم الاتحاد أم الخليج؟ وهل هذا الاختلاف في التغطية الإخبارية لمسألة حساسة يعبر عن خلافات سعودية إماراتية أم عن توافقات وتفاهمات؟


رواية صحيفة الخليج
اختلفت صحيفة الخليج روايتها تماما عن رواية "الشرق الأوسط" وعن رواية "الاتحاد"، وقالت في متن تقريرها:" شهدت مأرب تطوراً عسكرياً كبيراً أمس بوصول قوة يمنية ضاربة من السعودية .. ومن المقرر أن تنضم لدعم "المقاومة"  وقوات الجيش الموالية للحكومة في المحافظة، بغطاء جوي من التحالف". فالخليج، تقر أن للقوات مهمات قتالية ولكنها تقول إن القوات "يمنية".
فهذه ثلاث روايات على الأقل تم رصدها في شأن إماراتي واحد، ولو تم توسيع البحث والرصد لوقف الرأي العام الإماراتي على روايات أخرى أكثر تناقضا في أمر مصيري يتعلق بالسياسة الخارجية للدولة وفي مصير القوات المسلحة التي استقبلت اليوم دفعة جديدة من مجندي "الخدمة المدنية" وفق التسمية الرسمية والتي من المفترض أنها تعني خدمة ذات طابع مدني لا عسكري يجد فيها الشاب الإماراتي نفسه في عمر 18 عاما يقاتل في جبال اليمن في حين يمنع من حق الانتخاب كونه لم يصل السن القانونية (21) التي تؤهله لمباشرة حقه.


الإمارات وعدن ومأرب و ...
بعد عدن جاء دور مأرب لإرسال قوات برية إماراتية للقتال هناك، لقتال الحوثيين حسب المفترض والمعلن. ولكن اليوم، الخارطة العسكرية لعدن تحديدا والمدن اليمنية الأخرى فيها عدة "لاعبين" أقوياء متناقضين وجميعهم لديهم خبرة في الأرض التي يقاتلون عليها باستثناء القوات الإماراتية. ما نريد قوله، إن عدن شهدت خلال الثلاثة أيام السابقة تفجيرين عنيفين، أحدهما استهدف محافظة عدن واغتيال المحافظ، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن. وأمس شهد مقر الأمن السياسي في عدن انفجارا عنيفا أدى إلى تدميره، وتنبت القاعدة الهجوم.
الأحوال العسكرية والسياسية في عدن شبيهة بأحوال "بغداد" الأمنية والعسكرية عام 2003 عندما زعم الرئيس الأمريكي جورج بوش أن التحالف "انتصر" لتدخل العراق كلها ومنذ ذلك التاريخ محطات تدميرية لكل شيء فيها ولا تزال مأساتها مستمرة. لذلك، فإن الخشية أن يتكرر السيناريو في عدن بوجود خلايا وجيوب للحوثيين، وتنظيم القاعدة، والمقاومة الشعبية، والقوات العربية، والجيش اليمني، وغيرهم آخرين دون يقين لكيفية إدارة المشهد العسكري في اليمن عموما وعدن خصوصا، ما يرفع تخوفات الإماراتيين ويدفعهم للمطالبة بمزيد من المصارحة والشفافية من جانب الإعلام الإماراتي والمؤسسات العسكرية والتنفيذية الأخرى، حتى لا يتفرق دم أبنائهم بين "الإعلام المحلي" والإعلام الخليجي"!