أحدث الأخبار
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد

«أنا أكره تشيكو.. !»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 09-07-2015


مازلت أذكر شعوري بالغثيان كلما أخذني والدي، رحمه الله، إلى منزل أبو «تشيكو»، أكره كل شيء في ذلك الطفل، الذي لم يكن طفلاً مثلي! كانت رائحته دائماً زكية، كأنه يتعطر بشامبو «جونسون آند جونسون»، ملابسه نظيفة دائماً، والأدهى والأمرّ أنه كان يتحدث بإنجليزية عجيبة ومنمقة، تجعل الجميع ينظر إليه بإعجاب، ولم يكن مثلنا يقول I go كان يقول I went، ولن أنسى ما حييت نظرة أبي إليه وهو يناديه «أونكل»! عساه أنكلك الكسر قل آمين! «أونكل» هو آخر وصف يمكنك إطلاقه على أبي! كان يمكن أن يكون كل شيء في الدنيا إلا أن يكون «أونكل» لطفل رقيع مثلك.


لا أحتاج إلى تعاطفكم، معقد آخر في هذا الوطن!


* * *


هذه الإحصائية المقبلة ليست رسمية، لكنها صحيحة جداً، في رمضان هذا عزمني نحو عشرة من الأصدقاء، سبعة منهم لم يكن أبناؤهم يتحدثون العربية إطلاقاً، كانوا مثل «تشيكو»، عليه من الله ما يستحق تماماً، يتحدث إلى والده بالإنجليزية، وأصدقائي الذين أتحدث عنهم عرب بالطبع، بل قبيليون حتى آخر شفرة DNA، وحين يحس الوالد بنظراتي التي تكاد تلتهم ابنه غيظاً، يلكزه لكي يتحدث بالعربية، وليته ما فعل، فتخرج مشوّهة سخيفة، هلا عاامي، كيف هالااك، هيااك الله، أرد عليه بأسلوبه نفسه: مرهباا السااء، والله اللي خلاااف ما مااات،


أبوك لا بو حت الي يفطر عدكم!


جميع الآباء يتحدثون حول الفكرة نفسها ولديهم المبررات نفسها، لا أريد أن يعاني ابني الإنجليزية، ويخاف، كما كنا وكما أصبحت مادة «العنقليزي» عقدتنا، منهم من يرى أن الوظائف العليا لا تفتح إلا لمن يرطن بلغة لا تشوبها شائبة، منهم الكسول الذي ترك ابنه للبشكارة لكي يصبح لديه وقت، ويتمكن من إعطاء دورات في اللغة العربية للطلاب الحاصلين على دور ثانٍ، المبررات تتشابه، لكن الحجة واهية، فإتقان لغات عدة لم يعد أمراً غريباً في العالم «المُعولم» اليوم، والإنجليزية لغة مهمة، بل هي الأهم، ولكن اكتسابها من كل مكان، وفي كل مكان ممكن، أما العربية فإن لم تكتسب من أفواه قائليها فما الذي سيعوضها؟!


سيكبر ابنك وسيحصل على أفضل الوظائف والمناصب، كما كنت تحلم له أن يكون، ولكنه لن يتذوق شعراً، ولن يفهم تاريخاً، ولن يخشع لآية، فهل هذا ما تريده له فعلاً؟!


بالمناسبة بعد ثلاثين عاماً سألت عن اسم «مرحوم» الوالدين «تشيكو» الحقيقي، واتضح أنه «عبدالجبار»!