أحدث الأخبار
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد
  • 11:32 . بعد زيارة السعودية ومصر.. البرهان يبحث في أنقرة تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية والدولية... المزيد
  • 11:32 . بيان إماراتي يرحّب بجهود السعودية في اليمن دون التطرق لتصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 11:31 . الداخلية السورية تدعو المنشقين الراغبين بالعودة للخدمة إلى مراجعتها... المزيد
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد

البقاء للأكثر صخبًا

الكـاتب : حسين شبكشي
تاريخ الخبر: 13-05-2015

لماذا يهيمن الاقتصاد الأميركي على العالم؟ سؤال منطقي لمن أراد أن يعرف «أكثر». في اعتقادي، السبب الأهم والأوضح هو قدرة وتمكن الاقتصاد الأميركي من صناعة «ثقافة» تتبع استهلاك المنتج أو الخدمة القادمة من بلادها، وهي مسألة لم تفكر في عملها أي من الدول الأخرى.
فبالنظر لحالة الولاء والتبعية لمنتجات مثل قهوة «ستاربكس»، أو منتجات «آبل» التقنية، أو «همبرغر ماكدونالد»، ومواقع «فيسبوك» و«تويتر»، أو منتجات «نايكي» الرياضية، والأمثلة كثيرة جدا، فإننا نجدها تخلق نوعا من التبعية للمنتج أشبه ما تكون بالانسياق التام، فتحول الحالة من نهج استهلاكي تقليدي ونمطي إلى حالة من الولاء المطلق، وهي مسألة تعتمد عليها كثيرا أميركا في تثبيت قوتها المتنامية.
ويضرب المحللون الاقتصاديون وخبراء التسوق مثلا لافتا لتأكيد هذه النقطة، وهو أن شركة «سوني» اليابانية العملاقة كانت ذات يوم رائدة وأهم شركة في مجال الترفيه الشخصي، وكان لديها المنتج الأول المعروف باسم «ووكمان» (جهاز تشغيل شريط الكاسيت الشخصي)، ولكن لم تتمكن هذه الشركة بمنتجها من تحقيق الولاء الذكي الذي يتم الترويج له بحرفية في الأفلام والروايات والمسرحيات والبرامج التلفزيونية، وهو ما يطلق عليه اليوم الترويج الذكي الإيجابي.
اليوم الاقتصاد الأميركي يحقق أرتالا من الدخول والإيرادات من الاقتصاد الخدمي الجديد.. وهو اقتصاد يعتمد على رأس المال البشري وأفكاره بشكل رئيسي. فشركات عملاقة مثل «نايكي» للمنتجات الرياضية لا تصنع شيئا في واقع الأمر، لكنها «تصمم» المنتجات وغيرها يصنعها لها، وهي تقوم بالترويج والتسويق، والشيء ذاته ينطبق على شركة «مايكروسوفت» على سبيل المثال.
اليوم تدافع أميركا بكل قوة وجدية وصرامة عن حقوق الملكية الفكرية، وتعدي الدول عليها، وتضع المخالفين تحت طائلة أقسى أنواع العقوبات ردعا لهم، فالاهتمام الأميركي اليوم ينصب على حماية «الفكرة»، وهي مسألة رئيسية في الاقتصاد الجديد، فصناعة الدواء تعتمد على حقوق الملكية الفكرية، وكذلك صناعة التقنية الحديثة، ومؤكد أيضا أن صناعة السينما وألعاب الفيديو والترفيه والبرامج الإلكترونية ومنظومات الدفاع والأمن كلها تندرج تحت هذا البند، أي الاقتصاد الجديد، وكذلك صناعة الرياضة والترفيه المصاحب لها، فها هي «منظومة الرياضة الأميركية» تخرج لتسوق نفسها عالميا برموزها وأبطالها بعد أن كانت لسنوات طويلة تكتفي بحصر نفسها، وتكتفي بأسواقها وجمهورها المحلي حصريا، اليوم هي تنتج أسواقا جديدة لمستهلكين جدد وبالتالي عوائد مضافة، مطبقةً بشكل حرفي تحقيق ثقافة «القطيع»، والتبعية المطلقة للمنتج والخدمة. إنه بالتأكيد عصر الجماهير الغفيرة، كما وصفه ذات يوم عالم الاقتصاد الاجتماعي الأهم اليوم الدكتور جلال أمين.
في عصر الجماهير الغفيرة يكون الولاء الجمعي للكم المحقق، فيكون الحكم بعدد الأتباع و«اللايكات» والأكثر مبيعا والأكثر حضورا والأعلى دخلا والأكثر إعجابا والأكثر تأثيرا، وذلك على حساب القيمة والنوعية والجودة. البقاء ليس بالضرورة للأفضل ولا للأجود ولا للأقوى، ولكن للأكثر صخبا وضجة!