أحدث الأخبار
  • 08:49 . الإمارات.. انخفاض أسعار الوقود لشهر يناير 2026... المزيد
  • 08:20 . وكالة: السعودية تترقب معرفة إذا كانت الإمارات "جادة" في انسحابها من اليمن... المزيد
  • 01:29 . أبرز المواقف الخليجية والعربية لاحتواء التصعيد في اليمن وسط توتر "سعودي–إماراتي"... المزيد
  • 12:42 . رئيس الدولة ورئيس وزراء باكستان يناقشان توسيع آفاق التعاون المشترك... المزيد
  • 12:13 . مسؤول يمني: نتمنى أن يكون انسحاب الإمارات حقيقيا... المزيد
  • 11:27 . الاتحاد الأوروبي يدعو إيران للإفراج عن الحائزة على نوبل نرجس محمدي ومدافعي حقوق الإنسان... المزيد
  • 11:06 . مباحثات إماراتية–أميركية بشأن اليمن… هل تتحرك واشنطن لاحتواء التوتر مع الرياض؟... المزيد
  • 11:05 . "وول ستريت جورنال": تصاعد التنافس السعودي–الإماراتي في اليمن... المزيد
  • 10:24 . السعودية تصعِّد خطابها في وجه الإمارات: عليها سحب قواتها من اليمن خلال 24 ساعة... المزيد
  • 07:56 . نشطاء يغيرون لافتة سفارة الإمارات في لندن بـ"سفارة الصهاينة العرب"... المزيد
  • 07:04 . بعد ساعات من إنذار العليمي.. الإمارات تعلن سحب باقي فرقها العسكرية من اليمن "بمحض إرادتها"... المزيد
  • 06:25 . الإمارات: العربات التي قصفتها السعودية بالمكلا تخص قواتنا.. والمملكة "تغالط"... المزيد
  • 02:45 . بعد قصف سفن السلاح الإماراتية بالمكلا.. عبدالخالق عبدالله يفتح النار على السعودية والحكومة اليمنية... المزيد
  • 02:40 . الحكومة اليمنية ترحب بالقرارات الرئاسية بشأن خروج القوات الإماراتية من اليمن... المزيد
  • 02:38 . الصحة: تنفيذ أكثر من 150 ألف فحص للكشف المبكر عن السكري على مستوى الدولة... المزيد
  • 02:38 . الحكومة تصدر مرسوماً بقانون اتحادي لتنظيم حوكمة المنهاج التعليمي الوطني... المزيد

حرية الرأي ... حرية الشتم!

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 14-01-2015

ماذا بقي كي يقال عن الاعتداء الإرهابي على صحيفة «شارلي إيبدو» بباريس الأسبوع الماضي؟!

قيل الكثير عن التشكيك في سيناريوات الحادثة وملابسات العجلة في قتل المعتدين وإغلاق ملف الجريمة!

وقيل الأكثر والأهم عن التأويل الثقافي والدلالات المعرفية لأسباب الحادثة ودوافعها.

إذا كان الكل بات مؤمناً بخرافة الحرية المطلقة، وأنه مهما بلغت درجة التسامح والتعايش وقبول التنوع في المجتمعات الليبرالية فإن للحرية (المطلقة) حدوداً، لا تستطيع هذه الأدبيات المثالية تجاوزها. هكذا، فإن من باب أولى أن نتوافق على أن لحرية التشاتم حدوداً إذا تجاوزتها فسيتحول العنف القولي إلى عنف فعلي.

قد يتقبّل المجتمع الإنساني حرية الرأي اللامحدود حتى في المقدّس، لكن هل يمكن حضارة إنسانية عاقلة أن تقوم على مبدأ حرية الشتم؟!

هل يليق بحضارة إنسانية ناضجة أن تقدّس الملوك أكثر من الأنبياء؟!

كرّست منظمة «اليونيسكو» الكثير من قراراتها واتفاقاتها من أجل حماية حرية التعبير، وفعلت بالمثل وأكثر من أجل الحفاظ على حرية التنوع الثقافي.

إذا كان المعتدون على الصحيفة قد انتهكوا حرية التعبير والرأي، فإن رسامي الصحيفة انتهكوا حرية التنوع والاختيار.

كما لم يعد خافياً المأزق الأخلاقي الذي تواجهه مؤسسات الإعلام الغربي حين تتطاول على نقد كل شي .. كل شي في هذا الكون، لكنها تتقزّم أمام ملف واحد فقط غير قابل للنقاش، بسبب قانون معاداة السامية!

لا أعني هنا المطالبة بإلغاء قانون معاداة السامية، كما قد يظن البعض، فليبقَ ولكن لنستحدث معه قانوناً ضد معاداة الإنسانية، يجرّم كل من يتعمد استفزاز أو ازدراء أو انتقاص أو شتم أي مكوّن إنساني. فوجود قانون تجريم معاداة السامية وحده يتنافى مع بنود إعلان حقوق الإنسان التي لا تسوّغ التمييز الطبقي بين عرق بشري وآخر، بيد أن استحداث قانون لتجريم معاداة الإنسانية سيمنح التسويغ والمشروعية والشمولية للقانون الأول.

من جانب آخر، فإننا يجب أن نعيد تعريف (العنف) الذي يجب بالتالي تجريمه. فهل العنف الحسي هو المجرّم فقط، أم إن العنف اللفظي - الشفوي هو أيضاً ما ينبغي تجريمه بمقتضى ما سيؤدي إليه من عنف حسي - جسدي سيقع لاحقاً؟

هنا تساؤل ينبغي أن يأخذ حيزاً كبيراً من اهتمامنا ونقاشنا: هل حرية الشتم هي جزء من حرية الرأي، أم إنها جزء من أدوات العنف؟!

هذه التساؤلات والاقتراحات ليست لتبرير الهجوم الهمجي على الصحيفة، ولكنها لتفسير الأسباب الهمجية التي أدت إلى الهجوم.

يجب أن نقاوم العنف...

لكننا أيضاً يجب أن نقاوم الأسباب والذرائع المؤدية إلى العنف.