أحدث الأخبار
  • 02:45 . بعد قصف سفن السلاح الإماراتية بالمكلا.. عبدالخالق عبدالله يفتح النار على السعودية والحكومة اليمنية... المزيد
  • 02:40 . الحكومة اليمنية ترحب بالقرارات الرئاسية بشأن خروج القوات الإماراتية من اليمن... المزيد
  • 02:38 . الصحة: تنفيذ أكثر من 150 ألف فحص للكشف المبكر عن السكري على مستوى الدولة... المزيد
  • 02:38 . الحكومة تصدر مرسوماً بقانون اتحادي لتنظيم حوكمة المنهاج التعليمي الوطني... المزيد
  • 12:37 . حضرموت وحِلف قبائل الساحل يؤيدان قرار خروج القوات الإماراتية من اليمن... المزيد
  • 11:37 . الرئيس اليمني: الدور الإماراتي أصبح موجهاً ضد اليمنيين ويدعم التمرد ويهدد وحدة الدولة... المزيد
  • 11:36 . صحيفة عبرية: الاعتراف بأرض الصومال قد يليه خطوة مماثلة جنوب اليمن... المزيد
  • 11:11 . السعودية: ما قامت به الإمارات في حضرموت والمهرة يهدد الأمن الوطني للمملكة... المزيد
  • 10:53 . تصعيد غير مسبوق.. قرار رئاسي بإلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات وإخراج قواتها من اليمن... المزيد
  • 10:40 . السعودية تستهدف سفينتين قادمتين من الإمارات إلى ميناء المكلا اليمني... المزيد
  • 08:41 . في الذكرى الأولى لاعتقاله.. مركز حقوقي: أبوظبي تواصل إخفاء القرضاوي قسراً "في عزلة تامة"... المزيد
  • 07:32 . "بعد عقدين من إغاظة الأعداء".. القسام تكشف عن اسم وصورة أبو عبيدة... المزيد
  • 07:25 . القسام تنعي محمد السنوار وأبو عبيدة وقادة بارزين... المزيد
  • 06:02 . كتائب القسام تعلن استشهاد متحدثها الرسمي "أبو عبيدة"... المزيد
  • 03:08 . عبدالله بن زايد ونظيره الإيراني يستعرضان الأوضاع في المنطقة... المزيد
  • 12:10 . "ديوا": 22 محطة نقل كهرباء جديدة في دبي خلال 2025... المزيد

سوق افتراس الصغار

الكـاتب : علي القاسمي
تاريخ الخبر: 18-12-2014


أختصر ما يمكن أن يقال عن سوق الأسهم السعودية في أنها سوق على هيئة «لعبة»، هذه اللعبة لا يتقنها إلا الكبار، ولم يتعلم منها الصغار على رغم الأحجار التي وقعت على رؤوسهم، سوقنا تنتكس فجأة وترتفع فجأة، ومؤشرها الأخضر الخادع يمكنه مثل حية سامة أن يغير جلده إلى الأحمر في بضع دقائق، لأن ثمة رؤوساً مستترة تلعب بهدوء ولا يهمها ما إذا كان الضحايا على هيئة مجموعات أو أفراد، لأن قانون لعبة السوق الرئيس «أنا أكسب... إذاً علي أن أمضي ولا يهم كيف؟ ولماذا؟

من بركات الرب أني لم أصافح هذه السوق مطلقاً على رغم المغريات التي غناها لي مزيج من الأصدقاء المطحونين والبائسين، ومحاولات الإغراء بين وقت ووقت بتأثير مكاسب تستنزف الوقت والعقل والضمير، لتعود في يوم أسود لتُصْرَم في غضون بضعة أيام ومن دون مقدمات ولأسباب مجهولة مع تقديري لمحللي الأسهم الذين أصبحوا لدينا أكثر من الشعراء الشعبيين.

طبعاً هيئة السوق المالية تبلّغ عشاق سوق الأسهم السلام، وتريد أن تؤكد أن قلبها معهم وأن الهبوط الحاد خارج عن إرادتها، ولذا فهي تأسف لهذا العطل الخارج عن الإرادة، وتعدهم بأن تعيد المؤشر إلى الأعلى، لكنها الآن مشغولة في خدمة عميل آخر، وأنا هنا أتحدث عنها بالنيابة، كونها الآن تفكر في أن تستيقظ ولو شكلياً.

هيئتنا - وللأسف - بلا صوت حتى تاريخه، وأعي تماماً أن الصوت الذي ننتظره منها لن يتمكن من احتواء الموقف وتقديم التبرير العقلاني للعبة السوق المضحكة، طمأنة الناس والمستثمرين في هذه السوق المزاجية ليست بالفعل السهل، ولذا فقد يكون صمت الهيئة مقدماً في ظل هذه الظروف وآمناً من حضور هزيل وسوقاً لمبررات لا يبلعها طالب مرحلة ابتدائية.

لا أكتب بوصفي اقتصادياً، ولا محباً للاقتصاد، ولا مهووساً بسوق مختلة إن أغرتك اليوم بمكسب زهيد أغرقتك في الغد بخسائر ليست في الحسبان ولا الحسابات العجولة الخجولة، أكتب لأن الخسائر أحرقت قلوباً كانت ولا تزال تظن بأن سوقها مقروءة ومفهومة لا معتمدة على التوصيات الفوضوية والحظوظ ومزاج الكبار في اختيار توقيت العبث بصغار الموجودين أمام المؤشرات، المستثمرون ضاق صبرهم، لكن ذاكرتهم ستسجل بدقة، يسجلون أيام الأسبوع السوداء لهذه السوق، وسيتابعون بمرارة النزف المالي المضحك والمدهش في الوقت ذاته.

السوق السعودية للأسهم تعجز الخبراء الاقتصاديين وتضع المحللين المثرثرين الدائمين عن السوق وفي السوق أمام توهان وشد فكري لا مثيل له، ما يمكنهم الحديث عنه هو التذكير المخجل بكارثة شباط (فبراير) 2006 وما خلفته من ضحايا نفسيين وعقليين وخسائر مالية، التذكير فقط هو أقصى ما يمكنهم فعله، أما شرح الوضع الحالي فيستعصي عليهم، لأن السوق لا تصنع الصدق مطلقاً ولا يثق بها إلا واهم، ويا ألمي أن ضحاياه ما يزالون من فئة المغلوبين على أمرهم والمغامرين عن حسن نية، سوق الأسهم جحر خطر لدغ منه المواطن السعودي مراراً ليكون كأسوأ المؤمنين، ولا أدل على ذلك من أيامها السوداء الحالية لنعود إلى الحل الشعبي الساخر «الشردة نص الرُجْلَة»، على أن يرزق الله ضحايا السوق بهيئة سوق مالية تتنازل عن خجلها وترتب حبالها الصوتية لمواجهة الحدث والمتضررين منه، وذاك بالشعبي أيضاً «مَرجلة» في حد ذاتها.