أصدرت بريطانيا والولايات المتحدة مؤخراً تحذيراً لمواطنيهما من السفر إلى دولة الإمارات، وحتى المتواجدين فيها، بسبب ما قالتا إنه "مخاوف من تنفيذ أعمال إرهابية".
وعادةً ما تُصدر وزارات الخارجية تحذيرات صريحة بتهديدات إرهابية في دول أخرى بعد نقاشات داخلية حادة. في هذه الحالة، يُرجَّح أن يكون إدوارد هوبارت، السفير البريطاني في أبوظبي، قد استُدعي لسماع احتجاج صارم من الحكومة الإماراتية، التي ستُشير إلى أن هذا التحذير مُثيرٌ للقلق وغير ضروري.
مع ذلك، أصدرت الولايات المتحدة في اليوم نفسه تحذيراً مشابهاً، وإن كان أكثر تحديداً، مُشيرةً إلى أن "بعثة الولايات المتحدة على علم بمعلومات تُشير إلى تهديدات تستهدف الجاليتين اليهودية والإسرائيلية في الإمارات. وتحث البعثة المواطنين الأمريكيين على تجنب الأماكن المرتبطة بالجاليتين اليهودية والإسرائيلية في الإمارات، بما في ذلك دور العبادة".
ولم يشر التحذير البريطاني أو الأميركي إلى الجهة التي قد تشكل مثل هذا التهديد.
ورفضت أبوظبي قطع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي ما سبب غضباً واسعاً في العالم العربي والإسلامي، وسمحت بعلاقات جيدة مع المستوطنين وزعماء الاحتلال في ظل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة. ويمكن أن يستغلها من يريدون التخريب في الإمارات لتنفيذ هجمات.
موقع (The Maritime Executive) قال إنه على الرغم من عدم وجود شبه حول من يقوم بالتهديد إلا أن إيران يمكن أن تعتبر مرشحة "لكنها بذلت جهوداً للحفاظ على السلام مع الإمارات. علاوة على ذلك، تعاني المؤسسات الحكومية في إيران، التي يُحتمل وقوفها وراء مثل هذا الهجوم، من حالة من الفوضى حالياً. العديد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني وقادة الأمن، الذين كانوا يُنسقون مثل هذه الهجمات، كانوا ضحايا حرب الأيام الاثني عشر، ولا تزال مناصبهم شاغرة."
وقال الموقع الأمريكي المهتم بالأمن إن جماعة الحوثي هي الأوفر حظاً في تنفيذ هجمات إرهابية. لافتاً إلى أن مؤشرات واضحة بدأت تؤكد سعيها لتوسيع نطاق حربها ضد المصالح الإسرائيلية، وتحديداً ضد المنظمات التجارية التي تربطها علاقات تجارية بإسرائيل.
وأشارت إلى أنه "في مظاهرات الجمعة التي تُقام أسبوعياً في ساحة السبعين بصنعاء، والتي تجذب مئات الآلاف من اليمنيين، يرفع المتظاهرون لافتات تُعلن عن أنفسهم كأشدّ المؤيدين حماسةً لفلسطينيي غزة، وينتقدون دول الخليج لعدم اتخاذها موقفاً متشدداً مماثلاً. وهذا ليس موقفاً عدائياً مفاجئاً، نظراً لأن معظم دول مجلس التعاون الخليجي دعمت الحكومة المعترف بها دولياً في حربها الأهلية الطويلة ضد الحوثيين".
وقال الموقع الأمريكي: "في ظلّ تزايد دافعهم للتحرك، يواجه تحالف الحوثيين ضغوطاً متزايدة، وقد شهد في الأسابيع الأخيرة انشقاقاتٍ وانشقاقاتٍ داخلية. وباستخدام حيلة الديكتاتور المُفضّلة، يُدرك الحوثيون أن استهداف عدوٍّ خارجيّ يُمكّنهم من استغلال المشاعر الشعبية، وبالتالي ترسيخ قاعدتهم الشعبية وإحكام قبضتهم على السلطة".
تتميز قوات الأمن الداخلي في الخليج بكفاءة وفعالية فائقتين، ما يُرجّح قدرتها على اعتراض أي هجوم مُخطط له، وردّها بقوة. إلا أن الحوثيين ماهرون أيضاً في العمل السري، ويمكنهم الاستعانة بأعداد كبيرة من المغتربين والمتعاطفين معهم لمساعدتهم في شنّ الهجمات، بحسب الموقع.
واختتم الموقع الأمريكي حديثه بالقول: "من بين التحذيرين، يُرجَّح أن يكون التحذير البريطاني العام هو الأكثر فائدة. فمعظم المغتربين المقيمين في الإمارات يجهلون الروابط التجارية للشركات العالمية العاملة في كلٍّ من الإمارات وإسرائيل. لكن هذه الروابط، التي قد تشمل شركات الشحن والخدمات اللوجستية والرحلات البحرية، وشركات الطيران وسلاسل البيع بالتجزئة، لن تغيب عن بال خلية تخطيط حوثية تسعى لاستهداف أهداف لهجمات إرهابية."
