أحدث الأخبار
  • 09:39 . الدعم السريع تعلن استعادة بلدة مهمة وترفض عرض الخرطوم وقف الحرب... المزيد
  • 08:50 . بينهم سعوديون وسودانيون.. اتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين للإفراج عن 2900 أسير... المزيد
  • 08:05 . كيف تشغّل أبوظبي شبكة مؤثّريها لتشويه الإسلاميين؟.. تحقيق يوضح البنية والسرديات... المزيد
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد
  • 12:22 . كلمات صادقة من حاكم الشارقة لفلسطين تشعل التفاعل: "لو كان بيدنا لكنا معكم"... المزيد
  • 12:01 . وثيقة ويكيليكس تكشف رؤية محمد بن زايد للانتخابات والإسلام السياسي وإيران... المزيد
  • 11:53 . كتاب "الوهم الأندلسي" لروضة الطنيجي يثير موجة انتقادات حادة واتهامات بالتحريض وتشويه صورة الإسلام... المزيد
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد

حتى يغيروا ما بأنفسهم ... لا ما بغيرهم!

زياد الدريس – الإمارات 71 الكـاتب :
تاريخ الخبر: 05-11-2014


كلنا نتوق بشغف إلى تعديل الأوضاع «المائلة» للبيت الذي بجوارنا.

كلنا نسعى جاهدين لإصلاح أحوال إخواننا وجيراننا وأقاربنا وزملائنا في العمل، بل وحتى المشاة في الشوارع نودّ لو نستوقفهم لنقول لهم عن العيب الذي رأيناه فيهم.

نريد أن نصلح خدمات الحيّ الذي نسكنه ومؤسسات الدولة التي ننتمي إليها ومنظمات الكون الذي نعيش فيه.

كلنا منشغلون بإصلاح هذا العالم الكبير، إلى درجة أننا منشغلون بهذا الهم عن إصلاح عالمنا الصغير.. أنفسنا!

نقرأ الآية الكريمة: «إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم»، لكننا نفهمها هكذا: حتى يغيّروا ما بغيرهم!

نقرأ المقالات المؤثرة ونسمع الخطب الرنانة لأولئك الذين يتطلعون إلى نهضة الأمة من كبوتها وإصلاح فسادها، لكن لا تفتش عن السلوكيات الشخصية للكاتب أو المتحدث، إذ لن تجد فيها ما يشي بأنه إنسان نهضوي/ إصلاحي حقيقي.


أيها النهضوي/ الإصلاحي:

كيف تريد من الأمة/ الدولة أن تقيم مبادئ العدل والمساواة وأنت لا تقيمها في بيتك وعملك، ولا تربي أبناءك عليها؟

كيف تريد من الأمة/ الدولة أن تكون صادقة معك ولا تغشك بقراراتها الملتوية ثم تبيح لنفسك أنت أن تغش من استطعت في بيع أو شراء.. وتسمي ذلك شطارة؟!

كيف تريد من الأمة/ الدولة أن تعمل بجد وصدق من أجل النهوض بالبلاد فيما أنت لا تعمل بجد وصدق من أجل النهوض بالمؤسسة التي تعمل فيها، ولا حتى بالأسرة الصغيرة التي أنت قائدها؟!


من هي الأمة/ الدولة؟

هل تعلم أنها هي أنت وأبناؤك وإخوانك وجيرانك وأصدقاؤك؟

اشتغل على هؤلاء فقط، وسترى كيف تكبر النتائج.

كتب أحد رهبان القرن الحادي عشر واصفاً حاله مع التغيير يقول: «عندما كنت مراهقاً سعيت بمجهوداتي التي كانت في بعض الأحايين غير معقولة ولاعقلانية إلى تغيير العالم بأسره، وحينما صرت شاباً ناضجاً لم أدخر وسعاً في سبيل تغيير مدينتي، ثم حين كبرت حاولت جعل أسرتي أفضل، أما عندما هرمت فلم يبق لي سوى استكمال نفسي وحدها، شاعراً بأنني لم أستطع بلوغ أي شي من الهدف المرسوم، وحينئذ أدركت أنني بتغيير نفسي في أعوامي الباكرة كنت بذلك نفسه سأغير أسرتي أيضاً، وهي بعد أن تغدو أفضل سيكون بوسعها استكمال المدينة التي نعيش فيها، وهذا بدوره سيرفع العالم بأسره أيضاً إلى درجة جديدة من النقاوة والطهر والكمال».

بمثل هذه الحكاية الرهبانية يهدر الكثير منا حياته في مساع نبيلة غير ناجحة، لأن نبلها ناقص ومشوه وفي التوقيت الخاطئ أو الموضع غير الملائم بسبب ارتباك الأولويات. هذا لا يعني أن نتوقف عن قول الحق أو نقد الأخطاء حتى نتحول إلى ملائكة خالين من العيوب. لكن يجب أن نفطن إلى أننا لا نستطيع إصلاح جماعة أفرادها فاسدون.

«النهضة» إذا أردتها، يجب أن تبدأها منك أنت ثم تنتهي بها عند غيرك، لا أن تبدأها عند غيرك.. وتجعل نفسك أول من يدعو وآخر من ينهض!