أحدث الأخبار
  • 10:53 . "علماء السعودية": لا يجوز الحج دون تصريح ومن لم يتمكن فإنه في حكم عدم المستطيع... المزيد
  • 10:44 . الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أميركية... المزيد
  • 10:43 . ريال مدريد يقترب من حسم الدوري الإسباني بفوزه في سوسيداد... المزيد
  • 10:42 . تقرير حقوقي يفند حجج أبوظبي في معرض ردها على بلاغ أممي حول محاكمة "الإمارات84"... المزيد
  • 10:41 . الأهلي المصري والترجي التونسي يبلغان نهائي أبطال إفريقيا... المزيد
  • 11:06 . أكدوا على براءتهم من جميع التهم.. الكشف عن تفاصيل الجلسة التاسعة في قضية "الإمارات 84"... المزيد
  • 10:21 . في تقريرها السنوي.. "العفو الدولية": أبوظبي تواصل عزل معتقلي الرأي وتقيّد حرية التعبير... المزيد
  • 10:19 . إصابة الوزير الإسرائيلي المتطرف "بن غفير" إثر انقلاب سيارته ونقله إلى المستشفى... المزيد
  • 05:45 . الإمارات والنمسا تبحثان مستجدات الشراكة الشاملة... المزيد
  • 04:49 . "حماس" تطالب بتحقيق دولي فوري في المقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 04:48 . لمساعدة الاحتلال على اقتحام رفح.. الجيش الأميركي يبدأ بناء رصيف المساعدات قبالة غزة... المزيد
  • 11:04 . ارتفاع عدد الطلبة المعتقلين ضد الحرب في غزة بالجامعات الأميركية إلى نحو 500... المزيد
  • 11:01 . "الصحة" تقر بإصابة عدد من الأشخاص بأمراض مرتبطة بتلوث المياه بعد السيول... المزيد
  • 10:59 . بلومبيرغ": السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غزة... المزيد
  • 10:57 . "تيك توك" تفضل الإغلاق على بيعه للولايات المتحدة... المزيد
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد

مناورة المساعدات الإنسانية.. كيف طوّعت أبوظبي مساعداتها الإنسانية لقطاع غزة لصالح الكيان الصهيوني؟

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 26-12-2023

  • كيف قُدمت المساعدات الإماراتية لغزة؟

تم تقديم أكثر من 13 ألف طن من المساعدات الإنسانية خلال 50 يوماً، ومستشفى ميداني، يُنظر إليها أنها قُدمت للتغطية على الموقف السياسي المنحاز للاحتلال.

  • ما هو توجه إعلام أبوظبي إزاء الحرب على غزة؟

رافقت المساعدات دعاية إعلامية "شبه رسمية" حمّلت المقاومة الأزمة والجوع في غزة، وليس الاحتلال الإسرائيلي.

وذكر المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات (التابع لأبوظبي)، أن "الجوع في غزة يشكل تهديداً للسلم باعتباره يساعد على انتشار الإرهاب"، وهو ما يتفق مع وجهة النظر الإسرائيلية المتطرفة.

  • كيف ينظر الفلسطينيون للموقف الإماراتي؟

بحسب الاستطلاع فإن 88.8% من الفلسطينيين يعتبرون دور الإمارات سلبياً جداً، فيما يعتقد 7.2% أنه سلبي إلى حد ما، و2.4% إيجابي إلى حد ما.

لم تنفك وسائل الإعلام الرسمية خلال الأسابيع الماضية -وبشكل شبه يومي- الحديث عن إرسال مساعدات للمدنيين في قطاع غزة، رغم أنه أقل الواجب تجاه أبناء جلدتهم في العالم العربي، إلا أن ذلك لم يكن يعني تغيراً في الموقف السياسي للدولة.

وطوال الحرب تلقت أبوظبي اتهامات من العرب، بمن فيهم الخليجيون، بالعمل مع الكيان الصهيوني ومؤازرته بقوة، في ظل جرائم حرب وحشية يرتكبها ضد المدنيين الفلسطينيين في القطاع، دفعت بدول أوروبية وأفريقية وأخرى من أمريكا اللاتينية، إلى قطع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، ودعم الفلسطينيين بكل صوت سياسي ممكن.

ويبدو أن صانع القرار السياسي في أبوظبي يرى أن زيادة المساعدات تغني عن اتخاذ موقف سياسي، وبإمكان المساعدات الانسانية تحسين السمعة، فما حجم المساعدات وأهدافها من وجهة النظر شبه الرسمية؟ وهل أثرت على نظرة الفلسطينيين للدور الإماراتي في بلادهم خلال الحرب؟

مساعدات ممزوجة بدعاية "قذرة"

تشير الأرقام المنشورة حتى تاريخ 25 ديسمبر 2023، إلى أن دولة الإمارات نقلت ضمن عملية المساعدات التي أطلقت عليها اسم عملية "الفارس الشهم 3"، أكثر من 13 ألفاً و200 طن من المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، وذلك على مدى 50 يوما، عبر جسر جوي بلغ 123 طائرة وسفينة شحن، و63 شاحنة نقل بري من مصر، إضافة إلى مستشفى ميداني.

وإلى جانب نقل عدد من المصابين ومرضى من المدنيين من غزة إلى الدولة، انتقل 9 متطوعين طبيين إماراتيين إلى قطاع غزة خلال ديسمبر الجاري، وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للمتطوعين الطبيين الإماراتيين إلى 35 طبيباً وممرضاً، علما بأن المتطوعين الإماراتيين، كانوا أكثر عددا وتنوّعا في الماضي، ومن أوائل من يهبّون للنجدة الانسانية في الكوارث والحروب، وبالتبرعات العينية والمالية، إلا أن ذلك تغيّر في ظل وضع أكثر تعقيدا مع الإجراءات الأمنية والاستدعاءات للتحقيق مع المواطنين.

وعلى الرغم من أن الهدف الأكثر وضوحاً للمساعدات الإماراتية لقطاع غزة، هو تحسين سمعة الدولة في ظل تطبيعها مع الكيان الصهيوني، إلا أن من الملاحظ أن وسائل الإعلام ومراكز الفكر الممولة من أبوظبي، تشير بكل وضوح إلى أن هدف توفير الغذاء والمياه والدواء للفلسطينيين هو "منع استغلال الجماعات المتطرفة هذه الظروف لصالح أهدافها".

ويذكر المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات (ممول بالكامل من أبوظبي)، أن "الجوع في غزة يشكل تهديداً للسلم باعتباره يساعد على انتشار الإرهاب"، وهو ما يتفق مع وجهة النظر الإسرائيلية المتطرفة -التي أدانها العالم- بأن سكان غزة إرهابيون. كما يرى المركز أن الحرمان يحفز سكان القطاع على الانضمام للإرهابيين.

أعلنت الإمارات إرسال أكثر من 13 ألف طن من المساعدات لقطاع غزة منذ بداية العدوان 

انحياز إلى الاحتلال

كل تلك الأفعال، لم تخرج عن الموقف الرسمي الذي أدان مُبكرا، وعلى منبر الأمم المتحدة، عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي؛ كما تعتبر أبوظبي حركات المقاومة مثل حماس والجهاد "منظمات إرهابية"، وتحرض دول العالم ومن تملك معها مصالح، لإضافتهما إلى قوائم الإرهاب.

بل ذهبت أبعد من ذلك حين رفضت عرضاً "إسرائيلياً" لتولي مسؤولية إدخال المساعدات المالية إلى قطاع غزة، بدلاً من قطر، بزعم أن جزءاً من هذه المساعدات تصل إلى حركة حماس، وهو ما تشدد عليه أبوظبي أكثر حتى من الإسرائيليين فيما يبدو.

ومؤخراً -ورغم اشتداد العدوان الإسرائيلي على غزة- كرر المقربون من جهاز أمن الدولة في أبوظبي، أن الحرب في القطاع ليست من أجل "استئصال حركة حماس الإرهابية وغيرها من الحركات الفلسطينية، بل لاستئصال كل الميليشيات في الشرق الأوسط"، وهو ما عبّر عنه صراحة الكاتب سالم الكتبي، المقرب من جهاز أمن الدولة، في مقال له بصحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية، والتي تعد إحدى أكثر الصحف اليمينية تطرفاً. وهي وجهة نظر كررها المركز الأوروبي - آنف الذكر - الذي اعتبر مساعدات الإمارات لغزة "استكمالا لدورها في التصدي للإيديولوجيات المتطرفة على مدار الأعوام".

وفي الشأن السياسي، قاومت أبوظبي مطالب المواطنين الإماراتيين والخليجيين والعرب وحتى العالم الإسلامي بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وإنهاء اتفاقية التطبيع المسماة "أبرهام"، بل وعلى العكس من ذلك، استمر خلال العدوان التطبيع السياسي بما في ذلك زيارة رئيس الكيان الصهيوني للدولة، ما أثار غضب المواطنين والخليجيين والعرب.

كما لم توقف الدولة أي مشاريع اقتصادية في الأراضي المحتلة بما في ذلك صفقات شراء سلاح بمليارات الدولارات، واستمرت في التعاون الأمني والاستخباري، رغم استشهاد أكثر من 20 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال. ليس ذلك فقط، بل إن أبوظبي تستجيب لخطط رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بشأن تمويلها لإعادة إعمار غزة بعد الحرب، ولسان حالها يقول للإسرائيليين امسحوا ما تبقى من غزة، ونحن من سيدفع الأموال لتعميرها.

ولأجل تحسين سمعة موقف الدولة السياسي، تتبنى وسائل الإعلام بشكل لافت دور الإمارات في مجلس الأمن الدولي، بشأن القرارات المقدمة والكلمات التي لا تخلو من نهج السياسة الخارجية المهادنة للاحتلال. ومع ذلك فالقرارات المقدمة وإدانة الاحتلال وطلب وقف العدوان الإسرائيلي هو موقف الكتلة العربية الذي تمثل الإمارات مقعده، ولن يكون تقديم القرارات إلا بدفع من الدول العربية مثل مصر والأردن والسعودية.

ويكفي ما جاء على لسان ريم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، في كلمة سابقة لها أمام مجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع في غزة، حين قالت: "نكرر أن الهجمات التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر هي هجمات بربرية وشنيعة، ونطالبها بالإطلاق الفوري وغير المشروط لسراح الرهائن، لحقن الدماء وتجنيب جميع المدنيين المزيد من الويلات".

رئيس الدولة يلتقي رئيس دولة الاحتلال إسحاق هرتسوغ على هامش قمة المناخ (كوب 28) بدبي

ما نظرة الفلسطينيين لموقف أبوظبي؟

ويتفق معظم الفلسطينيين أن موقف أبوظبي من القضية الفلسطينية مُنحاز بشكل فاقع لصالح الإسرائيليين، خاصة بعد اتفاق "التطبيع" سيئ الصيت. وموقف الدولة بعد الحرب أكثر سوءاً بنظر الفلسطينيين، حيث يُصنف 96% منهم الموقف الإماراتي بين سلبي وسلبي جداً، وذلك في أحدث استطلاع للرأي بعد عملية طوفان الأقصى.

الدراسة غير العادية التي نشرها مركز العالم العربي للبحث والتنمية الاجتماعي (AWRAD)، شمل استطلاع رأي 668 شخصا خلال شهر نوفمبر، في الضفة الغربية والقدس، فيما حصر المسح الفلسطينيين في الأجزاء الجنوبية والوسطى من قطاع غزة.

وبحسب الاستطلاع فإن 88.8% من الفلسطينيين يعتبرون دور الإمارات سلبياً جداً، فيما يعتقد 7.2% أنه سلبي إلى حد ما، و2.4% إيجابي إلى حد ما. فيما يرى 97% من سكان غزة دور الإمارات سلبياً وسلبياً جداً، فيما النسبة في الضفة الغربية 95.4%.

ومن الملاحظ أن النظرة السلبية للموقف الإماراتي جاء مع النظرة الإيجابية الفلسطينية لموقفي روسيا والصين، حيث يرى 39.5% و34.4% من الفلسطينيين على التوالي بنظرة إيجابية جداً وإيجابية إلى حد ما لموقف البلدين بعد عملية طوفان الأقصى.

كما لوحظ أيضاً ضعف الإقبال على المستشفى الميداني الإماراتي في قطاع غزة، إذ يشير الإعلام الرسمي إلى أن عدد الذين حصلوا على الخدمات الطبية في المستشفى -منذ بداية تدشين عمله مطلع ديسمبر حتى 25 منه- بلغ 567 فلسطينياً فقط، رغم القصف الصهيوني الشديد الذي طال جميع مناطق غزة، وخلف منذ تدشين المستشفى أكثر من 5500 شهيد، وأكثر من 15 ألف مصاب.

طفلة تتلقى العلاج في المستشفى الميداني الإماراتي في غزة - سكاي نيوز عربية

العودة لتاريخ الإمارات

وعلى عكس الإدانة الإماراتية لعملية المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر، فإن 98% يشعرون بالفخر كفلسطينيين في ضوء هجوم حركة حماس في ذلك اليوم. ومن الواضح أن ذلك يتناقض وما تحاول وسائل الإعلام الرسمية بثه لدى المواطنين أن الهجمات مرفوضة حتى في الداخل الفلسطيني.

وبنسبة (96%) من الغضب الفلسطيني تجاه الدور السياسي للإمارات، فإن أبوظبي بحاجة إلى إعادة تدوير وفحص سياستها الخارجية؛ بالنظر ليس فقط إلى الأرقام الفلسطينية بل وقبلها غضب المواطنين من استمرار التطبيع ورفض إغلاق السفارة وطرد سفير الكيان الصهيوني وإنهاء اتفاقية التطبيع التي يعتبرها الإماراتيون "عاراً".

كل تلك المواقف والسياسات، أصبحت تؤثر بشكل مباشر على صورة الدولة وسمعتها في العالم العربي والدول الإسلامية.

وعلى الرغم من أن الإمارات جزء من بيئتها الإقليمية والقومية والدينية، إلا أن محاولة تنصلها من واقعها وهروبها إلى الغرب بالمواقف والقوانين يبيّن النهج الخاطئ لصانع القرار السياسي بالدولة، وهو بكل الأحوال على غير ما سار عليه الآباء المؤسسون الذين بنوا الدولة على الثوابت والقيم والانتماء للأمة العربية والإسلامية، كما نسجوا من القضية الفلسطينية لتكون جزء من هوية الإمارات، وكانت أقرب ما تكون إلى الأمة الإماراتية.