أكدت الإمارات والولايات المتحدة على "الشراكة الاستراتيجية" رغم الإحباط الأمني المتزايد من طرف أبوظبي بسبب سياسة واشنطن.

وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في تقرير يوم الأحد، إن مسؤولين إماراتيين وأمريكيين كباراً أكدوا على "الشراكة الاستراتيجية" بين البلدين بعد محادثات في واشنطن يوم السبت، بعد أيام من كشف أبوظبي أنها توقفت عن المشاركة في قوة المهام البحرية متعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة.

وأخبر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان نظيره الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان أن إدارة بايدن ملتزمة بردع التهديدات ضد الإمارات، وفقا لقراءة البيت الأبيض للاجتماع.

وجاءت المحادثات بعد أسابيع من احتجاز القوات الإيرانية ناقلة نفط أثناء عبورها من ميناء إماراتي.

والأسبوع الماضي، قالت الإمارات إنها سحبت قبل شهرين مشاركتها في القوات البحرية المشتركة، وهي فرقة عمل مكونة من 38 عضوا بقيادة الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية المتمركز في البحرين.

وقالت الصحيفة البريطانية إن هذه الخطوة اُعتبرت علامة أخرى على الإحباط طويل الأمد في الإمارات من مستوى الدعم العسكري الأمريكي للخليج.

ونقلت "فايننشال تايمز" عن شخص مطلع على الأمر، قوله إن الإمارات منزعجة بسبب الارتباك حول تفويض فرقة العمل وقواعد الاشتباك.

وقال الشخص: "على سبيل المثال، ماذا كانت تفعل قوة العمل المشتركة عندما رأت القوات الإيرانية تعترض سفينة عابرة من ميناء إماراتي؟".

وأضاف: "الهدف من فرقة العمل هو حماية الملاحة البحرية والأمن ولا يمكنك القيام بذلك ما لم يكن لديها تفويض للتدخل".

ورفض الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية التعليق.

وبعد إجراء محادثات مع سوليفان، أشاد الشيخ طحنون بالشراكة الدفاعية الأمريكية مع الإمارات.

وكانت العلاقة بين الولايات المتحدة والإمارات متوترة منذ يناير 2022، عندما شنت ميليشيا الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار على أبوظبي.

وقالت الصحيفة البريطانية إن القيادة الإماراتية شعرت أن واشنطن كانت بطيئة في الرد على الهجمات على عاصمة الدولة الخليجية، على عكس الشركاء الآخرين، مثل فرنسا.

واعتبرت أبوظبي الاستجابة دليلا إضافيا على ما تعتبره عقدا من فك الارتباط الأمريكي عن المنطقة وعدم القدرة على التنبؤ بالسياسات الأمريكية.

كما شعرت الإمارات بخيبة أمل من ردود الولايات المتحدة على الهجمات التخريبية ضد الشحن التجاري في خليج عمان والهجمات الصاروخية على البنية التحتية النفطية السعودية الحيوية في عام 2019 والتي ألقي باللوم فيها على إيران.

واختطفت إيران سفن شحن تجارية في الخليج وحوله في السنوات الأخيرة.

وقالت "فايننشال تايمز" إنه منذ "الهجمات على أبو ظبي قبل عامين، يعمل الجانبان (الأمريكي والإماراتي) على تطوير وتعزيز شراكة أمنية، لكنهما لم يتوصلا بعد إلى اتفاق"

وبينما تسعى الإمارات للتوصل إلى اتفاق حول الحماية الأمنية، أثارت واشنطن قضايا حول علاقات أبوظبي الوثيقة مع القوى الأخرى، بما في ذلك الصين، التي تبرز كقوة أكثر نفوذا في المنطقة الغنية بالنفط.

وفي مارس، توسطت بكين في اتفاق بين السعودية وإيران وافقت بموجبه القوتان الإقليميتان على استعادة العلاقات الدبلوماسية.

وأضافت الصحيفة: كما اجتذبت الإمارات العديد من الروس وأصولهم في أعقاب الحرب الأوكرانية، مما أثار مخاوف في الغرب من أن العاصمة المالية للخليج قد تبرز كملاذ لخرق العقوبات.

واختتمت بتعليق الشخص المطلع على الموضوع: العلاقات مع الولايات المتحدة على ما يرام، هناك التزام بمواصلة دفع العلاقة.