أحدث الأخبار
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للإسلام من دبي ومطالبات باعتقاله... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد

من أسرار دبي

الكـاتب : فهيد البصيري
تاريخ الخبر: 10-10-2014

بفضل من الله، وببركات الحكومة امتدت عطلة عيد الأضحى إلي تسعة أيام، وقبلها يومين لله ، قولوا معي 12 يوما، وبعدها يومين (للنبي)، فصارت أسبوعين بالتمام والكمال، وتوقفت الحياة في الكويت إلي أجل غير مسمى ، والأمانة لله لم يكن هذا برضى من ديوان الخدمة المدنية، كما لم يكن اجتهادا طيبا من مجلس الوزراء كما يظن البعض، بل هو تكتيك قديم يلجأ إليه مجلس الوزراء، لتجميد المشاكل ولذر الرماد في عيون المواطنين، وبالمرة تعذيبهم بتعطيل مصالحهم، فكل شيء بعد العيد ، وحتى المرضى عليهم أن يرتاحوا من الأطباء في العيد.

وبما أن الحياة توقفت في الكويت، فلا بد من السفر حتى تعود لها الحياة ،ثم نعود لنتأكد من أنها ما زالت حية، وبما أن العالم العربي من محيطه إلي خليجه مشغول بالثورات والفورات الشعبية، فلم يكن أمامي هذه المرة إلا دبي، دار الحي، أولا لقربها من الكويت، وثانيا لقربها من مستوانا المعيشي.

واتكلنا على الله وشددنا الرحال إلي دبي، ولا يختلف اثنان على أن هذه الإمارة تثير الاستغراب والتساؤل في الوقت نفسه، بسبب تحطيمها للأرقام القياسية في النمو والتطور ،وبيني وبينكم لقد اكتشفت السر، وهي ليست معجزة كما يصورها الكثيرون، ولكنها بالفعل حالة خاصة، حيث استطاع رجل واحد وبفكره المتحرر، أن يحولها من إمارة صحراوية نسيها التاريخ، إلى مزار عالمي يرصع خريطة الكرة الأرضية ، وسر دبي يكمن في عدد من التكتيكات البسيطة والتي لا ترى بالعين المجردة، وأول هذه الأسرار هو دعايتها التسويقية الخطيرة، فأنت تعتقد انك ستشاهد ما لم تشاهده ، وما لن تشاهده في أي مكان في العالم ، وتكتشف أنه كلام أفلام وغير صحيح، والشيء الآخر هو أنها أباحت لكل شعوب العالم دخولها بشرط أن يأتوا بصحبة نقودهم ، بل وسمحت لهم بالاستثمار ودون أي قيد أو شرط اللهم إلا دفع الضرائب والرسوم، وما نشاهده من عمران وعمارات هي من جيوب المستثمرين وتمويلهم وليست من جيوب الحكومة، وهي حركة ذكية ومحفوفة بالمخاطر، ولكن دبي قبلت المخاطرة، ووظفتها لصالحها فالداخل محفظته مفقودة، والخارج محفظته نظيفة، وفي دبي أسواق عالمية كالتي نشاهدها في كل مكان، ولكنها هذه المرة بأشكال وأزياء متنوعة ،وبالطبع ستجد كل ما تريد، وبأسعار متفاوتة، ولكن الأهم هو أنك تستطيع أن تشتري كل شيء هنا ، ومن شراء المتعة إلى شراء الزمن ، فإذا كنت مستعجلا، أو دهمك الوقت ،فكل مع عليك هو أن تدفع عددا من الدراهم زيادة عن التعريفة الرسمية، وبذا ستكون لك الأولوية، وإذا كنت ممن يتضايقون من زحمة السير فعليك (بالطريق السالك) ، وبزيادة أربعة دراهم فقط ، ودبي لا تشتري الزمن فقط بل تحاول أن تسبقه، فهي في سباق محموم معه، وتبحث عن كل فكرة جديدة وجريئة، ويُعتقد أنها ناجحة وقبل أن يسبقها الآخرون.

والمهم أن الشيخ محمد راشد بن مكتوم نجح نجاحا باهرا في إحياء هذا الميناء العتيق، وحول ساحل القراصنة الذي دوخ الإمبراطورية البريطانية، إلى أكبر ميناء للسوق الحرة في العالم، وقد نجح بينما فشلنا نحن في الكويت مع أننا نملك من العوامل ما تحلم به دبي ، فشلنا مع أننا بلد لا يتكلم مواطنه إلا بالمادة والقانون ولا تنطق حكومته إلا حسب اللوائح ولا يجتمع مجلسه إلا على خير مشروع . وهي مفارقة غريبة عجيبة ، ومع ذلك لا أنصح بتقليد دبي، فلو حاولنا تقليدها سنفشل فشلا أسطوريا ، ولسبب بسيط ، وهو أن حالة دبي مرهونة بشرط لن نستطيع تحقيقه في الكويت، وهو أن هذه الإمارة والتي تبدو للسائح الولهان متحررة من كل قيد وشرط ، تمتلك منظومة من القوانين الإدارية والمالية الصارمة، والتي لا تقبل الكسر أو العصر، ولا بالواسطة ولا بالرشوة ، وهو شرط لا يمكن تحقيقه في الكويت، وأعوذ بالله من هذا الشرط فقطع الأعناق ولا قطع الأرزاق!!