أحدث الأخبار
  • 12:19 . النفط يرتفع بعد انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام الأميركية... المزيد
  • 11:27 . إعلام: وصول ضباط إماراتيين إلى جزيرة سقطرى اليمنية... المزيد
  • 11:08 . "المركزي" مستعد للتدخل لمساعدة أي منشأة في الحصول على تأمين... المزيد
  • 10:54 . "الأرصاد" يحذر من تشكل الضباب وتدني مدى الرؤية... المزيد
  • 10:34 . "لا حرية للتعبير".. أمريكا تواصل قمع المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين... المزيد
  • 10:22 . لمواصلة الإبادة في غزة.. الاحتلال يشكر الشيوخ الأمريكي على إقراره المساعدة العسكرية... المزيد
  • 10:19 . أرسنال يسحق تشيلسي بخماسية ويستعيد صدارة الدوري الإنجليزي مؤقتاً... المزيد
  • 12:51 . على حساب الهلال السعودي.. العين يبلغ نهائي أبطال آسيا للمرة الرابعة في تاريخه... المزيد
  • 09:49 . تقرير: أبوظبي تشارك بنقل الفلسطينيين من رفح تمهيداً لاجتياحها من قبل الاحتلال... المزيد
  • 09:40 . جوجل تطرد 20 موظفًا احتجوا على صفقة مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 09:39 . أمير الكويت يبدأ زيارة رسمية إلى الأردن... المزيد
  • 08:25 . تسعير خام دبي لشهر يوليو بخصم 0.10 دولار عن خام عمان... المزيد
  • 08:20 . استثنى "سكاي نيوز".. السودان يعيد عمل مكاتب قناتي العربية والحدث السعوديتين... المزيد
  • 07:18 . النفط يتراجع إثر تقييم تداعيات العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران... المزيد
  • 07:15 . أبو عبيدة: سنواصل ضرباتنا ومقاومتنا ما دام عدوان الاحتلال مستمراً... المزيد
  • 07:01 . الإمارات وعُمان توقعان شراكات استثمارية بـ 129 مليار درهم... المزيد

"الديلي بيست": دول التحالف العربية ضد "داعش" هي مصدر "الإرهاب"

وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 16-09-2014


مؤتمر مكافحة الإرهاب الأسبوع الماضي في جدة يمكن تلخيصه في كلمتين: فرصة ضائعة. لماذا؟ لأنه لم يكن أي من المشاركين ممثلًا لصوت مستقل، ديمقراطي، أو منتقد في الشرق الأوسط. وبدلًا من ذلك، كان علماء المسلمين الذين شاركوا في المؤتمر معظمهم أصواتًا لحكوماتهم، والتي تدين كل صوت معارض على أنه إرهابيّ.
وخلال الأسبوع نفسه، قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشرح قضيته في الحرب ضد داعش إلى الرأي العامّ الأمريكي. كما بعث أوباما برسالة مباشرة إلى المسلمين في أنحاء العالم مفادها أن داعش ليست حقًّا مسلمة، وأن أمريكا ليست في حرب مع الإسلام. وكان من المخطّط له أن تصبّ هذه الرسالة في قلب العالم العربي الإسلامي، ولكنها لاقت آذانًا صمّاء.
ومع ذلك، يحشد وزير الخارجية جون كيري اليوم الحلفاء العرب ليلعبوا دورًا محوريًا في ضمان نجاح المبادرة، وبالتأكيد تشكل داعش تهديدًا أكبر بكثير لهؤلاء مما تشكله بالنسبة إلى الولايات المتحدة. وفي حين أن هذه الاستراتيجية هي أكثر مسؤولية من جانب الولايات المتحدة، إلا أن الحقيقة هي أن الدول العربية والإسلامية تواصل اتباع سياسات قصيرة النظر، وتنتج المزيد من التطرف، بدلًا من التصدي له.
ولقد تعلمت الولايات المتحدة أنه لا يمكنها سحب مشاركتها في شؤون الشرق الأوسط. واشنطن تعرف اليوم أنه لا يمكنها التعامل مع السياسة في الشرق الأوسط، حتى المحلية مثل تشكيل الحكومة العراقية، باستخفاف.
إذا تمّ تجاهل هذه السياسيات فهي قد تصبح تهديدًا للأمن الوطني الأمريكي، وكلما كانت الأقلية السنية، في حالة العراق، أو الأغلبية السنية، في حالة سوريا، مستبعدة أكثر من قبل حكوماتها، كلما خلق ذلك بيئة خصبةً أكثر لازدهار الجهاديين السنة.
مؤتمر جدة لمكافحة الإرهاب لم يتعرض لهذا المرض الشامل في العالم العربي. عبر جميع أنحاء المنطقة، هناك لعبة سياسية محصلتها صفر، تغذي فقط صعود التطرف.

على سبيل المثال، يعتبر فوز الشيعة هزيمةً للسُّنة، والعكس صحيح. وفي العراق، أدت السياسات الإقصائية والطائفية لنوري المالكي إلى أن تصبح داعش بديلًا جذابًا بالنسبة لسكان المناطق ذات الأكثرية السنية.
وتُساهم الحكومة المصرية في ارتفاع التطرف هذا أيضًا. سياسة القاهرة في سحق الإخوان المسلمين تبين أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم يقرأ التاريخ بشكل كافٍ. سياسة القبضة الحديدية التي تصف أي معارض بالإرهابي، لن تؤدي إلا إلى خلق درجة أعلى من التطرف داخل الحركة. اليوم، هناك 20 ألفًا من أعضاء جماعة الإخوان يتعفنون بعيدًا في السجون المصرية، ينتظرون حكمًا بالإعدام شنقًا، وغالبًا ما يتعرضون لتعذيب مروع تصبح معه الرصاصة في مذبحة رابعة نوعًا من الحظ الجيد، هذا الوضع مشابه جدًا للظروف التي أنتجت القيادي البارز في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في الثمانينيات.


وأما صادرات السعودية من الوهابية فقد فاقت صادراتها من النفط. لقد روجت المملكة لها في جميع أنحاء العالم من خلال سفاراتها والمساجد، لكي تصبح في نهاية المطاف مستنسخة من قبل الجماعات الجهادية، مثل داعش.


الوهابية هي الشكل الأكثر تحفظًا، قمعًا، وإقصائيةً من الإسلام، حيث تعتبر جميع غير الوهابيين، وخصوصًا الشيعة، أعداء. وكان أسامة بن لادن غارقًا في الوهابية، وكذلك العديد من الجهاديين السنة في العراق وسوريا اليوم، مثل أبي بكر البغدادي.


السبب الأساس لإنتاج التطرف في العالم العربي يكمن في ثقافة الإقصاء السياسي القمعية، إلى جانب التعصب الديني. والأمر متروك للولايات المتحدة أن تفعل المزيد لتشجيع سياسة شاملة في الدول العربية، كما فعلت مؤخرًا في العراق، عندما أجبرت المالكي على التنازل عن مكتب رئيس الوزراء بسبب سياساته الطائفية.
ويجب على الولايات المتحدة النظر في سياساتها في منطقة الشرق الأوسط. وقوفها إلى جانب المملكة العربية السعودية، وتجاهل الازدواجية في التعامل مع عملاقة النفط، أثبت أنّه أمر ضارّ بالفعل بالمصالح الأمريكية في المنطقة. ويجب أن تتخذ واشنطن موقفًا ضد ترويج الرياض للوهابية الإقصائية. وبالمثل، يجب وضع ضغوط على مصر للتخلّي عن مطاردة جماعة الإخوان المسلمين.


من أجل الوصول إلى استراتيجية فعّالة لمكافحة الإرهاب، يجب أن تضغط الولايات المتحدة على الدول العربية لإجراء الإصلاحات السياسية التي تؤدي في النهاية إلى تبني عقد اجتماعي جديد في هذه الدول، يمثل كل مجموعات السكان ويحميهم.


وفي نهاية المطاف، يجب أن تبدأ عملية المصالحة بين الشيعة والسنة. تمثل هذا النزاع، منذ قرون وحتى اليوم، في حرب بالوكالة بين إيران والمملكة العربية السعودية، وأنتج وحشًا يهدد الأمن القومي ليس فقط لدول الشرق الأوسط، ولكن أيضًا للولايات المتحدة. يجب أن يُوضع حدّ لهذا الصراع. لم تعد إدارة أوباما قادرة على الاختباء وراء ذريعة أن هذه قضية محلية، فهي العكس تمامًا. يجب على إدارة أوباما أن تنتهج سياسة عقوبات صارمة ضد أي دول تمول الجهاديين، حتى ولو كانت بعض هذه الدول من حلفاء أمريكا.


ما سوف يغيّر الواقع في الشرق الأوسط، في نهاية المطاف، هي الجماعات التي تدعو بنشاط لثقافة الديمقراطية وقيمها في جميع أنحاء العالم العربي. حملة لترويج هذه الأفكار على كل المستويات يجب أن تبدأ كجزء من مبادرة مكافحة الإرهاب التي أطلقها كيري. النشاط الشعبي الذي يطلب تحقيق القيم الديمقراطية يمكن أن يعمل بالتوازي مع استراتيجيات مكافحة الإرهاب لتحقيق المزيد من النتائج الملموسة. ولكن، لن يستطيع هؤلاء المعتدلين يومًا أن يصبحوا الاتجاه السائد في الشرق الأوسط، إذا ما بقي الغرب يختار باستمرار دعم الحكام العسكريين والمستبدين والطغاة جيلًا بعد جيل.