أحدث الأخبار
  • 12:48 . علاوة مالية شهرية للأئمة والمؤذنين بقيمة نصف الراتب الأساسي... المزيد
  • 12:24 . الاحتلال يفرج عن مراسل الجزيرة وواشنطن تطالب بمعلومات عن الواقعة... المزيد
  • 11:23 . ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة يرتفعون إلى 31 ألفا و726 شهيدا... المزيد
  • 11:05 . مركز حقوقي: بعض معتقلي "الإمارات 84" أمضوا عامين في السجن الانفرادي... المزيد
  • 03:22 . أسباب عشرة.. لماذا يرفض الإماراتيون التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي؟... المزيد
  • 01:40 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعاود اقتحام مجمع الشفاء الطبي... المزيد
  • 03:26 . برشلونة يهزم أتلتيكو وينتزع وصافة الدوري الإسباني من جيرونا... المزيد
  • 01:24 . تعليقاً على محاكمة "الإمارات 84".. نشطاء وحقوقيون: رسالة مخيفة من أبوظبي لمن يخالف رأيها... المزيد
  • 01:10 . "الخليج لحقوق الإنسان": محاكمة "الإمارات84" هدفها الأساسي إبقاء المعتقلين في السجن والقضاء عليهم... المزيد
  • 12:01 . رويترز: الحذر يشوب معاملات بورصات الخليج قبل اجتماع المركزي الأمريكي... المزيد
  • 11:50 . "بلومبيرغ": صندوق الاستثمارات العامة يسعى للاستحواذ على الخطوط السعودية... المزيد
  • 11:47 . عبدالله بن زايد يجري "زيارة عمل" غير مُعلنة إلى قطر... المزيد
  • 11:45 . كأس إنجلترا.. اليونايتد يُقصي ليفربول ويصعد لنصف النهائي... المزيد
  • 11:12 . لماذا اعتمدت حكومة دبي شعار الإمارة القديم؟... المزيد
  • 10:37 . الجيش الأمريكي يعلن تدمير خمسة زوارق وطائرة مسيرة للحوثيين باليمن... المزيد
  • 01:10 . "استثمار محفوف بالمخاطر".. ما الذي تكسبه الإمارات مقابل ضخ 35 مليار دولار في مصر؟... المزيد

أبوظبي ترفض المرشح الجزائري كمبعوث أممي إلى ليبيا وتدعم شخصية موالية لها

متابعات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 27-03-2020

تساؤلات تُثار منذ استقالة الدبلوماسي اللبناني غسان سلامة من منصب رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الذي بدأ فيها مهامه، يونيو 2017 وحتى شهر مارس 2020، بسبب مشاكل صحية بحسب ما كتبه على صفحته في تويتر.

وعقب استقالته برز اسم وزير الشؤون الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة،  من قِبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي تم اقتراحه بشكل رسمي.

مصر والإمارات ترفضان مرشح الجزائر.. ولكن ماذا عن موقف باقي الدول

تسعى أبوظبي للدفع بشخصية تتوافق مع توجهها السياسي، وذلك سيراً على نهج غسان سلامة، الذي تقول مصادر مطلعة إن أبوظبي كانت تدعمه جنباً إلى جنب مع مصر والسعودية، حيث عُرف سلامة بمواقفه المتساهلة مع اللواء خليفة حفتر على حساب حكومة الوفاق الوطني في طرابلس.

وترفض أبوظبي والقاهرة تعيين رمطان لعمامرة باعتبار أنّه جزائري، في ظل حرب باردة بين مصر والجزائر حول الملف الليبي، حيث ترفض الجزائر دخول حفتر إلى طرابلس رفضاً قاطعاً، لأنها تعتبر دخول حفتر إلى طرابلس يعني تزايد التمدد والنفوذ المصري-الإماراتي في ليبيا.

ورغم أن أبوظبي تعارض مشاريع الإسلام السياسي بعد الربيع العربي، والجزائر تتخذ نفس الاتجاه، فإنها تختلف في حساباتها عن الإمارات.

كما عارض مجرم الحرب خليفة حفتر تعيين لعمامرة.

إذ اعتبر الناطق الرسمي باسم قوات حفتر أحمد المسماري، الذي عقد مؤتمراً صحفياً في القاهرة مؤخراً، أنّ اقتراح تعيين لعمامرة غير منطقي، وقال “نحن لا نقبل به وسيطاً للحوار، وطالب بأن يكون المندوب الأممي شخصية إفريقية، أو لا يكون من جيران ليبيا”.

مصادر ليبية رسمية خاصة، قالت لموقع ”عربي بوست”، إن لعمامرة سيواجه صعوبات في مسألة تعيينه بالمنصب الجديد، لأنّ اسمه مجرد اقتراح من قبل الأمين العام للأمم المتحدة.

وتشير تلك المصادر إلى أنّ المؤشرات تفيد بأنّ الروس والأمريكيين لن تكون لديهم مشكلة مع رمطان لعمامرة، لكنّ الموقف الروسي يمكن أن يتغير بتحريض مصري-إمارتي.

مصادر أمنية ليبية أخرى رفيعة، أشارت إلى أنّ رمطان لعمامرة سيلقى دعماً سياسياً من فرنسا، باعتبار أنّ النفوذ الفرنسي في شمال إفريقيا، وعلى رأسها الجزائر والمغرب، قوي جداً، إضافة إلى أنّ لعمامرة شخصية لها حيثيتها في أروقة الأمم المتحدة ولدى أمينها العام، إضافة إلى أنّ لعمامرة يعتبر من أقوى رجال حقبة بوتفليقة في الجزائر، وتولى مناصب عدة في هذه الحقبة.

البديل الذي تحاول مصر والإمارات تمريره

تسعى كل من أبوظبي والقاهرة إلى الترويج لشخصية جديدة يجري طرحها والتسويق لها في وسائل إعلام محسوبة على الإمارات، وتتمثل تلك الشخصية في وزير الداخلية الأردني الأسبق سمير حباشنة، الذي تريده أبوظبي بديلاً لرمطان لعمامرة.

قناة الغد المدعومة إمارتياً حاولت الترويج لشخصية سمير حباشنة، وصورت شخصيته على أنّه يحظى بالدعم الكبير في ليبيا، وبقبول وارتياح ليبيين، وتأييد ودعم من السياسيين والدبلوماسيين والمثقفين العرب، وهذا غير صحيح، فشخصية الحباشنة غير معروفة لدى الليبيين، ولا يعرفونه من قريب ولا من بعيد.

الحباشنة.. تاريخ أمني

يتم الترويج للحباشنة، المقرب من دوائر السلطة الأردنية، في وسائل الإعلام الممولة إماراتياً، على أنّه سيكون المبعوث الأممي في ليبيا وأنه شخصية لديها القدرة على حل النزاع الليبي ويمتلك رؤية لحل هذا النزاع، وباستطاعته أن يفكّ هذا الاشتباك بين أطراف الأزمة الليبية، وأنّه متخصص في حل النزاعات والصراعات، ويقود مجموعة عربية تعنى بهذا المجال، ويبحث عن التضامن العربي.

ويقول المستشار السياسي والأمني المقرّب من دوائر القرار الأردنية، محمد الملكاوي، إن الحباشنة شخصية سياسية أردنية، خلفيته عروبية قومية بالدرجة الأولى، ومطّلع على كثير من الشؤون السياسية العربية، وتقلّد عديداً من المناصب السياسية في الأردن، أبرزها منصب وزير الداخلية في مرحلة كانت حرجة.

وأضاف: “إن الحباشنة كان جزءاً من حكومة أردنية تسعى إلى محاولة السيطرة على الشؤون الداخلية، وفي الوقت نفسه البدء بإصلاح سياسي حقيقي”.

ويرجّح الملكاوي اختيار الحباشنة في منصب المبعوث الأممي الجديد في ليبيا، ويرجع ذلك إلى قدرته على فهم الملف الليبي بشكل كامل (علماً أن اسمه لم يُطرح بشكل رسمي).

وقال إنه لن يتعامل مع ملفات سياسية بقدر ما سيتعامل مع ملفات أمنية وعشائرية، وملفات تسعى إلى إصلاح داخل الدولة الليبية المفككة ولها امتدادات خارجية وطابع عسكري وأمني وسياسي.

ويرى الملكاوي أنّ الحباشنة سيسعى إلى توحيد الصف الليبي عبر التواصل مع قيادات ومسؤولين ليبيين سواء كانوا سابقين أو حاليين”.

الحباشنة يعي أن ليبيا تتنازعها قوى إقليمية في المنطقة، بحسب رؤية الملكاوي. وسيسعى إلى إقناع الأمين العام للأمم المتحدة بوضع خطة ناجحة للتعامل مع الملف الليبي، تراعي دعم بعض القوى الدولية والإقليمية لحفتر، وتركيا لحكومة الوفاق.

الخوف من تكرار تجربة سلامة

انتقدت المصادر المطلعة على الشأن الليبي نهج المبعوث الأممي السابق غسان سلامة، الذي تولى مهمته بسبب انحيازه للإمارات ومصر وحفتر، رغم أن الأخير انتهك بشكل فاضح ترتيبات وقف إطلاق النار التي كانت ترمي للتحضير لعملية تسوية سلمية تشرف عليها الأمم المتحدة، بالتعاون مع الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي.

حتى إن حفتر بدأ هجومه على طرابلس، عندما كان الأمين العام للأمم المتحدة يزورها للإعداد لإطلاق عملية التسوية.

وضربت مثالاً بمواقف سلامة بتجاهله لوجود قاعدة الخادم الإماراتية في شرق ليبيا، التي سمح حفتر لأبوظبي بإنشائها وكانت تنطلق منها الطائرات والعتاد الإماراتي، وكان قائدها إماراتياً برتبة عميد، يُدعى أبو محمد. 

وكان غسان سلامة يعرف بوجود هذه القاعدة، ووصله تقرير مفصل عن هذه القاعدة ومكان وجودها ومساحتها الجغرافية، وكم يوجد بها من أسلحة وعتاد، من أحد أعضاء المجلس الأعلى للدولة الليبي.

المصادر ذاتها اتهمت غسان سلامة بأنه لم يأبه إلى كثير من الخروقات والتدخلات الكبيرة في الأزمة الليبية، ومنها التدخلات الإماراتية والمصرية والإماراتية، كما أنّه لم يركز على قرارات مجلس الأمن التي تتعلق بحظر توريد السلاح إلى ليبيا خلال سنوات واصلت فيها مصر والإمارات إرسال الأسلحة إلى ليبيا.

لكن عندما تحالفت حكومة الوفاق الوطني مع تركيا، ووقعت اتفاقية التعاون العسكري والأمني معها، أصبح في كل مؤتمر صحفي يتحدث عن أنّ هناك خرقاً لقرارات مجلس الأمن، يتعلق بخرق حظر السلاح، وهناك أطراف إقليمية تدعم أطراف النزاع بالسلاح، في إشارة منه إلى تركيا، لأنّه يعرف أنّها بدأت بإمداد حكومة الوفاق الوطني بالعتاد والسلاح كما كانت تفعل مصر والإمارات والأردن والسعودية وفرنسا مع حفتر، على مدار سنوات.

ومن هنا فإنّ العديد من الأطراف الليبية تتخوف من إعادة استنساخ شخصية جديدة مثل غسان سلامة، تتماهى وتخدم أطرافاً ودولاً مهمة مثل الإمارات ومصر والسعودية وفرنسا، الأمر الذي يجعل من سيناريو تمرير شخصية محسوبة على هذا المحور هو الأقرب والأكثر حضوراً، وهذا سيُدخل الملف الليبي في أزمات ومشكلات متلاحقة لن تنتهي، بحسب موقع "عربي بوست".