شرع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بزيارة عمل إلى الجزائر تدوم يومين، خصص الجزء الأكبر منها لمناقشة الملف الليبي وتداعياته على الساحة الإقليمية، فيما أكد الرئيسان الجزائري والتركي تطابق وجهات نظرهما بشأن الحل للأزمة الليبية.
وكان في استقبال أردوغان على أرضية المطار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ومسؤولون كبار في الدولة، وأردوغان هو أول رئيس دولة أجنبي يزور الجزائر منذ انتخاب تبون رئيساً للجمهورية.
وأجرى الرئيسان جلسة مشاورات أولى في القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين، والتي تناولت أساساً العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، وناقشا كذلك الملف الليبي الذي يستحوذ على الاهتمام الأكبر خلال هذه الزيارة، علماً أنه سبق لوزير الخارجية التركي أن زار الجزائر قبل أيام على خلفية المشاورات التي كانت يقوم بها العديد من الدول مع السلطات الجزائرية بخصوص الملف الليبي. كما سبق للرئيس الجزائري ونظيره التركي أن التقيا على هامش مؤتمر برلين الذي عقد منذ أيام، والذي خصص لمناقشة الوضع في ليبيا، وتم التوصل خلاله إلى توقيف إطلاق النار بين الطرفين المتنازعين.
وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي إنه يعتزم القيام بزيارة إلى تركيا قريباً لعقد أول مجلس تعاون مشترك بإشراف رئيسي البلدين، وذلك على إثر دعوة وجهها إليه الرئيس التركي، مشيراً إلى إنه اتفق مع اردوغان على كل شيء، وأنه تم خلال الزيارة توقيع انطلاقة جديدة نحو الأمام.
أما فيما يتعلق بالملف الليبي، فقال الرئيس تبون: «اتفقت مع الرئيس التركي على السعي للسلم في ليبيا، وأن نلتزم بتطبيق ما تقرر في مؤتمر برلين».
وأوضح الرئيس الجزائري أنه «لا يمكن الإنكار بأن تركيا دولة قوية اقتصادياً خارج الاتحاد الأوروبي، وأنها تمكنت من بناء اقتصادها بتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة»(..) «وعليه، فإننا اتفقنا مع تركيا على رفع حجم التبادلات إلى أكثر من 5 مليارات دولار، كما قررنا بأن يكون هنالك تواصل يومي بين وزراء خارجية البلدين، حتى لا نترك أي مجال لأي سوء تفاهم».
من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن للجزائر تأثيراً مباشراً على الملف الليبي، مشيراً إلى أن الجزائر هي عنصر للسلام والاستقرار في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة.
وأضاف قائلاً: «قلنا منذ بداية الأزمة إن الحل العسكري لا يمكن أن يأتي بنتائج، وقمنا باتصالات مكثفة على المستوى الدولي من أجل وقف دائم لإطلاق النار بين المتنازعين وإيقاف نزيف الدم، وركزنا على الخطوات المشتركة، وإمكانية التعاون في هذا المجال».
وأدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بـ«أشد العبارات» قصف قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر لمطار معيتيقة الدولي في العاصمة طرابلس.