أحدث الأخبار
  • 11:32 . موسكو تعلن دخول سفن حربية روسية إلى البحر الأحمر... المزيد
  • 10:30 . 111 مليون مستفيد في 105 دول من مبادرات محمد بن راشد العالمية في 2023... المزيد
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد
  • 01:00 . "الوطني الاتحادي" يعتمد توصية بضوابط موحدة للإعلانات الغذائية الإلكترونية... المزيد
  • 12:22 . مساهمو "أدنوك للتوزيع" يعتمدون سياسة جديدة لتوزيع الأرباح... المزيد
  • 12:19 . "طاقة" و"جيرا" اليابانية تتعاونان لتطوير محطة كهرباء بالسعودية... المزيد
  • 05:50 . سخط إماراتي ومقاطعة لسلسلة مطاعم بعد مشاركة مالكتها مقطع فيديو مؤيد للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 05:02 . محتالون يخدعون المستثمرين بملايين الدراهم بانتحالهم صفة شركة وساطة كبرى... المزيد
  • 04:44 . 155 ألف أصل سيبراني ضعيف.. الهجمات السيبرانية تقلق الشركات في الإمارات... المزيد
  • 04:32 . عقوبات أمريكية ضد كوريا الشمالية تستهدف شركة مقرها الإمارات... المزيد
  • 04:20 . حكومة الشارقة تنفي إشاعة تغيير بالأذان وتؤكد عدم السماح بالمساس في الثوابت الدينية... المزيد
  • 04:15 . لماذا يعزف الشباب الإماراتي عن إمامة المساجد؟... المزيد
  • 04:15 . في إساءة للدولة.. إعلام أبوظبي ينشر مقارنة بين "مجاعة غزة" و"تطور الخليج"... المزيد

ماذا وراء العلاقة المتنامية بين الإمارات وروسيا؟.. موقع أمريكي يجيب

أرشيفية
وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 18-10-2019

 اعتبر موقع «لوب لوج» الأميركي، زيارة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" إلى أبوظبي، زيارة مهمة لتوسيع العلاقات الروسية الإماراتية المتنامية في العديد من المجالات في الأعوام الأخيرة، والتي تشمل الاستثمار والتجارة والثقافة والفضاء الخارجي والسياحة والأمن.

وكانت الشراكة الاستراتيجية التي وقعها البلدان في يونيو 2018 نقطة تحول في الشؤون الثنائية، ما يؤكد على مدى تقدير كل من موسكو وأبوظبي لعلاقاتهما العميقة. والآن، يأخذ البلدان هذه الشراكة إلى آفاق جديدة، ومصالح نفوذ في المنطقة، وفق الموقع الأمريكي.

وأثناء وجود الرئيس الروسي والوفد المرافق له في العاصمة أبوظي، أجرى "بوتين" محادثات مع الحاكم ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد"، الذي التقى "بوتين" في المطار لدى وصوله من السعودية، وأثناء حديثه إلى المسؤولين الإماراتيين، أعطاهم "بوتين" كلمته بأنه "لن يخيب ظنهم"، حيث تم توقيع صفقات استثمار إماراتية - روسية بقيمة أكثر من 1.3 مليار دولار خلال الزيارة.

وبالنسبة لروسيا، لا توجد دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي مهمة من حيث التجارة مثل الإمارات، وكما أوضح "بوتين" لوسائل الإعلام المملوكة للدولة في الإمارات: "من بين جميع دول الخليج، لدى الإمارات وروسيا أعلى مستوى للتبادل التجاري بقيمة 1.7 مليار دولار، لكن بالطبع هذا لا يكفي. نحن جميعا على دراية بذلك، ونعمل مع صندوق الثروة السيادية في الإمارات (مبادلة) على مشروعات مشتركة بقيمة نحو 7 مليارات دولار أمريكي".

وفي الواقع، تتمتع روسيا والإمارات بعلاقة اقتصادية نابضة بالحياة وطويلة الأمد، وتتنوع الصادرات الروسية إلى الإمارات حيث تشمل السلع الأساسية، مثل المعادن الثمينة والأحجار والصلب، وكذلك المنتجات المعدنية الحديدية، والآلات والمعدات، والمركبات، والكيماويات، والمواد الغذائية، والخشب، والورق، والكرتون.

ومنذ منتصف العقد الأول من القرن الـ21، قامت الشركات الروسية العملاقة التابعة للدولة وكذلك الشركات الخاصة بأعمال تجارية في الإمارات، وبالنسبة لروسيا، تمثل الإمارات مركزا جذابا للأعمال في أفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط.

وفي الوقت نفسه، استثمرت الدولة الخليجية في روسيا، في قطاعات الغاز والنفط والعقارات والبنية التحتية والخدمات اللوجستية، وتسعى إلى تعزيز وجودها في قطاع إنتاج الأغذية في روسيا. بالإضافة إلى ذلك، تشترك الدولتان في مشروعات لاستخراج الموارد الطبيعية، ويعد كلاهما مركزا تجاريا ناشئا في مجال "الماس".

ما علاقة الدين والثقافة في العلاقة بين البلدين؟

وترتبط الإمارات وروسيا من حيث الدين والثقافة، فعلى سبيل المثال، لدى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية فرع يتسع لـ20 ألف شخص في الشارقة، ما يوضح الاحترام المتبادل بين الروس والإماراتيين للجذور الدينية لكل منهما. وفي هذه النقطة، يرى سفير أبوظبي السابق في موسكو، "عمر غباش"، أن روسيا حضارة مسيحية عظيمة.

وكان مؤتمر "غروزني" لعام 2016 حدثا مهما من حيث الجهود الإماراتية الروسية لتوفير رؤى حول مستقبل الإسلام قائمة على رفض التفسيرات والمذاهب التي تعتبرها الحكومتان متطرفة، وسط تنافس جيوسياسي بين مختلف المذاهب والاتجاهات السنية.

وظهرت التبادلات الإماراتية الروسية في الفنون والموسيقى والرقص كجوانب متزايدة الأهمية في العلاقات الثنائية. وكتب "ثيودور كاراسيك" مؤخرا أن "بعضا من أرقى الفنون والتقاليد الموسيقية في روسيا هي الآن جزء من المشهد الفني في الإمارات"، مضيفا أن "زخم العلاقة بين روسيا والإمارات يمثل جسرا بين حضارتين، ويؤسس نموذجا جديدا للعلاقات الروسية في الشرق الأوسط".

ما الأبعاد الجيوسياسية والأمنية؟

ومثل جميع العواصم العربية الأخرى تقريبا، ترى أبوظبي أن دور روسيا في البنية الأمنية في الشرق الأوسط يكتسب أهمية متزايدة. وتؤدي الشواغل المشتركة، والمصالح المتداخلة، إلى زيادة التوافق بين الروس والإماراتيين، ويعد الصراعان اللذان ساعدا على التقريب بين موسكو وأبوظبي في المنطقة هما اليمن وسوريا.

هل تنحاز موسكو لموقف أبوظبي من جنوب اليمن؟

وفي اليمن، يقول الموقع الأمريكي، إن موسكو تبنت سياسة "عدم الانحياز الاستراتيجي" منذ دخول التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات المعركة في مارس 2015، ومع ذلك، ازداد توافق روسيا والإمارات هذا العام بشكل أوثق على خلفية العلاقات المتنامية بين البلدين، من خلال دعم الكرملين للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات في جنوب اليمن.

وقد جعل الارتباط الدبلوماسي الروسي مع المجلس من موسكو العاصمة الوحيدة في العالم التي تشترك، إلى حد ما، في رؤية الإمارات لجنوب اليمن، وقضية الانفصال الحساسة التي استمرت لعقود، التي ما زالت تغذي الخلافات بين الرياض وأبوظبي.

علاوة على ذلك، كما أوضح "صموئيل رحماني"، فإن الشركات العسكرية الروسية الخاصة، التي يُقال إنها موجودة في جنوب اليمن، قد تمهد الطريق للتعاون بين موسكو وأبوظبي هناك، لأن الوضع في عدن لا يزال متقلبا للغاية.

ويبقى التاريخ مهما بشكل كبير فيما يتعلق بالطريقة التي تنظر بها روسيا إلى جنوب اليمن. فقد كان لموسكو في عدن نفوذا قويا خلال الحرب الباردة، وهي مهمة للكرملين في وقت يسعى فيه "بوتين" والموجودون في دائرته الداخلية لاستعادة النفوذ الذي فقدته موسكو عندما انهار الاتحاد السوفييتي.

وفي الطريق إلى ذلك، قد يتطلع القادة الروس إلى إقامة قاعدة بحرية في عدن، خاصة أن البحر الأحمر يزداد عسكرة من قبل القوى العالمية والإقليمية.

وكانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (اليمن الجنوبي) منحازة للسوفييت قبل الوحدة، حيث كانت تحكم من قبل النظام الماركسي الوحيد في شبه الجزيرة العربية، وهو ما يفسر الروابط الخاصة القائمة بين اليمنيين الجنوبيين من الجيل الأكبر ونظرائهم الروس.

وعلى الرغم من أن الحكومة الروسية لن تدعم بشكل علني استقلال جنوب اليمن، "قد تنظر موسكو في تسهيل دخول المجلس الانتقالي الجنوبي إلى مفاوضات السلام التي تتوسط فيها الأمم المتحدة، كوسيلة لدعم مصلحة الإمارات، دون تعريض استراتيجية الموازنة الإقليمية الأوسع نطاقا للخطر"، على حد تعبير "رحماني".

أبوظبي تخالف الرياض بشأن سوريا

وفيما يتعلق بسوريا، لم تؤجج الأزمة أبدا احتكاكا كبيرا في علاقة روسيا بالإمارات كما فعلت مع دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، خاصة السعودية وقطر، في المراحل الأولى من النزاع.

 وعلى عكس الرياض والدوحة، اللتين انضمتا إلى أنقرة في دعم الفصائل السورية المعارضة، كانت أبوظبي تنظر دائما إلى احتمالات سقوط "بشار الأسد" لصالح الفصائل الإسلامية كسيناريو مقلق، على الرغم من استياء الإمارات من تحالف النظام السوري الوثيق مع طهران.

وكانت استعادة أبوظبي لعلاقاتها الدبلوماسية مع حكومة "الأسد"، في ديسمبر/كانون الأول، تأكيدا آخر على تحرك الإمارات نحو روسيا، وبعيدا عن الغرب، فيما يتعلق بالأزمة السورية.

ومع استمرار جهود الحكومة السورية لإعادة الاندماج دبلوماسيا في العالم العربي، وهي جهود من المحتمل أن تتسارع نتيجة للتدخل العسكري التركي في شمالي سوريا، سيكون هناك المزيد من التعاون بين أبوظبي وموسكو بشأن الملف السوري.

ومما لا شك فيه، أن واشنطن مارست ضغوطا على الإمارات لكي لا تتحرك بشكل أسرع نحو إعادة إقامة علاقات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية وأمنية أقوى مع حكومة "الأسد"، ومع ذلك، تأمل موسكو أن تصبح أبوظبي شريكا لها في سوريا، خاصة في مجال إعادة الإعمار.

وكما ذكر "رحماني"، فقد أثنت وسائل الإعلام الروسية على رجال الأعمال الإماراتييت الذين حضروا معرضا تجاريا في العاصمة السورية في أواخر أغسطس، على الرغم من تحذيرات واشنطن من التعامل مع دمشق. ويمكن لروسيا أن تكافئ الإمارات لإظهارها استعداد لمزيد من الانفصال عن واشنطن فيما يتعلق بسوريا، من خلال دعوة أبوظبي للانضمام إلى محادثات "أستانا"، على افتراض نجاة عملية السلام من آثار قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" منح الضوء الأخضر للجيش التركي للتحرك نحو سوريا بداية هذا الشهر.

وفي ليبيا أيضا، أظهر الروس نفوذهم، وإن لم يكن بنفس القوة التي ظهرت في سوريا. وسعت موسكو إلى إظهار موقف "محايد"، لمنح الكرملين فرصة للعب دور الوسيط. وبالتالي، كانت سياسة موسكو الخارجية في ليبيا أقرب إلى نهج "عدم الانحياز الاستراتيجي" الذي اتبعته في اليمن، أكثر من استراتيجية الدعم الشامل لجانب معين كما هو الحال في سوريا. ومع ذلك، يبدو أن الكرملين قد تحول تدريجيا في اتجاه دعم الإدارة القائمة في طبرق، والجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال "خليفة حفتر"، المدعوم من الإمارات، مما يجعل ليبيا مثالا آخر على نمو التوافق بين أبوظبي وموسكو.

موسكو تستفيد من أخطار واشنطن ف المنطقة

وبعد "انسحاب" الولايات المتحدة من شمالي سوريا، والبيانات المتناقضة من "ترامب" حول النزاع التركي الكردي، يوجد قلق أكبر بين المسؤولين في أبوظبي بشأن اعتمادهم على المظلة الأمنية الأمريكية.

وقد جعلت استجابة إدارة "ترامب" الضعيفة للاستفزازات الإيرانية المزعومة في الخليج الإماراتيين أكثر اقتناعا بأن "ترامب" فشل في دعم خطابه الذي توعد فيه باتخاذ إجراءات بشأن القضايا المتعلقة بإيران، واستخدم "بوتين" عدم الثقة المتزايد بين إدارة "ترامب" وحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لإظهار أن روسيا دولة تقف إلى جانب حلفائها حقا.

ومن الواضح أن الروس صاروا أنفسهم لاعبا طبيعيا في التصميم الجيوسياسي للمنطقة، وقد بدأت أبوظبي في مشاركة وجهة النظر هذه مع موسكو وتبني جدول أعمالها في العالم الإسلامي، وفي الوقت الذي تستخدم فيه أبوظبي أدواتها الدبلوماسية للتواصل مع إيران بشكل متواضع، بعد فشل حملة أقصى ضغط ضد طهران، تكتسب زيارتا الرئيس الروسي إلى كل من السعودية والإمارات أهمية كبيرة.

وقد كتب السفير الأمريكي السابق في اليمن "جيرالد فايرشتاين": "يتطلع بوتين للعب دور الوسيط في المنطقة، لذا فإن موسكو لن تميل إلى طرف ما في الصراع بين دول مجلس التعاون الخليجي وطهران".

وكانت زيارة "بوتين" إلى أبوظبي دليلا على أن الإمارات وروسيا صارا أكثر أهمية لبعضهما البعض وفق رأي الموقع الأمريكي، ومع ذلك، يجب أن يُنظر إلى نمو هذه العلاقة الثنائية في سياق عالم متعدد الأقطاب بشكل متزايد، لا تتجه فيه الإمارات فقط إلى روسيا، ولكن أيضا إلى الصين والهند، لخدمة المصالح الاقتصادية والأمنية الخاصة بها بشكل أفضل.

وضمن هذا السياق يقول الموقع الأمريكي، "بينما تستمر الدول الغربية في فقدان نفوذها في الشرق الأوسط، تسعى موسكو لإقامة علاقات أعمق مع الإمارات، إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، وكذلك إيران، لتعزيز نفوذ روسيا الإقليمي".