أحدث الأخبار
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد
  • 01:00 . "الوطني الاتحادي" يعتمد توصية بضوابط موحدة للإعلانات الغذائية الإلكترونية... المزيد
  • 12:22 . مساهمو "أدنوك للتوزيع" يعتمدون سياسة جديدة لتوزيع الأرباح... المزيد
  • 12:19 . "طاقة" و"جيرا" اليابانية تتعاونان لتطوير محطة كهرباء بالسعودية... المزيد
  • 05:50 . سخط إماراتي ومقاطعة لسلسلة مطاعم بعد مشاركة مالكتها مقطع فيديو مؤيد للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 05:02 . محتالون يخدعون المستثمرين بملايين الدراهم بانتحالهم صفة شركة وساطة كبرى... المزيد
  • 04:44 . 155 ألف أصل سيبراني ضعيف.. الهجمات السيبرانية تقلق الشركات في الإمارات... المزيد
  • 04:32 . عقوبات أمريكية ضد كوريا الشمالية تستهدف شركة مقرها الإمارات... المزيد
  • 04:20 . حكومة الشارقة تنفي إشاعة تغيير بالأذان وتؤكد عدم السماح بالمساس في الثوابت الدينية... المزيد
  • 04:15 . لماذا يعزف الشباب الإماراتي عن إمامة المساجد؟... المزيد
  • 04:15 . في إساءة للدولة.. إعلام أبوظبي ينشر مقارنة بين "مجاعة غزة" و"تطور الخليج"... المزيد
  • 12:21 . الإمارات تعلن إسقاط 90 طناً من المساعدات على شمال غزة... المزيد
  • 10:54 . "أدنوك" تنتج أول كمية نفط خام من منطقة "بلبازيم" البحرية... المزيد

لا مستقبل بدون الهوية العربية الجمعية

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 13-07-2019

لا مستقبل بدون الهوية العربية الجمعية | القدس العربي

في مؤتمر حضرته مؤخرا طرح موضوع الهوية العروبية الجمعية، الذي تسعى بعض أنظمة الاستعمار الغربي، بالتناغم التام مع النظام العنصري الصهيوني في فلسطين المحتلة، وبتعاون من قبل بعض الكتاب والأجهزة العربية، تسعى جميعها إلى تشويهها وإضعافها في الذاكرة الجمعية العربية.
عملية التشوية والإضعاف تلك تستعمل كسلاح ناعم في حروب متنامية لمزيد من تجزئة الوطن العربي، وإدخال حكوماته وشعوبه في صراعات وحروب أهلية لا تخمد في مكان حتى تشتعل في مكان آخر، تمهيدا لقيام الدويلات الطائفية أو العرقية أو القبلية، وبشرط بقاء تلك الدويلات الجديدة تحت المظلة الاستعمارية ـ الصهيونية المشتركة واندماجها الكامل، كتابع ذليل مستهلك، في النظام العولمي النيوليبرالي الرأسمالي.
من يريد أن يتعرف على أهداف ووسائل عمليات التشويه تلك ما عليه إلا أن يقرأ كتابات المستشرق الأمريكي الصهيوني برنارد لويس، وما نادى به رئيس الكيان الصهيوني السابق شمعون بيريز بشأن الشرق الأوسط الجديد، وتفاصيل مشاريع مثل «الحلف من أجل المتوسط» أو «الشرق الأوسط الكبير الجديد»، وما يكتبه الآن بعض العرب من الذين تخلوا عن أي التزام وطني أو قومي. 

قوى الشر والتآمر تلك تعتقد أن فرصتها التاريخية لإنجاح خططها توجد في اللحظة الحالية التي تعيشها الأمة العربية وتحياها الأرض العربية بكاملها.
لنعد إلى موضوع الهوية.. ما لفت انتباهي هو الاهتمام غير الطبيعي الذي أعطاه بعض المتحدثين والمحاورين في ذلك المؤتمر للهويات الفرعية، الدينية والمذهبية والإثنية واللغوية، واعتبار وجودها إشكالية تتشابك وتتصارع مع الهوية العروبية الجمعية. وهو طرح غير موضوعي، إذ إن الإنسان العربي، مثل غيره في كثير من بلدان العالم، يمكن أن تتعايش في ذهنه ومشاعره عدة هويات فرعية، طالما أنها تتعايش بسلام وتسامح من جهة، وطالما أنها لا تتقدم على الهوية الجمعية التي تسعى لقيام أمة واحدة غير مجزأة في وطن واحد غير مجزأ، ولا تتنافس معها من جهة ثانية. 

الهوية العروبية الجامعة لا يمكن أن تتعارض مع كون الإنسان العربي أيضا كرديا أو أمازيغيا، سنيا أو شيعيا أو درزيا، مصريا أو عمانيا أو مغربيا، فردا منتميا لهذه القبيلة أو العشيرة أو تلك، إنها بالعكس، تعتبر الهويات الفرعية ومكوناتها اللغوية والثقافية والدينية مصدر إثراء لها ومصدر تجديد دائم لمكوناتها.

الهوية العروبية الجامعة لها مكوناتها الخاصة بها مثل، اللغة العربية الأم والتاريخ الطويل المشترك، وأشكال كثيرة من التعبيرات الثقافية والفنية والسلوكية المشتركة، وبالتالي الأحلام والآمال المشتركة، كل ذلك كون «الأنا» الجمعية العربية المشتركة. وهي ليست جامدة ومنغلقة على ذاتها التاريخية، ذلك أن كل حقبة زمنية تطرح على تلك الهوية، على «الأنا» أسئلة جديدة تستدعي مراجعة مكونات الهوية، حتى تتخلص من أي جوانب وممارسات سلبية، وحتى تضيف محلها جوانب وممارسات إيجابية جديدة، من خلال تحليلات موضوعية نقدية تجاوزية، وبدون أي خوف أو تردد.
الهجمة الاستعمارية ـ الصهيونية الحالية هي لمنع طرح أسئلة التجديد في هذه الهوية وأسئلة ربطها بالواقع العربي. الأسئلة ستكشف للإنسان العربي أن تجزئة وطنه إلى دول وبناء أمته على أسس الهويات الفرعية، هي التي أضعفته في حقول السياسة والاقتصاد والأمن والعلم والثقافة وجعلته مستباحا ومنهوبا ومهيمنا على كل مقدراته. وستكشف أن خطابات ومواقف سياسية عربية واحدة، وأن اقتصادا مشتركا واحدا، وأن قوة عسكرية واحدة، وأن ثروة الوطن العربي كله هي للأمة العربية كلُها…. أن كل ذلك سيؤدُي إلى إخراج العرب كلهم من الضعف والتخلف والتهميش والعيش على أطراف حضارة العالم.
لكل تلك الأسباب تحتاج قوى المجتمعات العربية كلها أن تضع جهدا هائلا لحماية وتقوية وتجديد الهوية العروبية الجمعية. هذا الجهد يحتاج أن يبدأ في البيت، ليمر في المدرسة والجامعة، ولينتهي في مؤسسات السياسة والاقتصاد والثقافة والإعلام في طول وعرض بلاد العرب، ويحتاج أن يركز على إعادة الاعتبار للغة العربية الأم: تكلما وكتابة وقراءة، ولتعميق الوعي المتزن بالمشترك في التاريخ والجغرافيا والثقافة والفكر والقيم الروحية والأخلاق، وللإقناع العلمي بالأهمية الكبرى لأهداف أمة العرب النهضوية في المستقبل مثل، وحدتها واستقلالها وتجديدها الحضاري وانتقالها إلى نظام ديمقراطي عادل وبنائها لمجتمعات إنسانية في الحقوق والمسؤوليات.

المحاولة الحالية الخبيثة لإيجاد شكوك وفوضى فكرية وشعورية بالنسبة للهوية العربية الجمعية، هي أحد السموم التي يراد لشباب وشابات الأمة العربية أن يتجرعوها حتى يسهل تدمير هذه الأمة. موضوع الهوية هو موضوع وجودي، ويجب أن يعالج كموضوع حياة أو موت.