أحدث الأخبار
  • 11:05 . رغم تأييد 12 دولة.. "فيتو أمريكي جديد" ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة... المزيد
  • 11:04 . "ستاندرد أند بورز"‭ ‬تخفض التصنيف الائتماني طويل الأجل لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:04 . أصوات انفجارات في إيران وتقارير عن هجوم إسرائيلي... المزيد
  • 11:03 . تأهل أتلانتا وروما وليفركوزن ومرسيليا لنصف نهائي الدوري الأوروبي... المزيد
  • 09:13 . الأبيض الأولمبي يُواجه نظيره الياباني غداً في كأس آسيا... المزيد
  • 09:12 . شرطة أبوظبي تحذر من مكالمات وروابط إلكترونية احتيالية... المزيد
  • 07:35 . مجلس الأمن السيبراني: نتصدى يومياً لأكثر من 200 ألف هجمة سيبرانية... المزيد
  • 06:50 . غزة.. انتشال 30 شهيدا مدفونين في مقبرتين بمجمع الشفاء... المزيد
  • 06:21 . الأرصاد يتوقع انحسار السحب غداً في الإمارات... المزيد
  • 12:18 . مطارات دبي تعيد فتح إجراءات تسجيل المسافرين المغادرين من المبنى ثلاثة... المزيد
  • 12:17 . إندونيسيا تغلق مطارا قريبا من بركان ثائر وتجلي آلاف السكان... المزيد
  • 12:14 . اليمن.. تسجيل أول حالة وفاة جراء منخفض جوي في حضرموت... المزيد
  • 10:55 . رئيس الدولة: سلامة المواطنين والمقيمين على رأس أولوياتنا... المزيد
  • 10:54 . ريال مدريد يجرد مانشستر سيتي من لقبه ويتأهل لنصف نهائي أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:53 . "دانة غاز" تحجب التوزيعات وتنتخب مجلس إدارة لمدة ثلاث سنوات... المزيد
  • 10:52 . "موانئ دبي" تؤكد استمرار جميع العمليات بميناء جبل علي رغم سوء الأحوال الجوية... المزيد

اقتلوهم فإنهم معتصمون

الكـاتب : ماجدة العرامي
تاريخ الخبر: 21-05-2019

ماجدة العرامي:اقتلوهم فإنهم معتصمون- مقالات العرب القطرية

مسلّحون ورصاص أهوج، ومعتصمون ممدّدون دون أرواح، وآخرون بالعشرات مثخنون بالجراح، في شوارع الخرطوم. مرّ الاثنين قبل الماضي مروراً دامياً، عُلّقت إثره مفاوضات المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، مع اقتراب وصول الطرفين إلى توافق على صلاحيات مؤسسات السلطة الانتقالية، قبل أن تُستأنف لاحقاً.

علت الأصوات المندّدة بالحادثة في ساحات الاعتصام، وتوسعت الاتهامات، وأوفى كيلَها رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبدالفتاح البرهان عندما اتهم المحتجين بخرق تفاهم على وقف التصعيد، وزعم «أنهم يعطّلون الحياة في العاصمة ويسدّون الطرق خارج منطقة اعتصام اتفقوا عليها مع الجيش». عن أي عاصمة يتحدث برهان؟ ومن أي عاصمة أتى المعتصمون أساساً؟

برّأ المجلس العسكري الانتقالي نفسه من الاعتداء على الشعب وثورته، مستدركاً الواقعة بإعلانه فتح تحقيق قال إنه «سينتهي بالكشف عمّن يقف وراء الاعتداء على المعتصمين». وآخر يؤكد أن «مندسّين» يقفون وراء الهجوم على المحتجين سعياً «لثورة مضادة»، ذلك عضو المجلس العسكري ياسر العطا، وفق ما جاء عنه في وسائل إعلامية.

لكن رواية «المندسّين المجهولين» تلك لم تدم طويلاً أمام الشهادات الآتية من الطبقة الشعبية؛ فالمهاجمون «كانوا يحملون شعار قوات الدعم السريع شبه العسكرية»، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» عن شهود عيان سودانيين.

التفاصيل ذاتها أكدتها بعد يوم واحد منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية، التي نقلت هي الأخرى أن «قوات الدعم السريع هي من أطلقت النار على المعتصمين، بينما وقفت القوات الحكومية الأخرى تتفرج». وكما كان متوقعاً، ردت قوات الدعم السريع على الاتهامات بأن «مجموعات تتربص بالثورة هي من تقف وراء أحداث العنف بعد أن أزعجتها النتائج التي توصّل إليها المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير يوم الاثنين». موضحة في بيان أنها ظلت منذ انطلاق «الثورة المجيدة حريصة كل الحرص على أمن المواطنين».

أيام قليلة على الأخذ والرد، حتى فتح قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو حميدتي الباب على أسئلة عديدة. حميدتي أعلن القبض على «الجناة الذين أطلقوا النار قبل أيام على المعتصمين في محيط مقر القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم»، وفي الوقت ذاته دعا إلى إجراء انتخابات حرة نزيهة بغضّ النظر عمّن ستأتي به، مشدداً على أنه «لن يسمح بشراء السياسيين بأموال من الخارج لتمرير أجنداتهم غير الوطنية»، بحسب ما نقلت «الجزيرة نت». ولكن.. أي انتخابات تصلح لبيئة يسودها الغموض والشك، خاصة أن قوات الدعم السريع رقم مهم في المشهد بعد الإطاحة بنظام البشير؟ والمعروف عن تلك القوات صريحاً أنها تقتات من دعم أبوظبي والرياض معاً؛ ما يجعل عقد الانتخابات أو حتى مجرد نية إجرائها أمراً مستبعداً في الآجال القريبة.

أكثر من ذلك، يعزّز دخول أي قوة حليفة للثنائي الإماراتي السعودية على خط الثورة من فرضية انتكاستها، ويزيد من إمكانية تعقيد الواقع، ويقحمها في نفق الانقسامات التي لا تخدم مصلحة البلد والشعب.

المعتصمون معتصمون عند منتصف الحلم حتى ينقضي، وعلى مشارف المقرات العسكرية حتى تعود مدنية. لا يراهن السودان على منتصف ثورة، ولا يساوم على تقاسم هجين. ولّى البشير، وأشباهه أولى باللحاق به، وسقط مرة، فلـ «يسقط ثاني وثالث» يقول المتظاهرون.