شهدت عدة مناطق جنوبي العاصمة طرابلس، الخميس، اشتباكات عنيفة بين قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي بالشرق، وأخرى تابعة لحكومة الوفاق المعترف بها دوليًا.
وذكرت وكالة "الأناضول" التركية، ـن الاشتباكات الأعنف سمعت في مناطق عين زارة، السواني، والكريمية جنوب العاصمة. وأضاف أن سماء العاصمة شهدت تحليقًا مكثفًا للطيران الحربي، من دون أن يتضح تبعية لقوات حفتر أم حكومة الوفاق.
وقال شاهد عيان من منطقة عين زارة، للأناضول، إن المنطقة تشهد اليوم مواجهات مسلحة بالأسلحة الثقيلة وتساقطت بعض القذائف على منازل المدنيين.
وأضاف المصدر نفسه بأن الطيران الحربي استهدف عدة تمركزات بالمنطقة، من دون تحديد تبعية ذلك الطيران.ولم يتضح على الفور حجم الخسائر البشرية في صفوف الجانبين جراء الاشتباكات.
وأدى القتال بين قوات شرق ليبيا والقوات الموالية لحكومة طرابلس الشرعية أسفر عن مقتل 56 شخصا وأجبر ستة آلاف آخرين على النزوح من ديارهم في العاصمة على مدى الأسبوع المنصرم، وذلك في وقت نشب فيه خلاف بين فرنسا وإيطاليا حول كيفية التعامل مع تجدد الصراع.
ويقول مسؤولون ليبيون وفرنسيون إن فرنسا، التي تملك استثمارات نفطية في شرق ليبيا، سبق أن قدمت مساعدات عسكرية لحفتر خلال السنوات الماضية في معقله بشرق البلاد. وكانت أيضا لاعبا رئيسيا في الحرب التي اندلعت للإطاحة بالقذافي.
والخميس، أطلق حفتر، عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس، في خطوة أثارت استنكارا دوليا واسعا، قبيل انعقاد مؤتمر للحوار، كان مقررا بين الأحد والثلاثاء المقبلين، ضمن خريطة طريق أممية لمعالجة النزاع في البلد العربي الغني بالنفط، قبل أن يتم تأجيله لأجل غير مسمى.
ومنذ 2011، تشهد ليبيا صراعا على الشرعية والسلطة يتمركز حاليا بين حكومة الوفاق في طرابلس (غرب)، وقوات حفتر، التابعة لمجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق.