أحدث الأخبار
  • 09:13 . الأبيض الأولمبي يُواجه نظيره الياباني غداً في كأس آسيا... المزيد
  • 09:12 . شرطة أبوظبي تحذر من مكالمات وروابط إلكترونية احتيالية... المزيد
  • 07:35 . مجلس الأمن السيبراني: نتصدى يومياً لأكثر من 200 ألف هجمة سيبرانية... المزيد
  • 06:50 . غزة.. انتشال 30 شهيدا مدفونين في مقبرتين بمجمع الشفاء... المزيد
  • 06:21 . الأرصاد يتوقع انحسار السحب غداً في الإمارات... المزيد
  • 12:18 . مطارات دبي تعيد فتح إجراءات تسجيل المسافرين المغادرين من المبنى ثلاثة... المزيد
  • 12:17 . إندونيسيا تغلق مطارا قريبا من بركان ثائر وتجلي آلاف السكان... المزيد
  • 12:14 . اليمن.. تسجيل أول حالة وفاة جراء منخفض جوي في حضرموت... المزيد
  • 10:55 . رئيس الدولة: سلامة المواطنين والمقيمين على رأس أولوياتنا... المزيد
  • 10:54 . ريال مدريد يجرد مانشستر سيتي من لقبه ويتأهل لنصف نهائي أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:53 . "دانة غاز" تحجب التوزيعات وتنتخب مجلس إدارة لمدة ثلاث سنوات... المزيد
  • 10:52 . "موانئ دبي" تؤكد استمرار جميع العمليات بميناء جبل علي رغم سوء الأحوال الجوية... المزيد
  • 10:47 . المغربي سفيان رحيمي يقود العين للفوز على الهلال السعودي برباعية في أبطال آسيا... المزيد
  • 09:17 . "فيفا": خروج برشلونة يؤهل أتلتيكو مدريد إلى "مونديال الأندية 2025"... المزيد
  • 09:02 . الإمارات تتعهد بتقديم 100 مليون دولار لدعم السودانيين... المزيد
  • 08:51 . مجلس الوزراء يمدد "العمل عن بُعد" الخميس والجمعة لموظفي الحكومة الاتحادية... المزيد

هنا القاهرة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 11-04-2019

هنا القاهرة - البيان

وها أنا أعود مجدداً لزيارة القاهرة، أشتاق إلى طقسها وأجوائها، ولهجة أهلها، ومساحات التباين فيها، أشتاق إلى المشي في شوارعها الخلفية وأنا أتأمل بقايا عهود وحقب، قصور ومدارس ومساجد وطرقات عبرها ملوك وقادة وجيوش وعلماء ونبلاء وأدباء ومغنون ومهرجون، مدينة لا تُمَل ولا يكفيها الوقت لتراها .

كما يجب، فإن أردت أن تراها لتعرفها حقاً، فاستحضر قلبك أولاً، ثم اصحب معك في سيرك ذاك أحد أبنائها العارفين بخفاياها وخباياها وأسرارها، وبعدها انطلق، وإلا فإنك ستسير فيها كأي سائح جاء يلتقط صوراً ليقول: ذهبت ذات يوم إلى القاهرة، وهنا يكفيك أن تشاهد فيلماً عنها على «اليوتيوب»، وتشتري صوراً تذكارية من المتحف الوطني!

القاهرة.. فسيفساء التاريخ وعجائب الحضارة وتناقضات الإنسان.. مئات المساجد والكنائس، العشوائيات وبقايا قصور باشوات وأمراء تواروا في الزمن، الأحياء القديمة ومدن الحداثة اللامعة، المزارات والقلاع والموالد، الشوارع التي تستظل بأسماء السلاطين والمماليك، وبينما محمد علي باشا الألباني، الذي أسس الدولة الحديثة في مصر، يمتطي صهوة جواده وسط القاهرة، متعالياً على كل شيء، تتوارى أسطورة الحسين في مسجده المهيب خلف دموع المتبركين ودعواتهم وتوسلاتهم!

نجيب محفوظ ترن ضحكاته في مقهى الحرافيش وفي مجلسه بفندق «شيبرد» الذي يبدو مهجوراً اليوم، ورمسيس الثاني يحرس محطته وميدانه بخلود الفراعنة المعهود، بينما كليوباترا ملكة تحتفظ برأسها فاتناً عبر القرون، أما السيدة زينب فتحيي مولدها كل عام بحلقات الذكر، ومهرجانات البهجة الملونة، في المقاهي القديمة ينهدُّ التاريخ على المدى، وفي الأسواق الحديثة ينزلق الزمن على زجاجها اللامع، القاهرة حيث في كل خطوة تاريخ، وعلى كل عتبة اسم فرعون أو ملك أو خليفة أو قائد جيوش عظيم!

وحدها مصر جمعت كل أطياف الحضارة والميثولوجيا والسياسة والدين بسلام وأمان طيلة قرون وقرون دون أن يسمع فيها قعقعة حرب أهلية أو عبث صراعات طائفية، فالمصريون متوضئون بالوعي رغم وجود بذور اختلافات يسقيها الخبثاء كل يوم بحرص شديد، وحدهما عشق مصر ووعي التاريخ يحفظان مصر من كل الشرور!