أحدث الأخبار
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد
  • 01:00 . "الوطني الاتحادي" يعتمد توصية بضوابط موحدة للإعلانات الغذائية الإلكترونية... المزيد
  • 12:22 . مساهمو "أدنوك للتوزيع" يعتمدون سياسة جديدة لتوزيع الأرباح... المزيد
  • 12:19 . "طاقة" و"جيرا" اليابانية تتعاونان لتطوير محطة كهرباء بالسعودية... المزيد
  • 05:50 . سخط إماراتي ومقاطعة لسلسلة مطاعم بعد مشاركة مالكتها مقطع فيديو مؤيد للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 05:02 . محتالون يخدعون المستثمرين بملايين الدراهم بانتحالهم صفة شركة وساطة كبرى... المزيد
  • 04:44 . 155 ألف أصل سيبراني ضعيف.. الهجمات السيبرانية تقلق الشركات في الإمارات... المزيد
  • 04:32 . عقوبات أمريكية ضد كوريا الشمالية تستهدف شركة مقرها الإمارات... المزيد
  • 04:20 . حكومة الشارقة تنفي إشاعة تغيير بالأذان وتؤكد عدم السماح بالمساس في الثوابت الدينية... المزيد
  • 04:15 . لماذا يعزف الشباب الإماراتي عن إمامة المساجد؟... المزيد
  • 04:15 . في إساءة للدولة.. إعلام أبوظبي ينشر مقارنة بين "مجاعة غزة" و"تطور الخليج"... المزيد
  • 12:21 . الإمارات تعلن إسقاط 90 طناً من المساعدات على شمال غزة... المزيد
  • 10:54 . "أدنوك" تنتج أول كمية نفط خام من منطقة "بلبازيم" البحرية... المزيد

الجزائر تعلّمت من حراكها.. وتعلّمنا منه!

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 08-04-2019

عبدالوهاب بدرخان:الجزائر تعلّمت من حراكها.. وتعلّمنا منه!- مقالات العرب القطرية

شكّل الحراك الشعبي في الجزائر ظاهرة نموذجية غير متوقعة، قياساً إلى تجارب سابقة شهدتها البلاد، اختطّ مثالاً خاصاً لـ «ربيعه»، وأثبت أن المجتمع استوعب دروس معاناته الطويلة، وخرج من هوامش الأحزاب والجبهات ليتصدر المشهد، ويضع جميع اللاعبين السابقين في خانة الترقب، ثمة جيل سياسي أو أكثر أُحيل تلقائياً إلى التقاعد أو إلى مراجعة عميقة لفكره وأساليب عمله وعلاقته مع الناس، وثمة جيل شبابي مخضرم برز بالتزامه مصلحة الوطن، ويطالب الآن بأن يأخذ فرصته، مستفيداً من «عشرية سوداء» سادها العنف الأهلي، ومن إنجازات لا تُنكَر لعبدالعزيز بوتفليقة، أهمها تطهير الجيش من جيل المتسلّطين الفاسدين ورعاة الفساد.

يمكن إجمال دروس الأزمة الجزائرية ومآلاتها في الآتي:

أولاً: أن النظام هو من بادر إلى ارتكاب الخطأ، فمشروع «العهدة الخامسة» كان استفزازياً ومخالفاً لأي منطق، وتبين لاحقاً أنه كان مسيئاً للرئيس ولرجالات النظام أنفسهم، إذ اعتقدوا أن سيناريو 2014 لإعادة انتخاب رئيس مريض ومقعد يمكن أن يتكرر، بل اعتقدوا أن مجرد التواطؤ فيما بينهم كافٍ لإنفاذ مشيئتهم.

ثانياً: أن أطراف الحراك الشعبي لم تبادر بالخروج إلى الشارع، بل أطلقت تحذيراتها وانتظرت الإعلان الرسمي عن ترشيح الرئيس، فكان تحركها في الوقت الصحيح، وبدت أطراف السلطة كأنها وقعت في الفخّ الذي نصبته لنفسها.

ثالثاً: أن الانضباطية والسلمية اللتين التزمهما الحراك بدتا أقوى من أن تفكر أي سلطة في استخدام القوة لسحقه، ولم يستطع النظام ردّ التهمة التي وُجّهت إليه بأنه بترشيحه رجلاً فاقد الأهلية، يستخفّ بعقول الشعب ويريد مأسسة حكم الحاشية.

رابعاً: أن ردّ فعل قوات الجيش والأمن لم يكن عنيفاً جرياً على العادة ضد احتجاجات توازت مع انتفاضات «الربيع العربي» بدءاً من 2011، لكنه كان حازماً في عدم الانجرار إلى المواجهة، وفي منع الانزلاق إلى الفوضى.

خامساً: أن مصالح ودواعيَ شتّى جعلت أطراف السلطة تتضامن أولاً لتقدّم عروضاً مخاتلة، بغية تنفيس الحراك أو بثّ الانقسام في صفوفه، ولما فشلت تلاشى تضامنها، وأدى انقسامها الى استقالة بوتفليقة التي شكّلت انتصاراً للحراك.

سادساً: أن الحراك رفع مطالب أدناها سحب الترشيح ثم الاستقالة، وأقصاها «تغيير النظام»، ولم يحِد عنها، فكان الوضوح من نقاط القوة التي تميّز بها، بمعزل عما يمكن أن يتحقق في المرحلة التالية، وكان واضحاً أن أي طرف في الحراك لم يجرؤ على دخول تسويات جانبية، فاللعبة كانت مكشوفة، ومن يخلّ بها يحترق سياسياً في الشارع.

سابعاً: أن المراقبين أعادوا النظر في الأفكار المسبقة عن العلاقة بين الجيش والشعب، كما لو أنها في صدد إعادة إنتاج نفسها، كثيرون أفادوا بأن الضبّاط الجدد محترفون ولا يحبّذون التدخّل في السياسة، لكنهم يتوقعون من الجميع الحفاظ على احترام المؤسسة العسكرية ودورها، لذلك لم يسعَ الجيش جدياً إلى بثّ الفرقة في الشارع، ولعله لم يجد مصلحة في ذلك، كما لم يلجأ إلى دسّ عناصر لافتعال حادث يتخذه ذريعة للعنف.

ثامناً: أن الإسلاميين تفادوا تصدّر المشهد، وإن لم يكونوا غائبين عن الحراك الذي أخذ منحى عابراً للأجيال والانتماءات. المحك الآن أن يتمكن الجيش والحراك من إدارة الانتقال بشكل سلس وآمن، وهذه مهمة صعبة للغاية، فالشعب لا يثق بأي انتخابات سابقة برلمانية أو رئاسية، ولا بأي شخصية استهلكها النظام، ومن شأن الجيش أن يوفّر ضمانات لإعادة بناء الثقة.