أحدث الأخبار
  • 11:04 . ارتفاع عدد الطلبة المعتقلين ضد الحرب في غزة بالجامعات الأميركية إلى نحو 500... المزيد
  • 11:01 . "الصحة" تقر بإصابة عدد من الأشخاص بأمراض مرتبطة بتلوث المياه بعد السيول... المزيد
  • 10:59 . بلومبيرغ": السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غزة... المزيد
  • 10:57 . "تيك توك" تفضل الإغلاق على بيعه للولايات المتحدة... المزيد
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد

لكنها مدن حقيقية

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-04-2019

لكنها مدن حقيقية - البيان

قالت صديقتي الشاعرة المصرية المدعوة لمؤتمر شعري في السويد إن مدينة ستوكهولم أعجبتها كثيراً، لكن أهلها طوال الوقت يطالبونهم بأن يخفضوا صوتهم حين يتحدثون، لكنهم، ككل العرب والشرقيين، لا يستطيعون أن يتحدثوا إلا هكذا، بصوت مرتفع، وضحكات عالية، يمزحون مع بعضهم في الطريق العام، ويحركون أيديهم في كل الاتجاهات أثناء الحديث، ولا يجدون في ذلك أي خروج عن المألوف، لأنهم اعتادوا في معظمهم على أن يعيشوا الحياة تحت قوة الضغط والتوتر العالي، ما يدفعهم إلى التعبير عن ذلك برفع الصوت احتيالاً على الواقع!

مع ذلك، فصديقتي تقول إنه بالرغم من أن المدينة جميلة جداً وهادئة، وللشعراء هناك أصوات جميلة وبديعة، فإنها ترى مصر أجمل بكثير، وإنه بإمكانها أن تبقى هناك بضعة أيام لا أكثر، لكنها لا تستطيع أن تبقى كثيراً، هناك كل شيء هادئ، مرتب، جميل، لكن لا صوت حقيقياً للمدينة كما يفهمه ابن المدينة العربية الضاربة جذوره في الحياة بكل تناقضاتها، وصورها، وتدفقها المستمر !

وبلا مبالغة أو مزايدة، وقد زرت مدناً في أوروبا لا تضاهيها في الجمال مدن في أي مكان، إلا أنني وجدت في القاهرة وطنجة وبيروت وأصيلة والإسكندرية جمالاً وحياة من نوع لا يراه سوانا، نحن أبناء الجغرافيا العربية، المسكونين بالتاريخ، والساكنين في قلب هذه المدن التي تبدو كأنها على حافة الانهيارات، جمال يحتاج لكي يُرى إلى علاقة حب لا إلى وثيقة تأمين أو عقد إيجار أو جواز سفر!

لدي قناعة حقيقية بأن كل مصر جميلة، بالرغم من أمور عديدة قد تزعجك وأنت تمارس أمورك الحياتية اليومية فيها، ذلك الجمال الإنساني العميق، البسيط، الحزين، المزعج، والموتّر أحياناً، والمثير للأعصاب أحياناً أخرى، لكنه الجمال المتآلف مع تناقضاته الإنسانية، الذي يعترف بعيوبه حتى إن لم يقدر على حلها أو إلغائها، صحيح أنه ليس براقاً ولامعاً ومرتباً، لكنه حقيقي جداً، وحارّ ومتدفق ومستمر، وليس فارغاً أو تافهاً أبداً.