أحدث الأخبار
  • 05:37 . بسبب حملة تضليل مولتها أبوظبي .. دعوى قضائية ضد جامعة جورج واشنطن... المزيد
  • 01:19 . الجيش الأمريكي يعلن تدمير أربع مسيّرات للحوثيين فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:15 . تقرير: تدفقات الأموال الروسية إلى الإمارات "تباطأت" والأثرياء الروس يفكرون في مغادرة دبي... المزيد
  • 12:58 . إعلام أبوظبي يهاجم السعودية على خلفية فتوى "تُكفر منكري السنّة"... المزيد
  • 12:39 . يشمل "الزواج العلماني".. أكثر من 20 ألف طلب زواج مدني في أبوظبي... المزيد
  • 12:35 . بينهم عناصر من حزب الله.. مقتل 36 عسكرياً بغارة جوية إسرائيلية قرب حلب السورية... المزيد
  • 12:33 . وسط تحذيرات من أزمة إنسانية.. السعودية تعلن إرسال دفعة مساعدات جديدة للسودان... المزيد
  • 12:32 . بني ياس يفوز على الإمارات بثنائية في دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 05:18 . المظاهرات تجبر شركة إسرائيلية على بيع مصنعها في بريطانيا... المزيد
  • 05:17 . صور أقمار صناعية تظهر بناء مهبط طائرات على جزيرة يمنية وبجانبه عبارة "أحب الإمارات"... المزيد
  • 11:32 . موسكو تعلن دخول سفن حربية روسية إلى البحر الأحمر... المزيد
  • 10:30 . 111 مليون مستفيد في 105 دول من مبادرات محمد بن راشد العالمية في 2023... المزيد
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد

عندما يعتدي قانون الغاب على الجولان بعد القدس

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 01-04-2019

عبدالوهاب بدرخان:عندما يعتدي قانون الغاب على الجولان بعد القدس- مقالات العرب القطرية

طالما أن قراري دونالد ترمب في شأن القدس والجولان مخالفان للقانون الدولي، ولا يغيّران شيئاً في الوضع الحالي للمدينة الفلسطينية والأرض السورية، أي أنهما تحت الاحتلال، وفي صراع لا يزال قائماً وكان متوقعاً أن يشهد العالم نهايته لو أن المفاوضات نجحت في التوصّل إلى اتفاقات «سلام مقابل الأرض». لكن المفاوضات فشلت، بالأحرى أُفشلت، لسبب واضح هو التواطؤ الأميركي مع الأهداف والأطماع الإسرائيلية. فمعاهدتا السلام مع مصر والأردن أعادتا أراضي محتلة لكن الجانب الأميركي وقف إلى جانب الإلحاح الإسرائيلي على أثر ما من الاحتلال ولو بشكل التفافي، كما في طابا التي لم تعد إلى مصر إلا بعد تفاوضٍ إضافي وتحكيم دولي، كذلك الحال بالنسبة إلى الباقورة الأردنية المستأجرة، وحتى مزارع شبعا اللبنانية التي استثناها ترسيم الحدود. وكلها حالات إشكالية أريد لها أن تكون بصمة دائمة للاحتلال.

وعندما يكون أي قرار يتناول مصير أرض مأهولة ومحتلة، خلافاً للقانون، ويصرّ الرئيس الأميركي على حسمه لمصلحة الطرف الذي استولى عليها بالقوة، فهل يكون ذلك شيئاً آخر غير عملية سطو؟ وما دامت كذلك فكيف يكون التعامل معها؟ لعل في مجرد طرح سؤال كهذا عودة إلى بديهيات يُفترض أن نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية وجد ردّاً عليها من خلال فرض احترام القانون الدولي. لكن يبدو واضحاً الآن أن التلاعب بهذا القانون أو تجاوزه وعدم تطبيقه أصبح من سمات النظام الدولي الراهن سواء بممارسات الدول العظمى الوحيدة في عهد ترمب، مع أنها قدمت نفسها لعقود كحارسة لقيم النظام الدولي وقوانينه وقيمه. أصبحت إرادة أميركا فوق أي قانون، بل بديلاً منه، وهي إرادة انتقائية لا تكيل بمكيالين بل بأكثر، وتحتكر لنفسها استخدام المعايير وفقاً لمن موّل حملة انتخاب الرئيس، ومن حشد له قاعدة شعبية، ولـ «شريعة الغاب»، وليس وفقاً لقواعد الدبلوماسية، حتى في أسوأ تطبيقاتها.

نقطة الارتكاز التي استند إليها الثنائي دونالد ترمب - بنيامين نتنياهو هي أن الشرق الأوسط بات مشتتاً ومتروكاً لمصيره، وأن الضعف العربي جعل سوريا وفلسطين كـ «فارق صرف العملة» على طاولة التسويات والمساومات. فأفضل ما يمكن أن يفعله كلٌّ من العرب الآخرين هو أن لا يعرقل البازار الدولي - الإقليمي الدائر ليغنم سلامته لا أكثر بل ربما أقلّ. ومن هذه الزاوية يبدو اعتداء ترمب - نتنياهو على القدس أولاً، ثم على الجولان، فصلين في مؤامرة «صفقة القرن»، وباتت هناك معالم للفصول الأخرى التي يُشار إلى أحدها بأنه جهد آخر يتوقّعه نتنياهو من شريكه بأن يوقّع على وثيقة الاعتراف بمستوطنات الضفة الغربية وتوسيعاتها كجزء لا يتجزّأ من إسرائيل ومن أي «حلّ نهائي» يمكن أن يلقى قبولاً من الولايات المتحدة.

ثمة مسؤولية عربية بدأت يوم اعتُبر السلام «خياراً استراتيجياً» فتُرك الشأن الفلسطيني لمشيئة أميركا وإسرائيل، واليوم يترك الشأن السوري ليكون في أتون صراع إيراني - إسرائيلي - أميركي قد يسفر عن تسوية ثلاثية، أو يدوم طويلاً، فيما يستثمر الإسرائيليون والأميركيون في الأمر الواقع الذي يفرضونه في فلسطين والجولان. وثمة مسؤولية دولية، فالقول إن وضعَي القدس والجولان ليس كافياً وليس خياراً، وتجارب التاريخ تفيد بأن المجتمع الدولي عندما يخفق في إعمال القانون ولا يريد الدخول في مواجهة مع أميركا لا يلبث أن يتعايش مع ما يستجدّ، خصوصاً إذا توانى أصحاب الحق عن إبقاء قضيتهم حية بالوسائل السلمية أو العنفية.