أحدث الأخبار
  • 11:00 . بعد الخسارة أمام اليابان.. "الأبيض الأولمبي" يفقد آماله بالوصول إلى أولمبياد باريس... المزيد
  • 09:20 . وزير الخارجية الإيراني: الهجوم الإسرائيلي على أصفهان لم يخلف أي خسائر... المزيد
  • 08:47 . حاكم الشارقة يوجه بحصر وتقييم الأضرار الناجمة عن "التأثيرات الجوية"... المزيد
  • 08:35 . عقوبات أوروبية وأميركية على مستوطنين إسرائيليين متطرفين... المزيد
  • 07:14 . قيادي بحماس: "العدوان الإسرائيلي" على إيران تصعيد ضد المنطقة... المزيد
  • 07:13 . الهجوم على إيران.. الإمارات تدعو لضبط النفس وتجنب التصعيد... المزيد
  • 11:48 . حملة دولية: قانون الجرائم الإلكترونية ومكافحة الإرهاب يقيد حرية التعبير... المزيد
  • 11:46 . "وول ستريت جورنال": إدارة بايدن تسعى لتطبيع "سعودي إسرائيلي" مقابل دولة فلسطينية... المزيد
  • 11:45 . "فلاي دبي" تلغي رحلاتها إلى إيران اليوم... المزيد
  • 11:44 . بعد انفجارات أصفهان.. عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الإيراني التطورات الخطيرة في المنطقة... المزيد
  • 11:05 . رغم تأييد 12 دولة.. "فيتو أمريكي جديد" ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة... المزيد
  • 11:04 . "ستاندرد أند بورز"‭ ‬تخفض التصنيف الائتماني طويل الأجل لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:04 . أصوات انفجارات في إيران وتقارير عن هجوم إسرائيلي... المزيد
  • 11:03 . تأهل أتلانتا وروما وليفركوزن ومرسيليا لنصف نهائي الدوري الأوروبي... المزيد
  • 09:13 . الأبيض الأولمبي يُواجه نظيره الياباني غداً في كأس آسيا... المزيد
  • 09:12 . شرطة أبوظبي تحذر من مكالمات وروابط إلكترونية احتيالية... المزيد

«الإرهاب» لا ملة له

الكـاتب : ماجدة العرامي
تاريخ الخبر: 20-03-2019

ماجدة العرامي:«الإرهاب» لا ملة له- مقالات العرب القطرية

الفيديو فوق التحمل، والجريمة مشاهِدُها أحدها أشد من الآخر، والإرهابي متبجح بمجزرته، ولا يكاد نَفَسُك يسعفُك وأنت ترى إصرارَه على الإجهاز على القتلى أيًّا كانوا، أطفالاً حتى..

جثثٌ وأكوام من الضحايا يئنّون في مسجدين بنيوزيلندا، ضمن مشاهد عدة لا تطاق سجلها الإرهابي بنفسه، واستضافها بث حي من داخل «فيس بوك»، وفي إحداها صوتُ امرأة مصابة تستغيثه في الشارع، تحسبه (المسكينة) أهلا للغوث، فَرصّ رأسها بالرصاص، واندلقت بقاياه على الرصيف، وأكمل بدهسها بسيارته!!

على الهواء مباشرة وبسبق الإصرار والإرهاب والتعصب، انطلق القاتل الأسترالي برينتون تارانت (28 عاماً) الجمعة الماضية، من سيارته وفي يده رشاشه كأنه داخل لعبة فيديو، واقتحم مسجدين جنوب نيوزيلندا، وأفرغ رصاصات في أجساد أطفال ونساء ورجال، وترك خلفة خمسين جثة (شهداء نحسبهم).

قاتلُ طفلين مهاجريْن في السويد اسمُه في عقب بندقية إرهابي هجوم نيوزيلندا، وبجانبه اسمُ قاتل آخرَ أزهق أرواح ستة في مسجد بكندا، وفي خلفية «الفيديو المباشر» موسيقى لأغنية صربية تشير لـ «سفاح البوسنة» مرتكبِ الإبادات الجماعية ضد المسلمين..

يمتلئ سلاح المجزرة بجملٍ تَجْتَرُّ عنصرية وأحقاداً دفينة، إحداها مثلاً تاريخُ آخر معركة خسرها العثمانيون بأوروبا، وأخرى: «وقف تقدم الأمويين الأندلسيين»، ومن بينها عبارة في منتصف الرشاش تقول للمهاجرين: «أهلاً بكم في جهنم».

واستبق القاتل مجزرته ببيان نشره من 74 صفحة، لم يترك فيها لبعض وسائل الإعلام والمسؤولين طريقة ليبرروا بها فعلته على غرار ما تعودوا، فالإرهابي في نظر أولئك بريء حتى يثبت أنه مسلمٌ، وها هو يخبرهم أن رجل أبيض طفولته عادية وأسرته أيضاً، وأن أفعاله جاءت انتقاماً لملايين الأوروبيين الذين قتلهم الغزاة الأجانب عبر التاريخ، وأنه «ليس هناك من بريء بين المستهدفين، لأن كل من يغزو أرض الغير يتحمل تبعات فعلته».. ضجت نيوزيلندا وصعق العالم «أظن ذلك» من الحادثة، ووضعت الجريمة المعلنة على المحكِّ روادَ العنصرية ومتبني خطاب الكراهية ضد المسلمين، وعلى رأسهم ترمب، فالجريمة «لا يمكن وصفها بغير الإرهابية»، تقول رئيسة وزراء البلاد.

أطفأت مدنٌ أضواءها، وصلّت أخرى على الضحايا صلاة الغائب، وخرجت تظاهرات شعبية منددة بالهجوم الإرهابي، وأما الموقف المُدين والمستنكر الصادر عن مجلس الأمن ومعظم الدول في بياناتها، لا أدري إن كان يعادل مواقفهم من الحوادث السابقة المشابهة؟

وتجنّب وصفها بـ «الإرهابية» بعضُ وسائل إعلام كـ «البي. بي. سي»، وصحيفة «ديلي ميرور» البريطانية، وإذاعة «فرانس إنفو» و»لوفيغارو» خلافاً لصنيعها مع هجوم باريس الإرهابي 2015.

بل ذهب سيناتور أسترالي إلى أبعد من ذلك، عندما صرح بعد يوم من الحادثة بأن السبب الحقيقي لإراقة الدماء هو هجرة المسلمين، وأن «الدين الإسلامي ببساطة أصل وأيديولوجية العنف من القرن السادس، يبرر الحروب اللانهائية ضد معارضيه ويدعو لقتلهم وقتل غير المؤمنين به».

غير أن شاباً بعد هذه التصريحات فقس بيضة في رأس ذلك السيناتور اليميني المتطرف، وصفعه الأخير ثم خنقه أتباعه، واعتقلته الشرطة، وخرج لاحقاً دون تلقي تهمة، وعاد يغرد على «تويتر» قائلاً: «الإرهاب لا دين له والمسلمون ليسوا إرهابيين»، و علق «تويتر» حساب الشاب بعد تغريدته، وترك حساب الوزير، وهناك أوصاف لا تحضرني الآن تليق بصنيع منصة «تويتر» وببعض المواقف والردود.