أحدث الأخبار
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد
  • 01:00 . "الوطني الاتحادي" يعتمد توصية بضوابط موحدة للإعلانات الغذائية الإلكترونية... المزيد
  • 12:22 . مساهمو "أدنوك للتوزيع" يعتمدون سياسة جديدة لتوزيع الأرباح... المزيد
  • 12:19 . "طاقة" و"جيرا" اليابانية تتعاونان لتطوير محطة كهرباء بالسعودية... المزيد
  • 05:50 . سخط إماراتي ومقاطعة لسلسلة مطاعم بعد مشاركة مالكتها مقطع فيديو مؤيد للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 05:02 . محتالون يخدعون المستثمرين بملايين الدراهم بانتحالهم صفة شركة وساطة كبرى... المزيد
  • 04:44 . 155 ألف أصل سيبراني ضعيف.. الهجمات السيبرانية تقلق الشركات في الإمارات... المزيد
  • 04:32 . عقوبات أمريكية ضد كوريا الشمالية تستهدف شركة مقرها الإمارات... المزيد
  • 04:20 . حكومة الشارقة تنفي إشاعة تغيير بالأذان وتؤكد عدم السماح بالمساس في الثوابت الدينية... المزيد
  • 04:15 . لماذا يعزف الشباب الإماراتي عن إمامة المساجد؟... المزيد
  • 04:15 . في إساءة للدولة.. إعلام أبوظبي ينشر مقارنة بين "مجاعة غزة" و"تطور الخليج"... المزيد
  • 12:21 . الإمارات تعلن إسقاط 90 طناً من المساعدات على شمال غزة... المزيد
  • 10:54 . "أدنوك" تنتج أول كمية نفط خام من منطقة "بلبازيم" البحرية... المزيد

الدلالة الأهم لما جرى في الجزائر

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 14-03-2019

ياسر الزعاترة:الدلالة الأهم لما جرى في الجزائر- مقالات العرب القطرية

ما جرى ويجري في الجزائر، بداية بالاحتجاحات على ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، وليس انتهاءً بقراره عدم الترشح، لم يكن عاديا بحال، وكذلك الأمر فيما خصّ ما يجري في السودان أيضا، وإن كان المشهد الجزائري أكثر قوة ووضوحا.

يمكن بالطبع إضافة الكثير من الاحتجاجات العربية خلال الأعوام الأخيرة؛ من العراق إلى موريتانيا إلى الأردن ولبنان والمغرب، بجانب بعض الاحتجاجات السلمية في الثورة السورية بين حين وآخر، ومؤخرا بعض أشكال الاحتجاج المحدود في مصر رغم شراسة القمع.

لهذه الاحتجاجات أكثر من دلالة، لكن دلالتها الأهم هي أن الهدف الأهم الذي أرادت الثورة المضادة العربية تحقيقه، والتقى معها المحور «الممانع»!! الذي وصم ربيع العرب بأنه مؤامرة صهيونية أمريكية.. ذلك الهدف لم يتحقق. أعني هدف تأديب الشعوب كي لا تعود إلى الشوارع من جديد، مستخدمة مقولة: «هل تريدون أن يحدث لكم ما حدث في سوريا؟».

وتبدو الجزائر حالة بالغة الأهمية لسبب بسيط هو أنها البلد الذي لم يشهد أي تحرّك إبان اندلاع موجة الربيع العربي، وكانت تحذيرات ما يعرف بـ»العشرية السوداء» هي التي تُستخدم في تلك الأثناء للحيلولة دون نزول الناس إلى الشوارع.

اليوم؛ لا تحذيرات «العشرية السوداء»، لقيت آذانا صاغية، ولا «سوريا» ومصيرها، فالناس قد ضاقوا ذرعا بالوضع الراهن، وحيث يعاني البلد المدجج بالشباب والثروات من حكم «محنط» بائس، دفع أبناءه لمطاردة الهجرة بحثا عن أمل في الغرب.

بالانتصار الجزئي الذي حققه الجزائريون، عبر فرض تراجع بوتفليقة عن الترشح؛ تتبخر أحلام الثورة المضادة في تأديب الشعوب، ويتم التأكيد مرة إثرمرة، بأن لهذه الأمة حيوية استثنائية، وأنها قد تنحني للعاصفة لبعض الوقت، لكنها لا تلبث أن تعود إلى حيويتها من جديد، ويتم التأكيد أيضا على أن أحلام الربيع العربي لا زالت تسكن ضمائر الناس. أعني أحلام الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

لم تنته القصة بعد، وقد يفرض ميزان القوى الداخلي والخارجي نفسه، ويتم الالتفاف على خيارات الشعب الجزائري من جديد، لكن ذلك لن يغير في حقيقة أن النضال من أجل الحرية والتحرر يمثل مسيرة طويلة، وستكون خاتمتها خيرا، إن عاجلا أم آجلا.

ثمة جانب آخر بالغ الأهمية فيما جرى ويجري، ففي حين تم إلصاق تهمة «الربيع العربي» بما يعرف بـ»الإسلام السياسي»، وعلى هذه القاعدة تمت مطاردته على نحو مجنون، ودُفعت في السياق عشرات المليارات، بل وصل الحال حد الدفع من أجل ضرب حالة التدين، بوصفها الحاضنة الشعبية لقواه؛ يثبت الآن ما يعرفه العقلاء ممثلا في أن الربيع العربي لم يكن احتجاجا دينيا، وأن تصدر قوى الإسلام السياسي له لم يكن إلا لأنها كانت الأكثر تماسكا في ذلك الحين، لكن جوهره لم يكن احتجاجا دينيا، لأن الأنظمة في تلك الأثناء كانت تجامل الدين على نحو من الأنحاء، وتتقرب من رموزه بطرق شتى؛ وإن في سياق من احتواء قواه وتهميشها.

هكذا تُنسف أيضا نظرية أن محاربة «الإسلام السياسي» ستمنع الناس من الاحتجاج، بل إن تصدر قوىً أخرى للاحتجاج سيجعل مهمة القمع أكثر صعوبة، لأن تفاعل العالم الخارجي معها سيكون أفضل، بينما تعاني قوى الإسلام السياسي من اليُتم عمليا، فضلا عن سهولة وصمها أو بعضها بالعنف والإرهاب.

ما يعنينا في السياق، هو بالضبط ما يصيب أنصار الثورة المضادة، ومعهم الشبيحة إياهم، بالصداع، ممثلا في أن هذه الجماهير العربية لم تتخلّ عن أشواقها في الحرية والتحرر والعدالة الاجتماعية، بينما تحضر التبعية للخارج، والتخلي عن قضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين بقوة أيضا كدافع، فيما لا تنفع متاجرة الطرف الثاني بها لإخراجه من دائرة القمع والفساد. والنتيجة أن تجدد الربيع هو قدر محتوم، سواء حدث ذلك اليوم أم انتظر لبعض الوقت.