أحدث الأخبار
  • 09:49 . وزير الخارجية السعودي: جهود وقف إطلاق النار في غزة "غير كافية"... المزيد
  • 09:47 . الذهب يستقر قرب "أعلى مستوى على الإطلاق"... المزيد
  • 08:52 . بعد شكوى السعودية في الأمم المتحدة.. هل تشعل قضية "الياسات" الخلافات بين أبوظبي والرياض مجددا؟... المزيد
  • 07:34 . أمطار غير مسبوقة على مناطق واسعة في الإمارات... المزيد
  • 05:46 . الإمارات في قلب التصعيد الإيراني - الإسرائيلي.. الآثار الاقتصادية والسياسية... المزيد
  • 11:55 . تحقيق مع وكالة استخبارات سويسرية خاصة حول مزاعم بالتجسس لصالح أبوظبي... المزيد
  • 11:17 . البيت الأبيض: إيران لم تنسق معنا مسبقاً وهجومها كان فشلاً ذريعاً... المزيد
  • 11:05 . تشيلسي يسحق إيفرتون بسداسية في الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 10:28 . أمطار غزيرة ومتوسطة مع برق ورعد على مناطق متفرقة في الدولة... المزيد
  • 10:27 . تحويل الدراسة "عن بعد" في معظم إمارات الدولة نظراً للأحوال الجوية... المزيد
  • 10:27 . شركات طيران محلية توجه نصائح للمسافرين بسبب الظروف الجوية المتوقعة... المزيد
  • 10:22 . "المركزي" يُحدد 30 يوماً لتعامل البنوك مع شكاوى العملاء... المزيد
  • 08:41 . صحيفة: أبوظبي تبادلت معلومات استخبارية مع أمريكا و"إسرائيل" قبل الهجوم الإيراني... المزيد
  • 06:57 . الولايات المتحدة تعلن تدمير أربع طائرات مسيرة للحوثيين في اليمن... المزيد
  • 06:08 . الكويت تعين الشيخ أحمد عبدالله الصباح رئيسا جديدا للحكومة... المزيد
  • 12:37 . أسعار النفط تتراجع في السوق الآسيوية بعد الهدوء في الشرق الأوسط... المزيد

قراءة في خطاب بومبيو القاهرة

الكـاتب : علي حسين باكير
تاريخ الخبر: 15-01-2019

علي حسين باكير:قراءة في خطاب بومبيو القاهرة- مقالات العرب القطرية

في إطار الجولة الإقليمية التي يقوم بها إلى دول المنطقة، توقف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسبوع الماضي في العاصمة المصرية القاهرة، حيث ألقى خطاباً تحت عنوان «أميركا قوة للخير في الشرق الأوسط»، كان من المفترض به أن يكون بمثابة مبادرة في السياسة الخارجية تعكس رؤية الإدارة الأميركية الجديدة إزاء المنطقة والتحديات التي تواجهها، لكن بدلاً من ذلك، بدا أن الخطاب جاء كرد فعل وليس كمبادرة، وقد عكس حالة غير مسبوقة من التطرف اليميني والابتذال والرداءة.
عدا عن ذلك، فقد حمل الخطاب في ثناياه كثيراً من التناقضات مع التوجهات المعلنة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، هذا النوع من التخبط المتزايد في توجهات الإدارة الأميركية ومؤسساتها الرئيسية لا يرتبط حصراً بشخصية ترمب، وإنما يعكس حقيقة تراجع موقع ودور الولايات المتحدة في النظام العالمي، وواقع أن وصول ترمب بحد ذاته إلى البيت الأبيض هو نتيجة لذلك، وليس سبباً له، وفي هذا السياق، يُعد خطاب بومبيو تجلياً لهذه الحالة.
يعكس الخطاب صراعاً أميركياً داخلياً لا يزال مستمراً بين معسكر الرئيس الأميركي السابق أوباما، أو ما يحلو للبعض وصفه ببقايا الدولة العميقة للإدارة السابقة من جهة، وبين الرئيس الحالي وأنصاره من جهة أخرى، وبهذا المعنى، تلقي الإدارة الحالية باللائمة على سياسات أوباما في كل ما جرى من سلبيات داخلياً وخارجياً، ولكنها تتناسى أو تتجاهل عمداً المسؤوليات الملقاة على عاتق ترمب في هذا الصدد، وبهذا المعنى، فقد أصبحت المنطقة العربية رهينة صراعات أميركية داخلية تعصف بمصير المنطقة يمنة ويسرة.
الخطاب تقليدي من جهة ثنائية إسرائيل وإيران، وهذا ليس بالأمر الجديد بالنسبة للولايات المتحدة بشكل عام، وهذه الإدارة بشكل خاص، حيث إن حماية إسرائيل ومصالحها تُعد أولوية، لكن الجديد أن الإدارة الحالية تريد توظيف الدول العربية لخدمة أمن ومصالح إسرائيل، من خلال تجاوز الشعب الفلسطيني وحقوقه ومصالحه، أما فيما يتعلق بالملف الإيراني، فيبدو أن الإدارة تريد هي الأخرى توظيفه لخدمة مصالحها، بمعنى آخر، الفارق بين ما تقوله الإدارة وبين ما تطبقه فيما يتعلق بإيران، يشي بأنها تحاول توظيف المخاوف العربية من طهران لصالحها لا أكثر.
فبالرغم من الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات السابقة، لا تحمل الإدارة الحالية تصوراً واضحاً إزاء كيفية مواجهة المد الإيراني أو الحد منه، لا بل إن تصرفات الإدارة المتناقضة والتي تصبّ في مصلحة طهران -صفقة القرن، الأزمة الخليجية، الانسحاب من سوريا، دعم المغامرات الإقليمية لبعض القادة الإقليميين... إلخ- ترسل مؤشرات على أن الهدف الحقيقي هو استخدام ملف إيران للحصول على مزيد من المنافع لأميركا، وليس لمواجهتها، أما إذا كانت جادة، فإن ذلك سيتطلب تخليها عن صفقة القرن، وإنهاء الأزمة الخليجية، وتعزيز تواجدها في سوريا والمنطقة، وهو أمر لا يبدو أنه قريب التحقق.
أخيراً، الخطاب يرسل رسالة خاطئة للديكتاتوريين العرب، مفادها أنه -وبحجة تحقيق الاستقرار- باستطاعتكم البقاء في الحكم، على أن تشاطروا الولايات المتحدة الأعباء والمسؤوليات المتعلقة بتواجدها في المنطقة لحمايتكم، ويعزز كلام بومبيو عما أسماه «الإسلام الراديكالي»، و»الإرهابيين الإسلاميين الراديكاليين» من الربط بين بقاء هذه الأنظمة الديكتاتورية وبين صناعتها وخلقها للبيئة المناسبة لولادة وتكاثر التطرف والإرهاب في المنطقة، وهي الوصفة المثالية للفوضى والانفجار الأكبر عاجلاً أم آجلاً.