أحدث الأخبار
  • 11:48 . حملة دولية: قانون الجرائم الإلكترونية ومكافحة الإرهاب يقيد حرية التعبير... المزيد
  • 11:46 . "وول ستريت جورنال": إدارة بايدن تسعى لتطبيع "سعودي إسرائيلي" مقابل دولة فلسطينية... المزيد
  • 11:45 . "فلاي دبي" تلغي رحلاتها إلى إيران اليوم... المزيد
  • 11:44 . بعد انفجارات أصفهان.. عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الإيراني التطورات الخطيرة في المنطقة... المزيد
  • 11:05 . رغم تأييد 12 دولة.. "فيتو أمريكي جديد" ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة... المزيد
  • 11:04 . "ستاندرد أند بورز"‭ ‬تخفض التصنيف الائتماني طويل الأجل لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:04 . أصوات انفجارات في إيران وتقارير عن هجوم إسرائيلي... المزيد
  • 11:03 . تأهل أتلانتا وروما وليفركوزن ومرسيليا لنصف نهائي الدوري الأوروبي... المزيد
  • 09:13 . الأبيض الأولمبي يُواجه نظيره الياباني غداً في كأس آسيا... المزيد
  • 09:12 . شرطة أبوظبي تحذر من مكالمات وروابط إلكترونية احتيالية... المزيد
  • 07:35 . مجلس الأمن السيبراني: نتصدى يومياً لأكثر من 200 ألف هجمة سيبرانية... المزيد
  • 06:50 . غزة.. انتشال 30 شهيدا مدفونين في مقبرتين بمجمع الشفاء... المزيد
  • 06:21 . الأرصاد يتوقع انحسار السحب غداً في الإمارات... المزيد
  • 12:18 . مطارات دبي تعيد فتح إجراءات تسجيل المسافرين المغادرين من المبنى ثلاثة... المزيد
  • 12:17 . إندونيسيا تغلق مطارا قريبا من بركان ثائر وتجلي آلاف السكان... المزيد
  • 12:14 . اليمن.. تسجيل أول حالة وفاة جراء منخفض جوي في حضرموت... المزيد

التعميم.. خطيئة العقل!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-10-2018

وقعنا لفترة طويلة من الزمن تحت تأثير تلك الكتابات التي نقلت لنا صورة شديدة القتامة عن الثقافات الأخرى، وتحديداً عن الغرب المختلف عنا في الثقافة والدين، تلك الكتابات التي وجدت لها ترويجاً هائلاً في كل المجتمعات العربية في فترة السبعينيات والثمانينيات عبر تيارات دينية ومؤسسات كثيرة أصرت على شيطنة الآخر وتصويره بشكل غاية في السوء، فهو مجتمع منحل، لا وجود فيه للعائلة ولا للترابط ولا للأخلاق، إلى جانب أمور كثيرة قرأناها ضمن قراءات المراهقة وسلمنا بها دون تفكير للأسف الشديد! 

 وحين اختلفت الدنيا وسار العمر بنا في اتجاهات وبقاع مختلفة ومتعددة، وحين أخذتنا غواية السفر والمسافات، وحين قادتنا خطانا لمكتبات وكتب أخرى، عرفنا أن معظم ما قرأناه عن هذا الغرب ليس صحيحاً بالمطلق، وأن هذا الآخر أيضاً قد نقل عنا بعض كتابه ومفكريه صوراً مغلوطة، وقدمونا لمجتمعاتهم على أننا متخلفون ومتوحشون وكاذبون وإرهابيون وكسالى لا نحب العمل ونأكل بشراهة. 

 التعميم خطيئة حقيقية تحرم الإنسان من المعرفة. إننا جميعاً معرضون للتجارب الجيدة والسيئة معاً، وحين نعيش في مجتمع مفتوح على كل الجنسيات والثقافات من الطبيعي أن نقع ضحية تحايل من هنا ونصب من هناك وغدر من فلان وخديعة من علّان. 

ذلك أمر طبيعي جداً، يقوي من حاستنا على فرز الأشخاص في المرة المقبلة كي لا نقع في الحفرة ذاتها مرتين، أما أن تعمم صفة الخديعة والغدر والنصب على أمة بأكملها، لأن شخصاً أو عشرة أشخاص قد خدعوك أو غدروا بك فهو نتيجة غير إنسانية وغير منطقية أبداً! 

 منهج التعميم هذا يذكر بتلك الكتابات التي تحدثت عنها في البداية، فحين ذهب أحدهم إلى أميركا في سنوات الخمسينيات، والتقى بأشخاص أو عائلات مفككة أو ذات أنساق سلوكية مناقضة لما تعوده في مجتمعه أو لما ينصّ عليه دينه، عاد ليكتب عن أميركا المفككة والمنحطة وعديمة الشرف والأخلاق، دون أن يمر هذا الكاتب على إنجازات أميركا وعلمها وجامعاتها وصروحها العلمية والثقافية ومؤسساتها الديمقراطية وصحافتها الحرة وإنتاجها العظيم من الكتب والمعرفة، لأنه لو توقف قليلاً لعرف يقيناً أن الأمم المنحطة وعديمة الأخلاق لا يمكنها أن تعلي شأن العلم والمعرفة والثقافة والحرية والديمقراطية.

 إن التعميم الخاطئ وتصوير الأمور على غير حقيقتها لم يخدما الشرق ولم يخدما الغرب أبداً بقدر ما بنيا أسواراً من الشك وعدم الثقة والكراهية والنظرة الدونية للآخر في موازاة التعالي والغرور اعتماداً على مقاييس لا حضارية أبداً ترتب عليها الكثير من العداوات والحروب والصراعات.. ولعل نظرية صراع الحضارات التي أتحفنا بها صموئيل هانتجتون إحدى إفرازات هذه الذهنية.

التعميم.. خطيئة العقل! - البيان