أحدث الأخبار
  • 11:48 . حملة دولية: قانون الجرائم الإلكترونية ومكافحة الإرهاب يقيد حرية التعبير... المزيد
  • 11:46 . "وول ستريت جورنال": إدارة بايدن تسعى لتطبيع "سعودي إسرائيلي" مقابل دولة فلسطينية... المزيد
  • 11:45 . "فلاي دبي" تلغي رحلاتها إلى إيران اليوم... المزيد
  • 11:44 . بعد انفجارات أصفهان.. عبدالله بن زايد يبحث مع نظيره الإيراني التطورات الخطيرة في المنطقة... المزيد
  • 11:05 . رغم تأييد 12 دولة.. "فيتو أمريكي جديد" ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة... المزيد
  • 11:04 . "ستاندرد أند بورز"‭ ‬تخفض التصنيف الائتماني طويل الأجل لـ"إسرائيل"... المزيد
  • 11:04 . أصوات انفجارات في إيران وتقارير عن هجوم إسرائيلي... المزيد
  • 11:03 . تأهل أتلانتا وروما وليفركوزن ومرسيليا لنصف نهائي الدوري الأوروبي... المزيد
  • 09:13 . الأبيض الأولمبي يُواجه نظيره الياباني غداً في كأس آسيا... المزيد
  • 09:12 . شرطة أبوظبي تحذر من مكالمات وروابط إلكترونية احتيالية... المزيد
  • 07:35 . مجلس الأمن السيبراني: نتصدى يومياً لأكثر من 200 ألف هجمة سيبرانية... المزيد
  • 06:50 . غزة.. انتشال 30 شهيدا مدفونين في مقبرتين بمجمع الشفاء... المزيد
  • 06:21 . الأرصاد يتوقع انحسار السحب غداً في الإمارات... المزيد
  • 12:18 . مطارات دبي تعيد فتح إجراءات تسجيل المسافرين المغادرين من المبنى ثلاثة... المزيد
  • 12:17 . إندونيسيا تغلق مطارا قريبا من بركان ثائر وتجلي آلاف السكان... المزيد
  • 12:14 . اليمن.. تسجيل أول حالة وفاة جراء منخفض جوي في حضرموت... المزيد

حول الكاتب وشجونه!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 19-09-2018

لأننا حين نكتب فإننا لا نقذف كرة بلاستيكية مصمتة صوب جدار أملس لا تجد لها عليه صوتاً أو أثراً، بل نقذف جملاً وكلاماً مفهوماً جداً، يُفترض أن يعود إلينا مضاعفاً ومحمّلاً بردّات فعل وتجاوبات من أي نوع: رفضاً قبولاً، جدلاً واختلافاً، أي شيء إلا الصمت! 

 ولأننا حين نكتب فإننا لا نخاطب أنفسنا، ولا نتحدث إلينا، ولا نمارس لعبة تزجية الوقت برصف الورق وشاشات الكمبيوتر بالكثير من الكلمات، ومن ثم نمضي للهو أو النوم، إننا حين نكتب فإننا نبعث إلى كل الخارج الذي يمور حولنا بالاهتمامات والهموم، وبالشؤون والشجون برسائل قصيرة أو طويلة، مستفيضة أو مختصرة، تقول ما يريد هؤلاء جميعاً قوله ولا يستطيعون ربما، أو يستطيعون لكنهم لا يصلون لما نصل إليه، أو قد يصلون، لكننا ككتاب نظن أن هذا دورنا، أو شغلنا الذي نجيده ونعرف أسراره جيداً. 

 يكتب معظم الكُتاب نصوصهم وآراءهم بأكثر المشاعر تناقضاً واختلافاً واندفاعاً أيضاً، وبحسب مقتضيات الحال غالباً، بغضب أحياناً إذا اقتضى الأمر، لكن دون قصدية مبيّتة لإغضاب أحد ما على وجه التحديد، وبرقة متناهية حين يحتاج الأمر، وبلا حيادية حين يتعلق الأمر بانتماءاته وثوابته الواضحة، وقد يكون هذا من حقه أحياناً، إذا لم يتعارض ذلك مع الأفكار الكبرى المتعارف عليها.الكاتب ليس شخصاً مثالياً في نهاية اليوم أو في خاتمة المطاف، إنه شخص يحاول أن يمشي مستقيماً على حافة جدار يطل على هوة سحيقة، أو على سلك مشدود، معتبراً ذلك شجاعة متناهية، بينما ينظر كثيرون للأمر على أنه خيار يخلو من التعقل، والأمر في كل خياراتنا نسبي وقابل للاختلاف والتأويل.

 لم ينزل الكاتب من سماء الملائكة لنطالبه بصفاتهم ولم يدَّعِ كاتب -حسب كل ما قرأت- خلوّه من جوانب القصور والنقص والضعف، فليس من المنطق أن يدعي أحد أنه ليس بشر أو أنه ضد مكونه الإنساني، لذلك فلا يجوز لنا أن نتوقع كاتباً مثالياً لا يغضب لنفسه، أو كاتباً ديمقراطياً بشكل مطلق حين يتعلق الأمر بشؤونه الخاصة وقناعاته اللصيقة. 

 الكاتب كأي واحد منا، إنسان بسيط، قد يكون قلقاً أكثر من غيره، عصبياً، ومزاجياً بما لا يطاق، وكصندوق معبّأ بالكثير من الأفكار والأسئلة والفوضى ربما وبالكثير من الأمنيات والانكسارات، فلا داعي إذا ناقشكم في أمر، وشطّ في رأيه أن تقذفوا في وجهه بهذه العبارة البلاستيكية: أين الديمقراطية وسعة الصدر إذن؟ امنحوه قليلاً من رحابة صدوركم لينطلق في أرض لا تحدها الاعتبارات والأسوار.