أحدث الأخبار
  • 05:37 . بسبب حملة تضليل مولتها أبوظبي .. دعوى قضائية ضد جامعة جورج واشنطن... المزيد
  • 01:19 . الجيش الأمريكي يعلن تدمير أربع مسيّرات للحوثيين فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:15 . تقرير: تدفقات الأموال الروسية إلى الإمارات "تباطأت" والأثرياء الروس يفكرون في مغادرة دبي... المزيد
  • 12:58 . إعلام أبوظبي يهاجم السعودية على خلفية فتوى "تُكفر منكري السنّة"... المزيد
  • 12:39 . يشمل "الزواج العلماني".. أكثر من 20 ألف طلب زواج مدني في أبوظبي... المزيد
  • 12:35 . بينهم عناصر من حزب الله.. مقتل 36 عسكرياً بغارة جوية إسرائيلية قرب حلب السورية... المزيد
  • 12:33 . وسط تحذيرات من أزمة إنسانية.. السعودية تعلن إرسال دفعة مساعدات جديدة للسودان... المزيد
  • 12:32 . بني ياس يفوز على الإمارات بثنائية في دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 05:18 . المظاهرات تجبر شركة إسرائيلية على بيع مصنعها في بريطانيا... المزيد
  • 05:17 . صور أقمار صناعية تظهر بناء مهبط طائرات على جزيرة يمنية وبجانبه عبارة "أحب الإمارات"... المزيد
  • 11:32 . موسكو تعلن دخول سفن حربية روسية إلى البحر الأحمر... المزيد
  • 10:30 . 111 مليون مستفيد في 105 دول من مبادرات محمد بن راشد العالمية في 2023... المزيد
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد

التعليم والولاء للأوطان

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 07-09-2018

صحيفة الاتحاد - التعليم والولاء للأوطان

هناك أمثلة كثيرة، أشرنا إلى بعضها في المقال السابق، تدل على تغلغل الفساد في المشهد الأكاديمي والعلمي في كثير من أنحاء العالم.. لكن المشكلة تكمن في المقومات والعوامل التي جعلت بعض الناس يتهافتون على التزوير والتدليس والغش في المجال الأكاديمي، حيث يحصل بعض الطلاب سنوياً على درجات عالية وشهادات عليا، حتى وصل الأمر درجة الاعتقاد بأن بعض الدول النامية هي بلدانُ عباقرةٍ وأذكياء.. والنتيجة هي غياب أرقام حقيقية لمؤشرات التنمية البشرية في المجال التربوي والتعليمي في هذه الدول.
والحقيقة أن كثيراً من المؤشرات المعترف بها دولياً تؤكد أن الكثير من تلك الدول تتراجع في المجال التعليمي، وأنها تعاني من غياب التعليم الحقيقي، التعليم الذي يبني العقول وينميها ويدرب على المعارف والمهارات الإبداعية والثقافية اللازمة التي تعد الطالب للمستقبل وتبث في وجدانه الطاقة الحيوية التي تدفع بالمجتمعات نحو الأفضل، مما يؤثر مستقبل العالم النامي، ومنه العالم العربي.
لقد أصبح التعليم ينتج طالباً ضعيفاً ليس لديه القدرة على مواجهة تحديات المستقبل أو المشاركة الحقيقية في التنمية التي تحتاجها الأوطان، لذلك ليس غريباً أن يستحل بعض الطلاب ممارسة الغش والفهلوة وشراء البحوث، وليس غريباً أن نجد بعض المتفوقين في مرحلة الثانوية العامة في هذه البلدان (لاسيما من أبناء الأغنياء)، يرسبون في الجامعات الأجنبية حين يلتحقون بها.
يقول الدكتور سعيد إسماعيل في كتابه «الفساد في التعليم»: ذهبت إلى لجنة الامتحان التي كانت ابنتي تجري فيها امتحان «الثانوية العامة»، كي آخذها إلى المنزل بسيارتي، فإذا بها تخرج دامعة العينين، فلما سألتها شكت لي من أن بعض الملاحظين كانوا ينقلون أحياناً أوراق إجابة صحيحة إلى طلاب آخرين ليغشوا منها، وأن بعضهم طلب منها، حيث كانت إجاباتها صحيحة، فكانت ترفض، فإذا بها تسمع تعليقات تتهمها باللاإنسانية، فتصيح بي: هل هذا يصح يا أبي؟ أتعب وأجتهد وأُذاكر طوال العام وأسهر الليالي، ثم إذا بي أتساوى مع آخرين ظلوا يلعبون معظم العام؟!
لا شك أن الأنظمة التعليمية العربية لم تسهم إلى الآن في إنتاج اقتصادات صناعية عربية قادرة على خوض المنافسة الدولية بقوة وإصرار، بل أسهمت في بعض الدول في إيجاد حالة من تفكيك الذات الوطنية، وفي دول أخرى لم تساهم في ترسيخ الولاء الوطني الذي يمنع أبناء الأوطان من دخول دائرة الفساد أو دائرة الخيانة لأوطانهم.
ووفقاً للدكتور سعيد إسماعيل، في كتابه المذكور أعلاه، فإن اختراق الثقافة الوطنية وفك مكوناتها الأساسية التي تخص العقل الوطني وإعادة تركيبه، وفّر للقوى «المعادية» قوى محلية كثيراً ما وقفت على الخط الآخر في مواجهة الولاء لأوطانها، بتنفيذ ما تريده تلك القوى الأجنبية. ومن خلال ذلك الاختراق يتم الاستيلاء على تفكير المواطن العربي وإعادة تشكيل عقله حتى يصبح متحمساً لما يراد للأوطان والثقافات الوطنية، بل تراه يدافع دفاعاً مستميتاً عن خيارات غير وطنية ويقْسِم لك أن ما يفعله كله في سبيل مصلحة الوطن لا مصلحة القوى المعادية.
وإلى ذلك فثمة ظاهرة أخرى برزت خلال الأعوام الأخيرة، حيث تكوّنت في كثير من الدول العربية «مستوطناتٌ ثقافية» أجنبية، فالطالب العربي اليوم يدرس في المدارس الأجنبية والجامعات والمعاهد الأجنبية، وفقاً لمناهج ونظم تعليم أجنبية، فيتخرج منها جميعاً ليجد أمامه مناخاً اجتماعياً مغايراً للمناخ الذي درس فيه، فينشأ الصراع داخل شخصه، صراع بين الولاء للوطن والولاء للآخر الأجنبي!