أحدث الأخبار
  • 11:55 . تحقيق مع وكالة استخبارات سويسرية خاصة حول مزاعم بالتجسس لصالح أبوظبي... المزيد
  • 11:17 . البيت الأبيض: إيران لم تنسق معنا مسبقاً وهجومها كان فشلاً ذريعاً... المزيد
  • 11:05 . تشيلسي يسحق إيفرتون بسداسية في الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 10:28 . أمطار غزيرة ومتوسطة مع برق ورعد على مناطق متفرقة في الدولة... المزيد
  • 10:27 . تحويل الدراسة "عن بعد" في معظم إمارات الدولة نظراً للأحوال الجوية... المزيد
  • 10:27 . شركات طيران محلية توجه نصائح للمسافرين بسبب الظروف الجوية المتوقعة... المزيد
  • 10:22 . "المركزي" يُحدد 30 يوماً لتعامل البنوك مع شكاوى العملاء... المزيد
  • 08:41 . صحيفة: أبوظبي تبادلت معلومات استخبارية مع أمريكا و"إسرائيل" قبل الهجوم الإيراني... المزيد
  • 06:57 . الولايات المتحدة تعلن تدمير أربع طائرات مسيرة للحوثيين في اليمن... المزيد
  • 06:08 . الكويت تعين الشيخ أحمد عبدالله الصباح رئيسا جديدا للحكومة... المزيد
  • 12:37 . أسعار النفط تتراجع في السوق الآسيوية بعد الهدوء في الشرق الأوسط... المزيد
  • 11:37 . بايدن يبلغ نتنياهو عدم مشاركة بلاده في أي رد انتقامي ضد إيران... المزيد
  • 11:28 . رئيس الدولة وأمير قطر يبحثان التصعيد الإيراني الإسرائيلي... المزيد
  • 11:07 . إعلام عبري: نتنياهو يقرر تأجيل اجتياح رفح... المزيد
  • 12:17 . أفغانستان.. وفاة 33 شخصاً جراء أمطار غزيرة وفيضانات... المزيد
  • 10:35 . باير ليفركوزن بطلاً للدوري الألماني لأول مرة في تاريخه... المزيد

نحن والكثير من الأقنعة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 19-08-2018

قلت لصديقة عزيزة يوماً، لماذا تجتهدين لتظهري أمام البعض بأنك شخص ساذج، لا علاقة له بالثقافة والأفكار العميقة، مع أنها كانت من العمق وكثافة التجربة الحياتية وحدّة الذكاء ما يجعلني أتساءل لماذا تصرّ على أن تبدو خلاف ذلك أمام محيطها المقرّب من الصديقات والجارات!كان جوابها: تلك أقنعة نرتديها أمام البعض لأنهم يشعرون بالاطمئنان حين يرون هذا الوجه تحديداً! 

إن الوجه المخالف لما اعتادوا عليه يبدو متعالياً عليهم لذلك يرفضونه، أنا لا أتخلى عن شخصيتي، لكنني أتنازل لهم قليلاً كي يشعروا بالارتياح، إننا نعيش وسط مجتمعات تفضلك ساذجاً، وذا اهتمامات تافهة، تفضلك بسيطاً تنزلق على تفاصيل الحياة كسحلية لزجة على سطح أملس، أما أن تأخذ الأمور بجدية وتبدو مثقفاً وعميقاً فستتهم بأنك «مثقف ومعقّد ومغرور»، وسينفضّون من حولك، هذا هو الثمن.. 

لم أقتنع بحديثها، لكنني أقدر أن لكل إنسان خياراته!حين نكون صغاراً نحلّق بأجنحة من أحلام ونجري بأحذية من ريح، نصل إلى آخر المدى في كل شيء ، نذهب إلى حيث تأخذنا أقدامنا، نفعل ما يخطر ببالنا، لا نفهم معنى الوقت، ولا معنى الموت، ولا ماهية الألم، أقصى آلامنا حين نتعثر بحجارة الطريق، ومنتهى سعادتنا حين نخرج إلى فضاء الأزقة متحررين من الأوامر والنواهي الأسرية، لا نحب أقنعة أمهاتنا ونخاف من براقع جداتنا (البراقع أقنعة في نهاية الأمر). 

وكلما كبرنا ثقلت أجسادنا عن الذهاب إلى آخر الشارع، وثقلت أرواحنا عن احتمال أحلامنا، فنضعها جانباً متعللين بالظروف وصعوبة الأحوال، ونبدأ في اختيار الأقنعة!تنتابنا حالة الفقد إزاء أصغر المواقف، وتهطل الذاكرة كسماء لا تعرف التوقف، هطول الذاكرة ينعش يباس القلب وينزع الأقنعة كلها، فنحن نراكم أقنعة من كل الأشكال بقدر ما نراكم همومنا، ونتخلى عن أن نكون نحن كما يجب أن نكون، لذا فربما يتحول القناع في لحظة ما إلى جزء منا، أو يصير «نحن» في نهاية المطاف، عندها يكون الأمر قد انتهى ونظل نتحرك كأشخاص منفصلين عن مداراتنا الحقيقية ككوكب فقد مداره وخرج عن جاذبيته بشكل نهائي! 

 ليست طفولة أو مرضاً أو سعياً للألم أن ننزع الأقنعة ونعود إلى ذاكرتنا وأن نقلبها أو نبحث فيها، الأمر قد يكون مؤلماً لكنه إنساني جداً في عالم يتحول كل لحظة ويسعى كباره إلى تحويلنا إلى مجرد أشياء تستهلك أشياء، تمهيداً لتحويلنا إلى روبوتات أو كائنات آلية، نحن حين ننفصل عن حقيقتنا نصير مخلوقات آلية، ويصير كلُّ شيء متشابهاً ولا يثير فينا أي حساسية من أي نوع.

نحن والكثير من الأقنعة! - البيان