أحدث الأخبار
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد
  • 10:13 . تقرير يحذر من تعرض الأفراد والمنشآت الإماراتية في شرق أفريقيا للهجمات... المزيد
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد

الحرية.. الحياة بلا رصاص!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 13-07-2018

كتب ابن خلدون في مقدمته الشهيرة: «إن الإنسان كائن مدني بالفطرة كما هو كائن اجتماعي» ولو قدر له أن يعيش في أيامنا هذه لكتب أن الإنسان كائن عدواني لا يطهره من عدوانيته سوى الحرية! لذلك يعملون على قمع الحريات، والحقيقة أنه ليس هناك فرق بين الرصاصة التي تغتال الجسد والرصاصة التي تغتال الحرية!

إن هذا التقدم التقني سيزيد الحروب فظاعة! لم تعد الرصاصة تقتل اثنين كما قال شاعر إسبانيا (لوركا)، كما لم يعد الرصاص هو سلاح القتل الوحيد، فها هي الأيام تكشف لنا يومياً عن استراتيجيات توظيف الدين مرافعة باتت مضمونة لبلوغ أهداف مشبوهة وخدمة مصالح دول ومنظمات، عن طريق إشاعة الفوضى والقتل بالسيارات المفخخة والأجساد الشابة المزنرة بالديناميت واقتحام المساجد والكنائس وإثارة الفتن والفوضى في المجتمعات الآمنة.. إنها البلطجة والقتل والتخريب باسم الدين وعبر أموال تضخها دول مستقلة وذات سيادة!

إن ظاهرة توظيف الدين والولاء للمذهب لنشر الدمار والفوضى والتخلف، تقود إلى حقيقتين:

الأولى: هو تحول الدين إلى واحد من أوسع الأدوات والآليات استخداماً وتوظيفاً في شن الحروب المعاصرة وإذكاء نيرانها وإبقائها مشتعلة على الدوام، ولذلك فإن علينا أن نفصل تماماً بين الدين من حيث هو عقيدة وشريعة نقية منزلة من عند الله وبين من يتحدث بها.

أما الحقيقة الثانية التي علينا وعلى أي منهج نقدي أن نؤكدها ونعمل على تكريسها إذا أردنا مراجعة الموروث وتنقيته مما علق فيه عبر عصور الانحطاط والكوارث الحضارية التي مررنا بها، فهي أن التنزيه عن الخطأ واعتبار الشخص معصوماً وعلى صواب دائماً أمر يتنافى مع المنطق والطبيعة الإنسانية التي تحتمل الخطأ كما تحتمل الصواب، هذا الأمر ينطبق على العلماء، كما على المفكرين والفلاسفة، دون أن يقلل ذلك من احترامهم وتقدير العلم الذي يحملونه.إن المتاجرين بالدين أو الذين يوظفون الدين لخدمة مصالحهم أو مصالح جماعات ينتمون إليها أو لخدمة دول صاحبة مخططات ومشروعات هيمنة معروفة في منطقتنا العربية وفي مناطق كثيرة من العالم، هؤلاء يناسبهم ويخدمهم ويسهل أمر تفشي مخططاتهم التبعية العمياء لهم من أحزاب وعصابات وأفراد محكومين بمنطق التبعية والجهل وبيع الولاءات، وقبل ذلك الكفر بحرية التفكير والرأي والنقد. إنه لو قدر لابن خلدون أن يكتب مقدمته في زماننا هذا لكتب أن الإنسان كائن مستلب دينياً، ولا ينقذه سوى الوعي وإعمال العقل وتغليب المنهج النقدي وإشاعة الحريات.