أحدث الأخبار
  • 09:13 . الأبيض الأولمبي يُواجه نظيره الياباني غداً في كأس آسيا... المزيد
  • 09:12 . شرطة أبوظبي تحذر من مكالمات وروابط إلكترونية احتيالية... المزيد
  • 07:35 . مجلس الأمن السيبراني: نتصدى يومياً لأكثر من 200 ألف هجمة سيبرانية... المزيد
  • 06:50 . غزة.. انتشال 30 شهيدا مدفونين في مقبرتين بمجمع الشفاء... المزيد
  • 06:21 . الأرصاد يتوقع انحسار السحب غداً في الإمارات... المزيد
  • 12:18 . مطارات دبي تعيد فتح إجراءات تسجيل المسافرين المغادرين من المبنى ثلاثة... المزيد
  • 12:17 . إندونيسيا تغلق مطارا قريبا من بركان ثائر وتجلي آلاف السكان... المزيد
  • 12:14 . اليمن.. تسجيل أول حالة وفاة جراء منخفض جوي في حضرموت... المزيد
  • 10:55 . رئيس الدولة: سلامة المواطنين والمقيمين على رأس أولوياتنا... المزيد
  • 10:54 . ريال مدريد يجرد مانشستر سيتي من لقبه ويتأهل لنصف نهائي أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:53 . "دانة غاز" تحجب التوزيعات وتنتخب مجلس إدارة لمدة ثلاث سنوات... المزيد
  • 10:52 . "موانئ دبي" تؤكد استمرار جميع العمليات بميناء جبل علي رغم سوء الأحوال الجوية... المزيد
  • 10:47 . المغربي سفيان رحيمي يقود العين للفوز على الهلال السعودي برباعية في أبطال آسيا... المزيد
  • 09:17 . "فيفا": خروج برشلونة يؤهل أتلتيكو مدريد إلى "مونديال الأندية 2025"... المزيد
  • 09:02 . الإمارات تتعهد بتقديم 100 مليون دولار لدعم السودانيين... المزيد
  • 08:51 . مجلس الوزراء يمدد "العمل عن بُعد" الخميس والجمعة لموظفي الحكومة الاتحادية... المزيد

فتنة الأشياء!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 14-05-2018

وأنا أسير متمهّلة متنقلة بين جسر وجسر، ومن متحف لقصر لساحة تعج ببشر من كل الدنيا، ثملة بحالة الطقس البديع وبما أرى وأسمع وأقرأ، قادتني قدماي وفضولي للدخول في كثير من حوانيت فلورنسا التي تبيع ذوقاً إيطالياً مغايراً على هيئة بضائع ساحرة، ذوق تحسّه معتقاً وذاهباً في الزمن وفي الإتقان حد دوران الرأس!

كيف يمكن لمنتج صغير (تمثال لطفل من المرمر الأبيض، علبة معدنية أنيقة تحوي شيئاً من زيت الزيتون، حذاء طفلة، قميص رضيع بأزرار من اللؤلؤ، باقة ورد، زجاجة عطر تتغلغل في روحك، سوار فضي تشتريه لعزيز على قلبك..) أن يفتنك حين تلمسه فتشهق تأثراً؟ هذه أشياء لا تشبه غيرها مما اشتريته في حوانيت كثيرة حول العالم، وإذ يراك البائع تقلب شيئاً منها بين أصابعك يبادرك: إنه صناعة يدوية من هنا، من فلورنسا!

تشتري ما أردت، تنقد البائع ثمنه، وتخرج تدور في رأسك فكرة الإنسان وصناعة الحضارة، فتتأمل كيف يأتي البشر من أمكنة مختلفة، يعجنهم الوقت وتصهرهم الجغرافيا، ثم يمنحون الأمان فيبدأون بتشكيل زمانهم ومكانهم عبر مئات السنين، تعرف عندها أن الأعمال العظيمة والجميلة التي مررت بها هي نتاج الوقت المتمهل والفضائل، فضيلة الإتقان والعمل الدؤوب والشغف!

إنني أعترف أمامكم بوقوعي في الدهشة دائماً حيال هذه التفاصيل التي تدخلني فيها المدن التاريخية والعتيقة، أنا التي -اعتقدت جهلاً- أنني قد اكتفيت بكل ما شاهدت من التجوال والسفر وعقدت العزم على ألا يبهرني شيء كي أحفظ لعقلي تلك المسافة الحاسمة التي تمنحه فرصة لا بأس بها للحكم بشكل أكثر دقة وموضوعية! فأكتشف في كل مرة أنك مع الحب والدهشة لا يمكنك أن تكون محايداً أبداً!

أليكس صاحب حانوت الذهب وزوجته ألكساندرا، كانا يعرضان مشغولات ذهبية لافتة وفي غاية الجمال، حين طلبت أن أرى إحدى القطع فاجأتني دماثة الرجل وكرمه وسمرته وابتسامته، شعرت بأنني أعرفه، إنه كأحد الذين تبادلت معهم الحديث في القاهرة أو بيروت أو طنجة، يذكرك برجل يدير مقهى في ميناء جبيل أو الإسكندرية، سألته: هل أنت من أهالي فلورنسا؟ قال: نعم لكن أبي مصري، ووالدتي أصولها من حلب. ثم أخرج ألبوم صور له ولوالده ووالدته، هكذا تتخلق حضارة الإنسان!