أحدث الأخبار
  • 01:19 . الجيش الأمريكي يعلن تدمير أربع مسيّرات للحوثيين فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:15 . تقرير: تدفقات الأموال الروسية إلى الإمارات "تباطأت" والأثرياء الروس يفكرون في مغادرة دبي... المزيد
  • 12:58 . إعلام أبوظبي يهاجم السعودية على خلفية فتوى "تُكفر منكري السنّة"... المزيد
  • 12:39 . يشمل "الزواج العلماني".. أكثر من 20 ألف طلب زواج مدني في أبوظبي... المزيد
  • 12:35 . بينهم عناصر من حزب الله.. مقتل 36 عسكرياً بغارة جوية إسرائيلية قرب حلب السورية... المزيد
  • 12:33 . وسط تحذيرات من أزمة إنسانية.. السعودية تعلن إرسال دفعة مساعدات جديدة للسودان... المزيد
  • 12:32 . بني ياس يفوز على الإمارات بثنائية في دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 05:18 . المظاهرات تجبر شركة إسرائيلية على بيع مصنعها في بريطانيا... المزيد
  • 05:17 . صور أقمار صناعية تظهر بناء مهبط طائرات على جزيرة يمنية وبجانبه عبارة "أحب الإمارات"... المزيد
  • 11:32 . موسكو تعلن دخول سفن حربية روسية إلى البحر الأحمر... المزيد
  • 10:30 . 111 مليون مستفيد في 105 دول من مبادرات محمد بن راشد العالمية في 2023... المزيد
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد
  • 01:00 . "الوطني الاتحادي" يعتمد توصية بضوابط موحدة للإعلانات الغذائية الإلكترونية... المزيد

هل أضاعت روسيا البوصلة في سوريا؟

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 12-02-2018


دعوة الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق نار إنساني في سوريا «غير واقعية»... هذه العبارة للسفير الروسي لدى المنظمة الدولية فاسيلي نيبنزيا، أشارت إلى رفض موسكو هدنة في منطقة الغوطة الشرقية المحاذية لدمشق، بعدما تدهور الوضع الإنساني إلى أدنى درجة، بفعل قصف متواصل أمر به النظام السوري، وتخلله استخدام لغاز الكلور، وقال السفير مبرراً هذا الموقف: «نرغب في أن نرى وقفاً لإطلاق النار، نهاية للحرب، لكنني لست واثقاً بأن الإرهابيين يوافقون على ذلك»، وسبق أن تفاوض الروس مباشرة مع المقاتلين «وليس الإرهابيين» في الغوطة، باعتبارها إحدى المناطق الأربع لـ «خفض التوتّر»، وتوصّلوا إلى اتفاق تلو اتفاق لوقف النار، وإيصال مساعدات إنسانية إلى أهالي المنطقة، لكن النظام وحلفاءه أسقطوا كل الاتفاقات، لأنهم لا يرضون بأقل من استسلام المقاتلين وترحيلهم مع ذويهم... إلى إدلب.
أصبح معروفاً أنه عندما يقال إن النظام السوري هو مَن ينفّذ هذا القصف، فإن ذلك يعني أيضاً أن الروس وآخرين متورّطون فيه، لأن النظام الذي يرغب جداً في التخلّص من خطر الغوطة تأميناً لـ «عاصمته»، لا يملك الإمكانات والعناصر البشرية، لكن القصف الجنوني كان يشمل بالتزامن محافظة إدلب، التي ارتضاها الجميع قسراً منطقة التهجير الداخلي لسكان المناطق التي يجري إسقاطها عسكرياً، كما حصل سابقاً في شرقي حلب وبعض نواحي حمص والغوطة نفسها، وهذا القصف كان روسياً، واستُخدم فيه أيضاً غاز الكلور في سراقب، وبالتالي فإن الاختباء وراء النظام ليس سوى إجراء احترازي لإبعاد تهمة السلاح الكيماوي عن موسكو، التي لا تجيز استخدامه فحسب، بل تتكفّل بتجنيب نظام دمشق أية إدانة أو إجراءات دولية لمحاسبته.
أما لماذا القصف الروسي على إدلب؟! فقد عرف العالم أنه للثأر والانتقام بعد إسقاط طائرة «سوخوي 25» بصاروخ مضاد محمول على الكتف، وهو حادث نادر منذ بداية التدخّل الروسي في خريف 2015، وجاء بعد فشل مؤتمر سوتشي، لذلك تعتبره موسكو مؤشراً على مرحلة جديدة كانت تتوقّعها ولا تعرف متى تبدأ، مرحلة تصبح فيها متورّطة في سوريا، وليست مجرّد طرف بالغ التفوق الناري وسط أطراف ضعفاء ومنهكين، بل لعلّها اعتقدت أنها تمكنت من تجاوز مرحلة كهذه، ومن إحباطها مسبقاً، لكنها ربما تعي الآن أنها تسرّعت في الإيحاء، وأحياناً في الإعلان بأن الحرب انتهت، وبعد مضي أسبوعين على إسقاط الطائرة ومقتل طيارها، لم تستطع موسكو تحديد الجهة التي استهدفتها وتحدتها، وبديهي أنها تشتبه بمجموعات تتلقى دعماً أميركياً ولا تستبعد أحداً، إذ تشعر بأن كل الأطراف المتدخلة في سوريا تريد إرسال إنذار إليها، ومع ذلك وجهت معظم انتقامها إلى الأسواق والمدارس والمستشفيات، أي أنها استهدفت المدنيين خصوصاً، وليس «الإرهابيين» كما تصفهم.
بهذه «الإنجازات» في إدلب والغوطة، تريد روسيا بلورة حل سياسي للأزمة، لكن كل ما تشهده سوريا منذ بدأت روسيا تبشّر بـ «انتهاء الحرب»، ومنذ هزيمة تنظيم «داعش»، كان امتداداً لمسلسل «جرائم الحرب»، وقد تنبه الجميع الآن إلى عودة الوضع إلى مربعه الأول: الصراع بين نظام وشعب، وقد استُخدم «الإرهاب» لإفساد حقيقته، وليس «الحصار من القرون الوسطى» الذي تتعرض له الغوطة، كما وصفه المندوب الفرنسي في مجلس الأمن، قائلاً أيضاً: «عدنا الآن إلى المرحلة الأكثر قتامة من هذا النزاع»، سوى شهادة واضحة بأن الدور الروسي أضاع البوصلة.