أحدث الأخبار
  • 12:19 . النفط يرتفع بعد انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام الأميركية... المزيد
  • 11:27 . إعلام: وصول ضباط إماراتيين إلى جزيرة سقطرى اليمنية... المزيد
  • 11:08 . "المركزي" مستعد للتدخل لمساعدة أي منشأة في الحصول على تأمين... المزيد
  • 10:54 . "الأرصاد" يحذر من تشكل الضباب وتدني مدى الرؤية... المزيد
  • 10:34 . "لا حرية للتعبير".. أمريكا تواصل قمع المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين... المزيد
  • 10:22 . لمواصلة الإبادة في غزة.. الاحتلال يشكر الشيوخ الأمريكي على إقراره المساعدة العسكرية... المزيد
  • 10:19 . أرسنال يسحق تشيلسي بخماسية ويستعيد صدارة الدوري الإنجليزي مؤقتاً... المزيد
  • 12:51 . على حساب الهلال السعودي.. العين يبلغ نهائي أبطال آسيا للمرة الرابعة في تاريخه... المزيد
  • 09:49 . تقرير: أبوظبي تشارك بنقل الفلسطينيين من رفح تمهيداً لاجتياحها من قبل الاحتلال... المزيد
  • 09:40 . جوجل تطرد 20 موظفًا احتجوا على صفقة مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 09:39 . أمير الكويت يبدأ زيارة رسمية إلى الأردن... المزيد
  • 08:25 . تسعير خام دبي لشهر يوليو بخصم 0.10 دولار عن خام عمان... المزيد
  • 08:20 . استثنى "سكاي نيوز".. السودان يعيد عمل مكاتب قناتي العربية والحدث السعوديتين... المزيد
  • 07:18 . النفط يتراجع إثر تقييم تداعيات العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران... المزيد
  • 07:15 . أبو عبيدة: سنواصل ضرباتنا ومقاومتنا ما دام عدوان الاحتلال مستمراً... المزيد
  • 07:01 . الإمارات وعُمان توقعان شراكات استثمارية بـ 129 مليار درهم... المزيد

كيف تقوم الاستخبارات الأميركية بتجنيد الأكاديميين؟

وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 11-10-2017


لإغراء العلماء النووين للخروج من بلدان مثل إيران وكوريا الشمالية، تقوم الاستخبارات الأميركية، بشكل روتيني، بإرسال عملاء إلى المؤتمرات الأكاديمية، أو تستضيف مؤتمراتها الوهمية التي تنظمها بنفسها، لتبدأ من هناك تنفيذ هذه المهمة.


ورد ذلك في تقرير طويل نشرته صحيفة غارديان عن كيفية تجنيد الاستخبارات الأميركية المختلفة سرا العلماء المعنيين، موضحة أن الاستخبارات تبدأ استعداداتها قبل أشهر عديدة وتنفق أموالا طائلة في هذا المجال.


وتستخدم الاستخبارات في الغالب شركات متخصصة واجهةً، وتقوم بتمويلها لعقد المؤتمر في مراكز متخصصة غير مشبوهة بدول أجنبية، وتجهز الدعوات للمتحدثين والضيوف وتزرع العملاء وسط الطباخين والعاملين الآخرين، كل ذلك لإيقاع العالم النووي الإيراني، على سبيل المثال، في حبائلها وإغرائه لمغادرة البلاد.


تسميم الحراس المرافقين
ويقول التقرير في حالة مرافقة حراس حكوميين للعالم المعني بالمؤتمر، يمارس عميل الاستخبارات أساليب عديدة للفصل بين الحراس والعالم ولو لبضع دقائق فقط، والانفراد به. فأحيانا ينتظر حتى ينام الحراس بالليل ويكون العالم مستيقظا، فيذهب إلى غرفة العالم بالفندق وبهدوء يطرق الباب ويبدأ عمله، وفي بعض الأحيان يضطرون لتسميم الحراس إلى حد إصابتهم بالإسهال والتقيؤ.


وفي بعض الأحيان، تنهار كل الترتيبات لسبب صغير مثل أن ينتقل العالم إلى فندق آخر بعد أن يضيف حوالي 50 دولارا للميزانية التي رصدتها له حكومته للسكن أثناء المؤتمر.



وفي بعض الحالات يستخدم عميل الاستخبارات، بعد أن ينفرد بضحيته، أسلوب الصدمة مثل أن يحيي العالم قائلا "سلام حبيبي.. أنا من الاستخبارات المركزية الأميركية وأريد أن تصعد معي إلى الطائرة المغادرة إلى الولايات المتحدة"، ويبدأ العميل قراءة آثار صدمته على العالم: خليط من الصدمة والخوف وحب الاستطلاع.


سطل الثلج
ويكون العميل على دراية، من خلال خبرته السابقة مع العلماء المنشقين الهاربين، بأن للعالم آلاف الأسئلة داخل رأسه: ماذا عن أسرتي؟ أين وكيف أعيش؟ كيف تحمونني؟ هل لدي وقت لأخذ أغراضي وحزمها؟ ماذا يحدث لي لو رفضت؟


ويبدأ العالم في توجيه أسئلته، لكن العميل سيقاطعه ويقول له "أولا، خذ سطل الثلج". العالم: لماذا؟ العميل: إذا استيقظ أي من حراسك، يمكنك أن تقول لهم إنك ذاهب لإحضار بعض الثلج".


وتنفق الاستخبارات الأميركية سرا ملايين الدولارات لتنظيم مؤتمرات على نطاق العالم لإغراء العلماء، وأفضلهم من يكون من إيران أو كوريا الشمالية أو الصين أو ليبيا أو روسيا وغيرها. وقد نظمت العديد من المؤتمرات لذلك قبل إبرام الاتفاق النووي مع طهران لتعطيل سير البرنامج النووي الإيراني. وفي الغالب لا يكون المشاركون من الأكاديميين في المؤتمر على علم بالمنظم الحقيقي للمؤتمر وبأنهم يشاركون في دراما تحاكي الواقع. ولو كانوا يعلمون ربما لن يوافقوا على المشاركة.


المؤتمرات للتجسس
ويقول التقرير إن المؤتمرات الأكاديمية تُكرس في الغالب للتجسس أكثر من غيرها من مجالات الأنشطة الأكاديمية، ويشارك فيها عملاء مخابرات أكثر من الأكاديميين، وتُقاس أهمية المؤتمر ليس بعدد الحائزين على جائزة نوبل أو خريجي أوكسفورد المشاركين فيه، بل بعدد الجواسيس الذين يحضرونه.


الاستخبارات الأميركية وغيرها من أجهزة الاستخبارات في العالم تحشد عملاءها في المؤتمرات للأسباب نفسها وهي إما إغراء العلماء بالهروب من بلدانهم وإما تجنيدهم لكشف أسرار دولة أخرى وغير ذلك، وتمثل المؤتمرات أفضل البيئات للإغراء والتجنيد.


ففي حرم الجامعات يكون هناك عالم واحد أو اثنان يجتذبان اهتمام الاستخبارات، لكن في مؤتمر متخصص، على سبيل المثال، في تكنولوجيا الطائرات المسيرة أو تنظيم الدولة الإسلامية سيكون هناك عشرات العلماء والمتخصصين الجاذبون للاهتمام.


وقال أحد عملاء "سي آي أي" السابقين لغارديان إن كل الاستخبارات في العالم تنظم مؤتمرات وترعى أخرى ولها أساليبها في استقدام من تريد من العلماء للمشاركة في هذه المؤتمرات.


إغواء طويل المدى
ويقول كبار الباحثين بمعهد براغ للعلاقات الدولية والمستشار السابق الخاص للخارجية البريطانية مارك جاليوتي إن تجنيد الأكاديميين للعمل مع الاستخبارات عملية طويلة من الإغواء، أولها أن يأتوا بك إلى المؤتمر لمجرد الحضور، حتى لو اكتفيت بتبادل بعض الابتسامات المصطنعة، وفي المرة الثانية ستسأل عميل الاستخبارات الذي سيتعمد ظهوره أمامك أو الاصطدام بك "هل رأيتك في إسطنبول؟".


وفي عام 2011 حذر مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (أف بي آي) الأكاديميين الأميركيين من مخاطر الوقوع ضحايا للاستخبارات الأجنبية، ذاكرا السيناريو التالي: "تسلمت باحثة دعوة لم تسع لها لحضور مؤتمر دولي وتقديم ورقة علمية فيه. وسلمت ورقتها وتمت الموافقة عليها، وفي المؤتمر طلب المضيف منها نسخة من الشكل الذي ستقدم به ورقتها. وشبك المضيف محركا بحجم الإبهام في حاسوبها، ومن دون علمها، حمّل كل الملفات والبيانات من حاسوبها إلى محركه".



وفي المؤتمرات التي تستضيفها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العاصمة النمساوية فيينا، يكون أغلب الحضور من جواسيس الاستخبارات. 


تقييمات خاطئة
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستخبارات يمكنها وضع سياسات مما تستخرجه من المؤتمرات. وبعض العملاء يخرجون باستنتاجات خاطئة لضعف تأهيلهم العلمي. فقد أقنعت الاستخبارات الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش بمعلومات خاطئة عن أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لا يزال يطور أسلحة دمار شامل بالعراق، حيث قال أحد عملاء "سي آي أي" في كتاب له إن عملاءهم لاحظوا أن العلماء العراقيين المتخصصين في الكيمياء والأحياء وإلى حد أقل القوى النووية درجوا على المشاركة في المؤتمرات الدولية وتقديم أوراق أكاديمية في هذه المجالات ويستمعون باهتمام لما يقدمه الآخرون، ويسجلون ملاحظات طويلة ويعودون للأردن، حيث يستقلون وسائل النقل البري إلى العراق". وقد تصور عملاء الاستخبارات أن جدية العلماء العراقيين تعني أنهم يطورون أسلحة!


وتضمن تقرير الصحيفة تفاصيل دقيقة عن كيفية اصطياد العملاء لضحاياهم والأساليب التي يستخدمونها وما يطلقونه من مصطلح على كل أسلوب.


وفي بعض الأحيان يتم إغراء العالم بمنحة مالية لمساعدته في أبحاثه دون أن يعلم في البداية الجهة التي تقدم المال. وتتفاوت مبالغ المنح حسب دول العالم. فالباكستاني يمكنه الاكتفاء بما يتراوح بين ألف وخمسة آلاف دولار فقط. والكوري أكثر من ذلك. وبعد ذلك تهدده الاستخبارات بالكشف عن تمويلها له، وهو أمر مدمر لسمعته الأكاديمية.


في إحدى المرات توفر لأحد العملاء أن يجلس بانفراد لبضع دقائق مع عالم إيراني محتمل الانشقاق. ولكي لا يشك العالم الإيراني في تبعية العميل للاستخبارات الأميركية، كان العميل قد استعد تماما بالمعلومات الشخصية عن هذا العالم "حتى عن الأشياء الحميمية"، إذ قال له "أعلم أنك فقدت إحدى خصيتيك بسبب السرطان"، بحسب ترجمة "الجزيرة نت".