أحدث الأخبار
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد
  • 10:13 . تقرير يحذر من تعرض الأفراد والمنشآت الإماراتية في شرق أفريقيا للهجمات... المزيد
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد
  • 07:38 . الإمارات: كثرة استخدام "الفيتو" يفقد قرارات مجلس الأمن الشرعية... المزيد
  • 06:29 . محمد بن راشد: 366 مليار درهم صادرات الدولة سنوياً بحلول 2031... المزيد
  • 06:28 . مجلس الوزراء يقر ملياري درهم لمعالجة أضرار بيوت المواطنين جراء الأمطار... المزيد
  • 06:15 . جنوب إفريقيا تدعو لتحقيق عاجل بالمقابر الجماعية في غزة... المزيد
  • 12:19 . النفط يرتفع بعد انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام الأميركية... المزيد
  • 11:27 . إعلام: وصول ضباط إماراتيين إلى جزيرة سقطرى اليمنية... المزيد
  • 11:08 . "المركزي" مستعد للتدخل لمساعدة أي منشأة في الحصول على تأمين... المزيد
  • 10:54 . "الأرصاد" يحذر من تشكل الضباب وتدني مدى الرؤية... المزيد

العمالة حاجة إنسانية ملحة

الكـاتب : علي أبو الريش
تاريخ الخبر: 01-09-2014

تعرف قيمة العامل أو الفني الآسيوي، عندما يتعطل عليك مكيف أو مولد كهرباء أو مضخة ماء أو حتى مصباح نور، وبخاصة إن حدث ذلك في ساعات خارج العمل اليومي، أو في ساعات الليل.. في هذه الظروف القاسية تبحث عن نفسك فلا تجدها، تبحث عن الأسئلة التي تطرحها يومياً، فيما لو استغنى الناس عن هذه الشريحة المقدسة.. فكل ما يمس شأن الحياة لدينا مرهون بأيدٍ سمراء ألفت التعب، وتمرّست على تقديم العون، حتى وإن كان ذلك مقابل أجر، فالأمر عندما يتعلق بمصير وبحياة لا تستقيم إلا بوجود ممتلكاتك الاستهلاكية، والتي يجب أن تعمل ليل نهار وبسلاسة، فإنك لا تتذكر ما ستقدمه من أجر، بقدر ما يحيي ضميرك تجاه، الأشياء الأساسية في حياتك.. أعتقد أنني أنا وسواي لا ينبغي أن نخاطر بالبوح عن سيئات العمالة الآسيوية، إلا إذا شعرنا بأننا نستطيع أن نقوم بما يقومون به، وهذا لن يحدث الآن، ولا أعتقد في المستقبل القريب، لأننا لا نجيد العلاقة مع أشيائنا الاستهلاكية، إلا بمستوى إدارة المفاتيح، فتحاً وقفلاً، وما عدا ذلك، يظل مجهولاً في أحشاء لك الأجهزة السحرية إلى أن يأتي الفني الآسيوي، متأبطاً حقيبته المعدنية، ويفتح بابها الصغير ثم يبدأ في فحص المريض الذي بين يديه، وبعد حين من الزمن، وبعد أن يتصبب العرق من جبينه الأسمر، يفرج عن ابتسامة انتصار قائلاً: «أرباب كل شيء أوكيه» وأنت تفتح فاها، وتبحلق عينيك، فرحاً بالإنجاز الذي قام به غيرك، وما عليك إلا أن تفتح محفظة الدراهم، وتعطيه أجره.

وهكذا تمضي الحياة، وأنت تبحلق العينين فقط، وغيرك يفك البراغي والمسامير، ثم يعيد كل شيء إلى مكانه، وأنت وكأنك لم تك موجوداً ساعة الفك والربط، لأنك لا تملك قدرة الإبداع السحري، وما جادت به قريحة هذا الكائن الضئيل، الأسمر النحيل، المنهك من شديد ما يفتح ويغلق، ويفك ويربط، وأنك لا تدري مقدار الصفقة الذهنية التي عقدها هذا الإنسان، مع الآلة التي بين يديه، لأنها عقد ذكاء وحاجة وإيمان، بأن الحياة لا تستمر دوماً بالاتكالية والاعتماد على الآخر، من دون دفع ثمن.. وثمن غال أحياناً.

إذن فنحن نحتاج إليهم ليعينونا على استمرار ضوء المصباح، منيراً يتلألأ في غرف جلوسنا ونومنا، نحتاج إليهم، لأنهم يسطرون لنا معالم طريق لولا أصابعهم السمراء، وأظافرهم الملتاثة بالأسود اللزج، لما تلألأت عيون نسائنا، ببريق أحمر الشفاه على الأفواه، مثل قوس قزح.. لولاهم لما عرفنا كيف نستدل على شلال الصنابير، المكترثة بالضخ النازل من علو شاهق إلى حضيض الأجساد.. إذن نحن بحاجة إلى عيونهم الفاحصة المتمحصة في شرايين الأجهزة الإلكترونية، وعروق أجهزة التكييف، متابعين عن كثب ماذا يجري، في أجواف تلك المعضلة.. نحن بحاجة إليهم لأننا اكتفينا فقط، باستخدام الهاتف، ومناداة صاحب الشأن، كما يأتي مسرعاً، لإصلاح هذا الجهاز أو ذاك.. اكتفينا فقط، بإعدام الثقة في أنفسنا، والأخذ من الحياة من دون أن تعطيها، وهي كذلك تأبى إلا أن تدحرجنا على جليد برود الهمة.

إذن فهؤلاء، بالنسبة لنا حاجة إنسانية، حتى إشعار آخر، وحتى نعلم كيف نغمس أظافرنا في اللزوجة السوداء من دون حرج.