أحدث الأخبار
  • 09:40 . جوجل تطرد 20 موظفًا احتجوا على صفقة مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 09:39 . أمير الكويت يبدأ زيارة رسمية إلى الأردن... المزيد
  • 08:25 . تسعير خام دبي لشهر يوليو بخصم 0.10 دولار عن خام عمان... المزيد
  • 08:20 . استثنى "سكاي نيوز".. السودان يعيد عمل مكاتب قناتي العربية والحدث السعوديتين... المزيد
  • 07:18 . النفط يتراجع إثر تقييم تداعيات العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران... المزيد
  • 07:15 . أبو عبيدة: سنواصل ضرباتنا ومقاومتنا ما دام عدوان الاحتلال مستمراً... المزيد
  • 07:01 . الإمارات وعُمان توقعان شراكات استثمارية بـ 129 مليار درهم... المزيد
  • 06:47 . بيان إماراتي عُماني مشترك يدعو لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر التصعيد... المزيد
  • 06:39 . تقرير: السعودية أكثر دول الشرق الأوسط إنفاقاً في المجال الدفاعي... المزيد
  • 01:05 . وزير الخارجية الإيراني يصف عقوبات الاتحاد الأوروبي بأنها “مؤسفة”... المزيد
  • 01:03 . الاحتلال يقصف شواطئ غزة ويكثف غاراته وسط القطاع... المزيد
  • 12:08 . ألم المستقيم.. أسبابه وطرق علاجه... المزيد
  • 11:33 . "دوكاب" تخطط لإنتاج قضبان الألمنيوم الأخضر... المزيد
  • 11:32 . حاكم الشارقة يؤكد عودة الأمور إلى طبيعتها في الإمارة خلال ثلاثة أيام... المزيد
  • 11:25 . وزراء خارجية دول الخليج يبحثون مع وفد أوروبي خفض التصعيد بالمنطقة وتطورات غزة... المزيد
  • 11:23 . يوسف النصيري يقود إشبيلية للفوز على ريال مايوركا في الدوري الإسباني... المزيد

اللغة والأمن القومي

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 19-01-2018


رغم الجهود التي بذلت وتبذل لتحسين وضع اللغة العربية، فإن الكثير من هذه الجهود ذهبت أدراج الرياح وبقيت مجرد حبر على ورق، لأنها لم تلامس واقع اللغة العربية وما تواجهه من تحديات، فهذه اللغة تواجه هجمة تستهدف وجودها وتريد القضاء على مفاصلها ومقوماتها في المجتمع العربي، وقد عبر مختصون ومفكرون ومثقفون وكتاب عن هذه المخاطر بصورة واضحة، وأقرب مثال علَى ذلك ما كتبه الشاعر فاروق جويدة في مقالين له بـ«الأهرام»، يومي 5 و12 يناير 2018، تحت العنوانين «اللغة العربية قضية أمن قومي»، و«خطيئة لن يغفرها لنا التاريخ» على التوالي، حيث يقول: «إن من أخطر الكوارث التي لحقت بالعالم العربي ما أصاب ثقافته أمام هجمة شرسة شوهت جذورها واستباحت ثوابتها، وأفقدت الإنسان العربي هويته». ويضيف: «إن الدمار الذي لحق بالمدن العربية لم يكن فقط دماراً وتخريباً في المنشآت والمباني والآثار التاريخية، ولكنه دمر مقومات هذه الأمة في البشر والثقافة أيضاً»، ليتابع: «ولا يمكن لنا أن نتجاهل ما أصاب الأمة من الدمار الاقتصادي والبشري، لكن من يتابع أحوال الثقافة العربية وما أصاب لغتنا العربية من التدهور والانهيار، سوف يكتشف أن المؤامرة لم تكن فقط لتشريد البشر، وهدم المدن، ونهب الآثار، وسرقة الموارد، ولكن كان تدمير الثقافة العربية أحد الأهداف الرئيسية، ومن يتابع ما أصاب اللغة العربية في جميع الدول العربية سوف يدرك حجم الكارثة».


لقد غابت اللغة العربية عن كثير من مناهج التعليم، وتراجع دورها في الحياة الثقافية بصورة خطيرة، وأصبحت في آخر القائمة من حيث الدراسة والمنهج والمدرس، حتى أن بعض أئمة المساجد الجدد يخطئون في أبسط قواعدها.
     
 
وحقيقة الأمر أن الخطر الذي تتعرض له اللغة العربية والجهل الفاضح بأبسط قواعد الكتابة العربية والقصور الفاجع في القراءة، جعلت نقابة علماء مصر توجه رسالة مباشرة إلى وزير التعليم العالي الدكتور خالد عبدالغفار تطلب منه الوفاء بمسؤولياته الدستورية والعمل على جعل دراسة اللغة العربية مادة أساسية في جميع البرامج الدراسية بالتعليم العالي، واستصدار قرار بذلك من المجلس الأعلى للجامعات المصرية.


ولنا في الدول الأوروبية مثال في الحفاظ على لغاتها القومية كجزء أساسي من أمنها الوطني، وهنا نتذكر تصريحاً مشهوراً لوزير الداخلية الفرنسي الأسبق جان بيير شوفينمان قال فيه إن «الاعتراف باللغات الجهوية (أي اللغات الست الموجودة في فرنسا)، معناه بلقنة فرنسا»، وكذلك تصريح بوب دول، مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات عام 1996، الذي قال إن أميركا بحاجة إلى «أسمنت اللغة لدعم وحدتها».


وفي اليوم العالمي للغة العربية مؤخراً، قال البروفيسور وأستاذ الطب بجامعة الحسن الثاني المغربية، الدكتور أحمد عزيز بوصفيحة، إن طلاب الجامعات المغربية الذين يدرسون العلوم بالفرنسية تبقى كفاءاتهم العلمية والمهنية دون مستوى الطلاب الفرنسيين الذين يدرسون بلغتهم الأم، داعياً إلى تدريس العلوم باللغة العربية لرفع الكفاءة العلمية للخريجين وزيادة نسبة نشر المقالات العلمية، التي لم تزد باللغة العربية عن 61 مقالاً منذ تأسيس الموقع العالمي المتخصص في نشر ومتابعة الدراسات العلمية عام 1996، مقارنةً بالمقالات العلمية المكتوبة باللغة العبرية (2000 مقال علمي) والمكتوبة بالإنجليزية (400 ألف مقال علمي).


والغريب أن يحدث ذلك رغم الطاقات والمزايا الكثيرة التي تختزنها اللغة العربية، ومنها ما كشفه مؤخراً الرسام نصر الدين دينيه، من أن الكتابة العربية هي الوحيدة التي تتبع الحركة الطبيعية لليد، أي الاتجاه من اليمين إلى اليسار، فيما تتجه الكتابة اللاتينية عكس الحركة الطبيعية لليد.


إن حماية اللغة العربية أصبحت ضرورة ملحة حتى لا تصبح هوية العالم العربي وثقافته.. نقطة الضعف في استراتيجياته الأمنية.