أحدث الأخبار
  • 09:13 . الأبيض الأولمبي يُواجه نظيره الياباني غداً في كأس آسيا... المزيد
  • 09:12 . شرطة أبوظبي تحذر من مكالمات وروابط إلكترونية احتيالية... المزيد
  • 07:35 . مجلس الأمن السيبراني: نتصدى يومياً لأكثر من 200 ألف هجمة سيبرانية... المزيد
  • 06:50 . غزة.. انتشال 30 شهيدا مدفونين في مقبرتين بمجمع الشفاء... المزيد
  • 06:21 . الأرصاد يتوقع انحسار السحب غداً في الإمارات... المزيد
  • 12:18 . مطارات دبي تعيد فتح إجراءات تسجيل المسافرين المغادرين من المبنى ثلاثة... المزيد
  • 12:17 . إندونيسيا تغلق مطارا قريبا من بركان ثائر وتجلي آلاف السكان... المزيد
  • 12:14 . اليمن.. تسجيل أول حالة وفاة جراء منخفض جوي في حضرموت... المزيد
  • 10:55 . رئيس الدولة: سلامة المواطنين والمقيمين على رأس أولوياتنا... المزيد
  • 10:54 . ريال مدريد يجرد مانشستر سيتي من لقبه ويتأهل لنصف نهائي أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:53 . "دانة غاز" تحجب التوزيعات وتنتخب مجلس إدارة لمدة ثلاث سنوات... المزيد
  • 10:52 . "موانئ دبي" تؤكد استمرار جميع العمليات بميناء جبل علي رغم سوء الأحوال الجوية... المزيد
  • 10:47 . المغربي سفيان رحيمي يقود العين للفوز على الهلال السعودي برباعية في أبطال آسيا... المزيد
  • 09:17 . "فيفا": خروج برشلونة يؤهل أتلتيكو مدريد إلى "مونديال الأندية 2025"... المزيد
  • 09:02 . الإمارات تتعهد بتقديم 100 مليون دولار لدعم السودانيين... المزيد
  • 08:51 . مجلس الوزراء يمدد "العمل عن بُعد" الخميس والجمعة لموظفي الحكومة الاتحادية... المزيد

هل نعرف بعضنا حقاً؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 15-12-2017


حين نادى الأستاذ ليو، مدرس علم النفس السلوكي في الجامعة، على طالبته التي لطالما امتدحها بسبب تفوّقها الثابت واللافت في مادته، لم تهرول إليه مسرعةً كعادتها لتسلّم ورقة إجابتها متباهية بدرجتها العالية، ساد صمت تام على قاعة الدرس، فالطالبة لم تحضر اليوم، وضع ورقتها جانباً وأكمل درسه كالمعتاد، حين انتهى حمل أوراقه وحقيبته ذاهباً إلى مكتبه، طرق بابه أحد الطلاب، دخل بهدوء لافت ليخبر الأستاذ بما لم يكن يتوقعه أبداً! الطالبة التي ناديت اسمها اليوم قد انتحرت مساء البارحة، تركت في سيارتها رسالة وداع قصيرة لوالديها، ثم ألقت بنفسها من فوق ذلك الجرف المرتفع!

كانت صدمة الأستاذ مضاعفة، إذ كيف تنتحر فتاة مثلها، تمتلك كل مقومات الجمال والذكاء والحياة الأنيقة والناجحة؟ ثم كيف تنتحر فتاة تمتلك كل أولئك الأصدقاء والمعجبين والزملاء المحيطين بها دون أن يملك أي منهم إجابة ولو من بعيد عن سؤال انتحارها، فحتى والداها حين زارهما لتقديم واجب العزاء وسألهم أبدوا حزنهم واستغرابهم! وهنا وقع الأستاذ تحت وطأة سؤال كبير طرحه على المجتمع كله، وعلى النظام التربوي والتعليمي والسياسي الذي يحكمه، وعلى النظرية الفردية التي تحرك حياة الأميركيين!

وكان السؤال: هل نعرف بعضنا حقاً في هذا المجتمع الفردي المنشغلة كل أجهزته وقوانينه وحركته بإعلاء قيمة الفرد وتبجيل حقوقه وعبادة نرجسيته؟ هل هذه التربية والتوجيهات التي يتلقاها الإنسان منذ نعومة أظفاره، والتي خلاصتها: «أنت الأهم ولا شيء يهم بعدك، أنت المهم فلا تنشغل بأمور واحتياجات غيرك فكل مسؤول عن نفسه»، قادرة على تحقيق وخلق حياة اجتماعية منسجمة، وتلبي احتياجات الإنسان الطبيعي للحب والتقارب والتعاطف ودفء الجماعة؟ هذه الأسئلة، بعد سنوات طويلة ومحاولات عديدة لتفكيكها، لم تقد الأستاذ إلى أي نتيجة تُذكر!

فما يطرحه صعب تغييره أو الاعتراض عليه، لقد كان كمن يحاكم مجتمعاً أُسّس على قيم إعلاء النزعة الفردية، وقد قبلها وتراضى الجميع بها، وهي بلا شك قد أفرزت العديد من الأزمات والإشكالات الأخلاقية والاجتماعية، لكن لا أحد يريد أن يعود إلى الوراء وأن يعيد أو يغيّر صياغة أي شيء فيه، فهذه مكتسبات المجتمع الحر المتحضر التي يحسده عليها الجميع من شعوب العالم «المتخلف» التي لم تسقط في الفخ لكنها، ربما سقطت في فخاخ أخرى لأجل إنجاح فردية الغرب!