أحدث الأخبار
  • 09:49 . وزير الخارجية السعودي: جهود وقف إطلاق النار في غزة "غير كافية"... المزيد
  • 09:47 . الذهب يستقر قرب "أعلى مستوى على الإطلاق"... المزيد
  • 08:52 . بعد شكوى السعودية في الأمم المتحدة.. هل تشعل قضية "الياسات" الخلافات بين أبوظبي والرياض مجددا؟... المزيد
  • 07:34 . أمطار غير مسبوقة على مناطق واسعة في الإمارات... المزيد
  • 05:46 . الإمارات في قلب التصعيد الإيراني - الإسرائيلي.. الآثار الاقتصادية والسياسية... المزيد
  • 11:55 . تحقيق مع وكالة استخبارات سويسرية خاصة حول مزاعم بالتجسس لصالح أبوظبي... المزيد
  • 11:17 . البيت الأبيض: إيران لم تنسق معنا مسبقاً وهجومها كان فشلاً ذريعاً... المزيد
  • 11:05 . تشيلسي يسحق إيفرتون بسداسية في الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 10:28 . أمطار غزيرة ومتوسطة مع برق ورعد على مناطق متفرقة في الدولة... المزيد
  • 10:27 . تحويل الدراسة "عن بعد" في معظم إمارات الدولة نظراً للأحوال الجوية... المزيد
  • 10:27 . شركات طيران محلية توجه نصائح للمسافرين بسبب الظروف الجوية المتوقعة... المزيد
  • 10:22 . "المركزي" يُحدد 30 يوماً لتعامل البنوك مع شكاوى العملاء... المزيد
  • 08:41 . صحيفة: أبوظبي تبادلت معلومات استخبارية مع أمريكا و"إسرائيل" قبل الهجوم الإيراني... المزيد
  • 06:57 . الولايات المتحدة تعلن تدمير أربع طائرات مسيرة للحوثيين في اليمن... المزيد
  • 06:08 . الكويت تعين الشيخ أحمد عبدالله الصباح رئيسا جديدا للحكومة... المزيد
  • 12:37 . أسعار النفط تتراجع في السوق الآسيوية بعد الهدوء في الشرق الأوسط... المزيد

أزمة الجيل

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 17-10-2017


لكل جيل أزمته، تلك الأزمة التي تشكّل وعي هذا الجيل، وترسم مواقفه، وتنطلق منها بقية الأزمات فتأسر العقل الجمعي لهذا الجيل. جيل الثمانينيات الخليجي عاش أزمة أفغانستان المنبثقة عن الحرب الباردة، وشكّلت لفترة طويلة هوية هذا الجيل. ثم جاءت حرب الخليج الثانية واحتلال الكويت لتحرّف إدراك جيل التسعينيات نحو السطوة الأميركية. أما جيل العقد الأول من هذا القرن، فكان ارتطام طائرتين ببرجين في نيويورك كفيلاً بإعادة ترسيم حدود العلاقة الذهنية بين الغرب والإسلام والأنظمة القمعية. اليوم يصعب وضع اليد على أزمة هذا الجيل، فمن الربيع العربي إلى الأزمة الخليجية تعرّض هذا الجيل لصدمات فكرية ونفسية عديدة.
لا شك أن الأجيال تتلاقى، وكل جيل يبني فهمه للأزمة التالية على تأثره بالأزمات السابقة، وينتج ذلك حالة من الصراع الجيلي. فبين من يعتبر أن الصراع هو بين الصحوة والليبرالية، وبين من يجده بين الإسلام السياسي والغرب، أو مؤخراً بين الثورة والدولة، كل ذلك نتيجة للأزمة المركزية التي تشكّل وعي هذا الجيل أو ذاك. ولكن المشكلة اليوم هي أن هناك من يحاول أن تكون هذه الأزمة قاصمة الظهر للجيل، وأقول «يحاول»؛ لأن ما نراه يثبت أن من يقوم على الأزمة الحالية يسعى لتكسير البنية الفكرية والنفسية لجيل كامل، عبر الانحدار بمستوى الخلاف السياسي والتصعيد المتسمر، بحيث تنهار منظومة القيم التي تُبنى عليها القناعات السياسية والمواقف من العالم من حولنا.
بأي عين سيرى الجيل الذي وجد نفسه في أول اختبار لعالم السياسة أمام الأزمة الخليجية؟ هذا الجيل الذي يعتبر حتى الربيع العربي بالنسبة له طيفاً في طفولته، اليوم يصلون إلى مرحلة الإدراك ليجدوا أنفسهم أمام صراع غير مبرر يتجاوز الأعراف السياسية والدولية، ويسخّر أدوات الدولة والمجتمع والرياضة والفن والثقافة والقبيلة في حالة استقطاب متطرفة، تستدعي للأذهان صراع فيصل وعبدالناصر، وإن كان ذلك الصراع في حينه -وعلى الرغم من شدته- وحدة الاستقطاب فيه أكثر واقعية في إطار عالم متحول في أعقاب التحرر العربي. هذا الجيل يواجه أزمة قد تصنع شرخاً بين شعوب المنطقة لا يمكن علاجه، وعداوات متجاوزة للسياسة إلى إطارات جُنّبت سابقاً مثل هذه الصراعات.
مع انحسار التصعيد واستقرار الأزمة، هناك دور تاريخي للنخب الثقافية والفكرية، يتمثل في إنقاذ أحلام هذا الجيل وطموحاته من براثن هذه الأزمات المتلاحقة، والهدم الممنهج للعقل والذهنية العربية، ولا يتم ذلك إلا بتجاوز السياسي إلى الثقافي والمعرفي، وليس ذلك بالمهمة السهلة في ضوء انقضاض الدولة على ما تبقّى من الحراك المجتمعي العربي اليوم في الدول التي اختارت القمع سياسة وحيدة للتعامل مع المجتمع في المنطقة. حتى السكوت أصبح جريمة يعاقب عليها القانون، والتحرر من هذه القبضة الأمنية ليس أمراً يسيراً. اليوم هناك هجرة جديدة للعقول إلى عواصم العالم، وهذه المرة تبدأ الهجرة من الخليج. مثقفون كثر آثروا الابتعاد جغرافياً عن الخليج، ليقتربوا فكرياً وشعورياً من طموحات شعوبهم.
المناشط الثقافية التي حضرتها هنا في الدوحة حول الأزمة تشير إلى تعطّش لدى شباب اليوم لأي شيء يمكن أن يفسر أو يقدّم حلولاً لواقعهم. الندوات ذاتها التي كان حضورها لا يتجاوز الصفين أو الثلاثة الأول في القاعة، اليوم يُجبر روّادها على الوقوف إلى جنبات القاعة بسبب الزحام؛ لذلك أصبح لزاماً علينا -خاصة في قطر والدول التي تتوافر فيها مساحة لا بأس بها من حرية الفكر- أن نقدّم لهذا الجيل تشخيصاً حقيقياً لأزمته، يتجاوز حدة الاستقطاب إلى استشراف واقعي لآثار الأزمة وتداعياتها.;