أحدث الأخبار
  • 10:18 . علماء: التغيّر المناخي "على الأرجح" وراء فيضانات الإمارات وعُمان... المزيد
  • 09:32 . عقوبات أمريكية على أفراد وكيانات لعلاقتهم ببيع "مسيرات إيرانية"... المزيد
  • 09:02 . الاحتلال الإسرائيلي يسحب لواء ناحال من غزة... المزيد
  • 07:55 . حاكم الشارقة يقر إنشاء جامعة الذيد "الزراعية"... المزيد
  • 07:37 . استمرار الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية على حرب غزة والعفو الدولية تدين قمعها... المزيد
  • 07:33 . صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية... المزيد
  • 07:32 . "أرامكو" السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة على حساب مجموعة صينية... المزيد
  • 07:00 . دراسة تربط بين تناول الأسبرين وتحقيق نتائج إيجابية لدى مرضى السرطان... المزيد
  • 12:00 . الأرصاد يتوقع سقوط أمطار مجدداً على الدولة حتى يوم الأحد... المزيد
  • 11:46 . الجيش الأمريكي يعلن التصدي لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون... المزيد
  • 11:30 . إعلام عبري: مجلس الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفقة تبادل جديدة... المزيد
  • 11:03 . الذهب يتراجع متأثراً بموجة جني الأرباح... المزيد
  • 10:13 . تقرير يحذر من تعرض الأفراد والمنشآت الإماراتية في شرق أفريقيا للهجمات... المزيد
  • 09:14 . إعلام عبري: رئيسا "الشاباك" وهيئة أركان جيش الاحتلال يزوران مصر لبحث اجتياح رفح... المزيد
  • 09:12 . "الكيل بمكيالين".. صحيفة إماراتية تهاجم تمييز لجنة أولمبياد باريس بين "إسرائيل" وروسيا... المزيد
  • 07:52 . أسير إسرائيلي لدى القسام يشن هجوما لاذعا ضد نتنياهو (فيديو)... المزيد

تقسيم المقسم في زمن العولمة

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 24-09-2017


أصبح العالم منذ فترة طويلة بسبب ثورة التكنولوجيا والمواصلات قرية كبيرة، ولم تعد الأنظمة قادرة على منع الشعوب من الوصول إلى المعلومات والثقافات العابرة للحدود. وعلى الرغم من التنوع القومي والديني والثقافي، إلا أن أي تطورات اقتصادية أو سياسية أو عسكرية في مكان ما في أنحاء العالم باتت تلقي بظلالها على مناطق أخرى، وربما على جميع سكان الكرة الأرضية.
الدول الغربية أدركت منذ عقود قدوم العولمة، وأهمية التوحد وتشكيل التكتلات لمواجهة التحديات الجسيمة. ومن هذا المنطلق ظهرت فكرة الاتحاد الأوروبي الذي يجمع اليوم تحت مظلته ثماني وعشرين دولة. وهو من أنجح التكتلات المبنية على أسس وقيم ومعايير، على الرغم مما يشوبه من خلل وازدواجية.
مواطنو دول الاتحاد الأوروبي يتنقلون بين الدول الأعضاء بكل حرية وسهولة، بل هناك أماكن في القارة العجوز لا يفصل بين دولتين أوروبيتين غير خط ملون يزين أرضية المكان. لا جدران، ولا أسلاك شائكة، ولا حراس حدود، أو جنود. بل ترى مقاهي لو تجلس في زاوية لها تكون في دولة، وتجلس في أخرى فأنت في دولة أخرى.
بخلاف توحد الدول الأوروبية، نرى العالم الإسلامي للأسف الشديد مقسماً إلى دول متناحرة، تفصل بينها جدران عالية، وأسلاك شائكة، تحرس حدودها قوات عسكرية مدججة بأسلحة مختلفة، ولا تسمح لأحد بالعبور، ويحتاج المرء إلى إجراءات معقدة للتنقل بين تلك الدول، وربما لا يستطيع نهائياً.
العالم الإسلامي الممزق ما زال مستهدفاً لتقسيم المقسم، ويرغب الأعداء في تقسيم الدول إلى دويلات، وتقسيم الدويلات إلى الكانتونات، ليسهل تدخلهم في شؤون الأمة ونهب ثرواتها. ويشجعون المسلمين على الانقسام، ويحرضون بعضهم على بعض، تحت شعارات زائفة، فيما يتوحدون هم أنفسهم لتشكيل كيانات أكبر وأقوى، ليحفظوا أمنهم ومصالحهم.
فلسطين تعاني منذ سنين من آثار الانقسام السياسي البغيض، ولم يستفد منه غير المحتل الصهيوني، وتم تقسيم السودان وفصل الجنوب عن الشمال، إلا أن هذا الانفصال لم يأت لسكان الجنوب بأي خير وسعادة ورفاهية، بل تعاني الدولة الوليدة وضعاً اقتصادياً بالغ الصعوبة، لدرجة أنها اضطرت لإلغاء الاحتفال بذكرى انفصالها، كما يواجه حوالي نصف سكانها نقصاً كبيراً في الغذاء.
دول المنطقة كلها مهددة بشبح التقسيم، بدءاً من العراق وسوريا. وهناك قوى عالمية تخطط لهذا التقسيم، وأخرى إقليمية تدعمه لحسابات ضيقة، إلا أن المزيد من التقسيم في هذه المنطقة الساخنة قد يشعل فتيل صراعات دموية وفتن كبرى بين مكوناتها، لا يسلم أحد من الاحتراق بنيرانها.
ما نحتاج إليه نحن أبناء هذه المنطقة والعالم الإسلامي، هو الكفاح من أجل الحقوق، والحريات، والمواطنة على أسس المساواة، والديمقراطية، والمشاركة في صنع القرار، بدلاً من الصراعات والقتال وسفك الدماء وتدمير المدن من أجل القومية والعصبية الجاهلية، ونزاعات أمراء الحرب، وأهواء القادة السفهاء.
العالم الإسلامي الممزق في غنى عن مزيد من التمزيق والتقسيم، وليس بحاجة إلى الشحن القومي والإثني والمذهبي، بل يحتاج إلى تعزيز الأخوة والمحبة بين أبنائه.
ومن المؤسف للغاية أننا كنا نحلم في الأمس القريب بحرية التنقل والتكامل بين الدول الإسلامية، ولكننا نرى اليوم إقامة مزيد من الجدران والأسلاك الشائكة، ومزيد من التقسيم والتشرذم.;